لقي 20 مدنياً على الأقل حتفهم خلال قتال عنيف في منطقة العاصمة السودانية، الخرطوم، بين الجيش السوداني وميليشيا قوات التدخل السريع شبه العسكرية. كما أصيب عدة أشخاص أيضاً إثر الهجمات في مدينة أم درمان المتاخمة للعاصمة الخرطوم، حسبما أعلنت وزارة الصحة السودانية أمس الثلاثاء. ويفتقر المستشفى القريب للإمدادات الطبية الضرورية مثل الدم. ويكاد النظام الصحي في البلاد ينهار تماماً بعد شهور من القتال. ويتركز القتال في الخرطوم والمدن المجاورة لها، وكذلك في إقليم دارفور غربي السودان. وكثيراً ما يتقاتل الطرفان بالقرب من المناطق السكنية. وفشل تثبيت سلسلة من الهدنات وسط أزمة إنسانية متنامية. وذكرت الأممالمتحدة أن المنشآت الصحية تعرضت ل53 هجوماً على الأقل في السودان منذ بدء الصراع. من جانبها أعلنت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين عن تدهور الأوضاع الصحية في جميع أنحاء السودان بما في ذلك في مخيمات النزوح وفي نقاط العبور الحدودية ومراكز العبور في البلدان المجاورة، مع تجاوز عدد النازحين من الصراع في السودان أربعة ملايين شخص. وقال المتحدث باسم المفوضية ويليام سبيندلر خلال مؤتمر صحفي في جنيف: إن الوضع في السودان لا يمكن تحمله لأن الاحتياجات تفوق بكثير ما يمكن توفيره بالموارد المتاحة، ففي ولاية النيل الأبيض أدى نقص الأدوية الأساسية والموظفين والإمدادات إلى إعاقة خدمات الصحة والتغذية في جميع مخيمات النازحين العشرة، حيث وصل أكثر من 144 ألف نازح جديد من الخرطوم منذ بدء النزاع وانضموا إلى الآلاف من لاجئي جنوب السودان وسكان المجتمعات المحلية الذين يقصدون نفس العيادات والمرافق الطبية، مبيناً أن خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي غير موجودة تقريباً. وأضاف: نظراً لأن العديد من العائلات تتنقل منذ أسابيع مع القليل جداً من الطعام والدواء، ارتفعت معدلات سوء التغذية وتفشي الأمراض والوفيات ذات الصلة، معظمها بين الأطفال دون سن الخامسة، محذراً من أنه إذا استمر التأخير في تمويل المساعدات ستستمر هذه الأعداد في التزايد. وأوضح أن المفوضية بحاجة ملحة إلى المزيد من التمويل للمساعدات الصحية والاستجابة الإقليمية للنزاع في السودان، وتوفير 566 مليون دولار أميركي لخطة الاستجابة والتي تم تمويلها بنسبة 29 % فقط حتى الآن. من جانبها، أفادت منظمة الصحة العالمية، أن الهجمات على العاملين الصحيين والمرافق الصحية أضرت بشكل كبير على خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء السودان، وأن هناك ما يزيد على 70 مريضاً لكل طبيب، مشيرة إلى أن تقطع سلاسل التوريد أدى إلى نقص في الأدوية والإمدادات الطبية التي يحتاج إليها آلاف من الأشخاص. وأضافت أن هطول الأمطار خلال الأشهر المقبلة سيتسبب في فيضانات، تؤدي إلى زيادة في حالات الإصابة بمرض الكوليرا والملاريا، إضافة إلى قتامة الأوضاع عبر الحدود، حيث تدهورت الحالة الصحية والتغذوية بشكل حاد للقادمين من السودان منذ اندلاع النزاع في منتصف أبريل الماضي في تشادوجنوب السودان مع انتشار الأمراض الفتاكة.