قبل أيام كنت في جلسة مع مجموعة من الأصدقاء وحديثنا دار حول موضوع العنف الأسري الذي بدأت تظهر بعض حالاته في المجتمع مع ظهور برامج التواصل الاجتماعي، واتفقنا على اهتمام الحكومة السعودية بحقوق الإنسان بشكل عام واستشهدنا بملفات عدة وكان أخرها خلال جائحة كورونا والمواقف كثيره، ثم عرجنا على الاهتمام في تطوير كافة الإجراءات وآليات العمل والارتقاء بمستوى الأداء التي من شأنها تسهيل تقديم كافة الخدمات لجميع أفراد المجتمع بلا استثناء لضمان حقوقهم، ولا سيما هذا الملف الذي أوجِد نظام له يتعلق بحماية الطفل حيث يتضمن النظام التعريفات، والأهداف، وحالات الإيذاء، بالإضافة إلى حق الطفل في الحماية وحقه في الرعاية والمسؤولية تجاهه، وكذلك الإبلاغ والنظر في مخالفة النظام، ولائحته، ووقت العمل به. الحوار بيننا كان مفيداً في المعلومات التي طرحت ثم تطرقنا إلى نقطة في غاية الأهمية وهي سرعة تجاوب مركز بلاغات العنف الأسري، وكانت التجربة خير برهان، حيث قمت حينها بالاتصال من هاتفي على مركز البلاغات وبمكبر الصوت أمام الأصدقاء وكانت تجربة أثارت إعجابنا جميعاً سواء كان في الرد الآلي والخطوات التي توضح بعض التعليمات حول المعنفين من الأطفال أو كبار السن أو ذو الإعاقة، أو من خلال سرعة الرد المباشر من الأخصائي الذي عرّف بنفسه باسم فهد وأبلغته بعد التحية بأنني صحفي واتصالي كان لتجربة خدمات مركز البلاغات فقط ولا أريد أن أخذ من وقتك وشكرته. هذه التجربة جعلتنا نقترب من الواقع والتي تناولت هذه الخطوات معلومات عن جوانب عدة، ومنها هدف خدمة الإبلاغ عن العنف الأسري الذي يمكّن المواطنين والمقيمين من الوصول إلى المساعدة في حال تعرضهم أو أي شخص آخر للإيذاء، حيث يتيح الإبلاغ عن سوء المعاملة إما عن طريق تطبيق الجوال الموحد أو الاتصال على مركز بلاغات العنف الأسري (1919)، ويكون استقبال بلاغات حالات الإيذاء بسرية تامة من المواطنين و المقيمين على حدٍ سواء ومن كافة مناطق المملكة، سواءً كانت من أشخاص أو من الجهات الخارجية، وهذا أحد أهم مزاياه، وتتم إحالة المتصل على مركز البلاغات إلى وحدات الحماية الأسرية المتواجدة في مختلف مناطق المملكة، بعد تصنيف وتحديد درجة الخطورة، فإذا كانت حالة الإيذاء تتطلب التدخل العاجل يقوم مركز البلاغات بالتنسيق الفوري مع الجهات الأمنية وتقديم الاستشارات الأسرية، ومن خلال تلك الجلسة مع الأصدقاء وقيامنا بتلك التجربة لمسنا أيضاً حرص وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على أولوية سلامة الأشخاص من خلال حمايتهم من تكرار العنف، وهناك الكثير من الخدمات التي تعمل الوزارة على تطويرها وتسهيلها، وبالفعل لا تعرف تفاصيل كثير من الخدمات الحكومية إلا إذا قمت بالتأكد بنفسك والاقتراب من واقع الأمور.