ابتكرت هيئة المكتبات أسلوباً بديعاً يكرّس حضور الثقافة في حياة المجتمع؛ باعتبار الكُتب أحد أهم القوالب الحاضنة للأفكار والعلوم، والتي قال فيها المتنبي بيته الشهير: «أعزُ مكانٍ في الدُنى سَرجُ سابحٍ.. وخيرُ جليسٍ في الزمان كِتابُ»، وهو ما حفز الهيئة لإطلاق مشروع «مُناوِل» الذي يتيح للمستخدمين استعارة الكُتب مجاناً وإعادتها للجهاز آلياً؛ بهدف تقليص المسافة بين الكتاب والمجتمع. وجاء هذا المشروع مراعياً لظروف ومنعطفات العصر، مستجيباً لتطوراته وتغيراته، ومتلائماً مع حركته ومرونته -إذ يُسارع خُطاه لغاية سامية؛ وهي رفع مستوى المعرفة وزيادة قوى الإنسان الفكرية- من خلال تصميم «مُناوِل» بطريقة آلية مستحدثة، تعمل وفق مفهوم المكتبات الذاتية؛ ويهدف الجهاز النبيل إلى نشر وترويج شكل من أشكال الثقافة، وتسجيل بصمته في جودة الحياة. ويضمّ الجهاز 350 كتاباً ما بين روايات، ونصوص أدبية، وسير ذاتية، ودواوين شعرية، وكتب أطفال، وكتب باللغة الإنجليزية والفرنسية؛ تنثر الروائع النيرة، وتعبّد السبل المضاءة، وتثري المستفيد بتكثيف تجاربه مع القراءة، حيث أُطلق الجهاز في مدينتي الرياضوجدة، شارعاً في تنفيذ وظيفته المضيئة؛ حتى يشمل كافة شرائح وفئات المجتمع العمرية. غير أنه يتميز بتقنياته الحديثة وقدرته على العمل دون تدخل بشري؛ للإسهام في جعل الثقافة نمط حياة، وتأمين الوصول الميسر للمعرفة، بالإضافة إلى تعزيز عادة القراءة، ورفع الوعي المعلوماتي؛ مما يخلق مجتمعاً معلوماتياً يشارك في بناء اقتصاد المعرفة. وتعمل هيئة المكتبات على استكمال خطة توفير «المكتبات الذاتية» في أماكن تجمّعات أخرى؛ تحقيقاً لمساعي الهيئة من خلال هذا المشروع المتصل بإحدى مبادراتها الاستراتيجية المتمثلة في تقديم خدمات المكتبات في أماكن التجمعات العامة.