كأس الملك سلمان.. حضور جماهيري تاريخي انقضى ما يزيد على نصف المشوار للأندية المتأهلة للأدوار الإقصائية في بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية في نسختها الثلاثين والتي تستضيف أحداثها المملكة العربية السعودية، حيث بلغت الإثارة ذروتها ببلوغ الأندية المتأهلة لدور نصف النهائي للبطولة التي حملت في طياتها الكثير من الأحداث وجعلتها من أبرز النسخ في تاريخ هذه البطولة لاسيما وأن المملكة نجحت بتنظيم أحداث هذه المسابقة التي جمعت 16 فريق عربي من القارة الآسيوية والأفريقية في نفس المكان والزمان وجعلت هذا النجاح تتويجًا لأكثر نسخ البطولة إثارة وندية. الأندية الآسيوية تأكد تفوقها ومن خلال أحداث البطولة أكدت الأندية الآسيوية تفوقها على الأندية الأفريقية المشاركة في المسابقة، حيث لم يتأهل أي نادٍ أفريقي لدور ربع النهائي باستثناء نادي الرجاء المغربي الذي لعب في أسهل مجموعة مقارنة بالمجموعات الأخرى، ولم يكمل الرجاء المغربي مشواره لأبعد من ربع النهائي حيث وضعه سيناريو التأهل في وجه مدفع النصر الذي تغلب عليه بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف، أما الأندية الأفريقية الأخرى فقد رحلت مبكرًا من دور المجموعات ومن أبرز تلك الأندية نادي الترجي التونسي الذي لعب في مجموعة الاتحاد السعودي والشرطة العراقي، حيث لم ينجح بالتأهل ولم يستطع حصد سوى نقطتين من مبارياته التي لعبها، وكذلك هو الحال مع نادي الوداد المغربي الذي لعب في مجموعة السد القطري والهلال السعودي، إضافة إلى نادي الزمالك المصري الذي لعب في المجموعة الحديدية التي ضمت نادي الشباب السعودي وشقيقة النصر، إلا أنه لم يكن سهل المراس حيث نجح بحصد 4 نقاط بتعادل وفوز وحيد حققه من أمام نادي الاتحاد الرياضي المنستيري التونسي، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتأهل النادي المصري حيث كان فارق النقطة بينه وبين نادي النصر عائقًا أمام تأهله للأدوار الإقصائية. الكرت الأحمر عنوان لمباريات البطولة اتسمت أغلب مباريات البطولة بالتنافس والاندفاع البدني المبالغ فيه بعض الأحيان ونتيجة ذلك كانت محصلة الفرق 8 كروت حمراء وكان النصيب الأكبر منها لنادي الصفاقسي التونسي الذي تحصل لاعبوه على 3 كروت حمراء من مباراتين، حيث طرد لاعبه أحمد العجال بالإنذار الثاني في المباراة الأولى للفريق في البطولة ضد نادي الشرطة العراقي، بينما حضر الطردان الآخران في مباراة الفريق التونسي ضد نادي الاتحاد في الجولة الثانية من دور المجموعات حيث طرد أولًا بالكرت الأحمر المباشر حسين علي بعد تدخله العنيف على المحترف المصري في صفوف الاتحاد طارق حامد الذي لم يكمل المباراة على اثر هذا التدخل ونقل مباشرة لمستشفى الملك عبدالعزيز لتلقي العلاج والخضوع للفحوصات الطبية، أما الطرد الثاني فكان بالكرت الأصفر الثاني للاعب بلا موسى عند الدقيقة 84 من عمر اللقاء، ويأتي نادي الوداد المغربي ثانيًا بعد الصفاقسي بكرتين أحمرين تحصل عليها لاعباه يحيى جبران وهشام بوصفيان، بينما تحصل لاعبو كلًا من: نادي الشباب السعودي، نادي الوحدة الاماراتي، ونادي شباب بلوزداد الجزائري، على كرت أحمر واحد لكل فريق. وفي نفس السياق، كان التحكيم العربي محل لغط بين الجماهير والأجهزة الفنية وحتى لاعبين الأندية المشاركة في البطولة كالعادة، حيث تحدث لاعب نادي الزمالك المصري محمود عبد الرازق المعروف باسم "شيكابالا عن التحكيم في مباراة فريقه ضد نادي الشباب واتهم حكم المباراة بانحيازه للشباب كما هدده بالانسحاب من المباراة، وقبل ذلك أصدر نادي الوداد المغربي بيان امتعاض مما وصفه "بالمهزلة التحكيمية" عقب مواجهته لنادي السد القطري، حيث اتهم النادي المغربي الحكم الدولي المصري محمود البنا بانتهاك حرمة اللعبة، وكان هناك المزيد من التصريحات والأحاديث الإعلامية في المؤتمرات الصحفية لمدربي تلك الأندية حول سوء التحكيم، إلا أن ذلك ليس بجديد حيث تتكرر نفس المواضيع ونفس اللغط عن سوء التحكيم العربي مع كل نسخة تقام من هذه البطولة. الأندية السعودية موعدًا مع التاريخ وعلى صعيد الأرقام التاريخية في البطولة نجحت 3 أندية سعودية من أصل 4 بالتأهل إلى نصف نهائي البطولة، حيث يعتبر هذا الحدث مميزًا، إذ أنه لم يسبق أن حصل من قبل في تاريخ البطولة العربية أن تتأهل 3 أندية من دولة واحدة لنصف النهائي، حيث نجح كل من نادي الهلال، النصر، والشباب من الوصول لنصف النهائي، فيما غادر الاتحاد من ربع النهائي بعد تغلب نادي الهلال عليه بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف. ومن المنتظر أن يواجه نادي الشباب نظيره الهلال في دربي العاصمة على ملعب مدينة الملك فهد والذي يعد نهائي مبكر للبطولة، فيما سيلتقي نادي النصر بالشرطة العراقي على ملعب الأمير سلطان بالمحالة في أبها، لتكون هذه الصورة النهائية لمباريات دور نصف النهائي الذي سجلت فيه الأندية السعودية اكتساحها وضمنت تأهل فريق واحد على الأقل للنهائي العربي.