"السدر" شجرة معمرة دائمة الخضرة شوكية متفرعة قوية تحمل ثماراً حلوة المذاق مرتفعة القيمة الغذائية، وتعد من أنواع الفاكهة المتميزة، ويصعب تحديد صفات مجموعة أشجار السدر لاختلاف الحجم وشكل الأوراق ولونها وحجم الثمار وشكلها. وينتشر شجر السدر البري على نطاق واسع في نطاق محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية البالغة مساحتها أكثر من 91,500 كيلو متر مربع، وهي من الأشجار الشوكية المستوطنة في المحمية والمتوافقة مع بيئتها الطبيعية، وتمتاز بجذورها الوتدية العميقة، وارتفاعاتها المتفاوتة، وهي من أهم النباتات المحلية التي تنبت في الفياض والوديان والشعاب وخاصة منطقة الحجرة. ويعد من أشهر الأشجار وأقدمها ولها مكانة كبيرة عند العرب والمسلمين الذين أخذوا منها الظل والعلاج، وكانت وسيلة التطبيب الأكثر انتشارا آنذاك، فللشجرة تاريخ طويل مع الإنسان وحُبكت حولها الحكايات الشعبية والقصص الأسطورية. وشجرة السدر البري من الشجيرات التي لها أشواك حادة، وتنمو في مجموعات كثيفة متداخلة، وقد تنمو الأشجار منفردة ليصل ارتفاعها نحو 10 أمتار، وتعد من أفضل الأشجار المستخدمة لمقاومة التصحر لأن لها ميزة تكوين عقل من التربة الناعمة التي تحجز الرمال حوله؛ كما أن تشابك أعضائها وكثرة أشواكها يجعل الطيور تفضلها لبناء أعشاشها كما تستخدمها بعض الحيوانات مأوى لها. وأكد مختصون في علوم الأغذية والنباتات إلى أن جنس السدر يضم نحو 40 نوعاً من أنواع السدر المختلفة تنتشر في المناطق الحارة والمعتدلة في الكثير من مناطق العالم وبالأخص قارة آسيا، وتثمر أشجاره خلال فصل الصيف إذا شهد هطول أمطار، ويتميز السدر البري الذي ينمو بشكل طبيعي بجودة وندرة العسل الذي ينتجه النحل من أزهاره، حيث يحرص مربو النحل على التنقل بخلاياهم من موقع إلى آخر تبعًا لفصول السنة، وتبعًا لبعض الدراسات فإن للسدر الكثير من الفوائد والاستخدامات الطبية المتنوعة.