"فيه ناس اللقافة تمشي في دمها"، إلى درجة أن بعضهم يعدها نوعاً من الذكاء الاجتماعي، هناك علاقة بين حب الاستطلاع كحاجة بشرية أساسية، وحب الاستطلاع عندما يترك دون مهارات وقوانين فيصبح في هذه الحالة "لقافة"، لأنه يدخل في خصوصيات الآخرين وينتهك حقوقهم، بعض اللقافات قد تغير مسار التاريخ، إذا اعتبرناها نوعاً من التمادي في حب الاستطلاع، فاكتشاف أميركا كان نوعاً من اللقافة عند (كلومبس)، لأنها أدت إلى نوع من الاكتشاف، وطبعاً سيترتب على ذلك نوع من التلقف على مجتمعات جديدة تحت مسميات رنانة، وقد تؤدي اللقافة إلى اكتشافات علمية. اليوم من المهم أن نتخلص من ثقافة اللقافة، والدخول إلى خصوصيات الآخرين ومراقبتهم، إلى درجة مرض التجسس والظن السيئ بهم، ومحاولة بث روح الإحباط في نفوسهم على أي عمل أو سلوك يقومون به، المهم أيضاً أن نتخلص من مرض اللقافة الذي يتتبع زلات الآخرين والدخول في شؤونهم وسقطاتهم وأسرارهم الخاصة، ومحاولة العدوان عليهم بشتى الطرق، خاصة استخدام التقنية في خرق خصوصيات الآخرين، والنيل منهم ومحاولة التعدي على حقوقهم.. وكون الإنسان يملك حب الاستطلاع كحاجة أساسية للبقاء إلا أن ذلك لا يعني أنها ممارسة مطلقة. اليوم "الملاقيف" الإيجابيون هم من اكتشفوا واخترعوا وحاولوا أن يتجاوزوا حب الاستطلاع بالبعد عن تتبع الآخرين، وحاولوا أن يوظفوا هذه الحاجة الإنسانية في سعادة البشرية. هناك علاقة بين اللقافة والتجسس، وهذه العلاقة علاقة غير صحية، تؤدي إلى التعب والقلق واضطراب الشخصية، وغالباً الناس من هذا النوع يعيشون حالة صعبة من الوساوس، حتى يحصلوا على ما يشفي صدورهم ويخفف معاناتهم الملحة باللقافة، وأيضاً هناك علاقة بين اللقافة وعدم الإيمان بحقوق الآخرين، لأن الملقوف يقدم لنفسه الكثير من المبررات الاجتماعية والدينية التي تعزز هذا السلوك، ثم يهجم بشراهة على خصوصيات الآخرين وانتهاك حقوقهم، وفي المقابل يكون أكثر حرصاً على أنه الشخص الغامض والمتناقض وغير الشفاف، عندما تصل الأمور إلى خصوصياته. وهناك علاقة بين اللقافة والتقنية، فالملقوف من عشاق المنتديات والإنترنت بوجه عام، يعيش حالة من النشوة التنكرية وهو يتلقف على الناس، وهناك علاقة بين أزمة المرور واللقافة، فالملاقيف يعيشون حالة من اللقافة الفريدة وهم يتفرجون على أي حادث ويعطلون السير، وتصبح اللقافة تجمهراً وحالة من التخدير، وكأنهم "رايحين يتفرجون على كرة القدم".