في سنة تاريخية تصدرت فيها الرياضة السعودية بشكل عام وأندية كرة القدم بشكل خاص العناوين العالمية متفوقة على أعرق البطولات العالمية وأكبرها، نظراً لحجم الحراك الرياضي الكبير والدخول في سوق الانتقالات بقوة على أهم وأبرز المواهب العالمية وأشهرها، يغيب عن هذا المشهد نادي الشباب الذي يعد أحد أبرز أركان كرة القدم السعودية وأكثرها نجاحاً وتحقيقاً للمنجزات سواء على المستوى المحلي أو على مستوى المحافل الدولية والخارجية، بشكل يثير العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الغياب المثير للجدل لا سيما وأنه يطال فريقاً لطالما بقي واستمر منافساً شرساً على جميع البطولات والمنافسات التي يشارك فيها. وبينما الفرق والأندية تتعاقد وتتفاوض مع لاعبين بعشرات ومئات الملايين بمباركة من المسؤولين في المنظومة الرياضية، يرفضون المطالبات الشبابية بحجج مختلفة، حتى بدأ الموسم ودخل أولى مبارياته بدون أن يتعاقد مع جهاز فني يشرف على الفريق، ولا التعاقد مع لاعبين محترفين ليتسنى له المنافسة أسوة بغيره من الأندية المشاركة في البطولة، ولم يقف الحال عند ذلك فقط، بل وصل إلى الدخول على خط مفاوضاته مع عدد من اللاعبين المميزين وتحويل مسارهم إلى أندية أخرى، كما أكدت جميع المصادر التي اتفقت على أن اللاعب كريم بنزيما تم تحويله إلى نادي الاتحاد بعد أن أعطى موافقته للمفاوض الشبابي في وقت مبكر جداً من الموسم الماضي. كل هذه المعطيات تعطي صورة لما ستكون عليه المنافسات في الموسم المقبل والصعوبات التي سيواجهها الفريق الشبابي على المستويين الفني والإداري نظراً للفارق الكبير في الإمكانيات التي تجعله بعيداً عن منافسيه، وهنا يجب على الإدارة الشبابية التي استلمت زمام الأمور حديثاً أن تجد الحلول المناسبة لتقليص هذا الفارق ومحاولة الخروج بصورة إيجابية في منافسات الموسم، كما يجب عليهم الحفاظ على مكتسبات النادي التي يعد من أبرزها نجوم الفريق وحمايتهم من التطاول المستمر من بعض المنتمين للأندية الأخرى بصورة فجة من خلال الطرق القانونية والنظامية حفظاً على صورة النادي ومكتسباته. وحتى لا تكون نهاية النادي وخيمة في نهاية الموسم يحتاج الفريق إلى وقفة صادقة من جمهوره أولاً والابتعاد عن الاصطفاف مع طرف دون الآخر، إضافة إلى تكاتف أعضاء الشرف ثانياً مع الإدارة ومساندتها لمواجهة تحديات الموسم التي وضعته محروماً من الكعكة الأكبر في تاريخ الدوري السعودي.