"يتمتع الشيعة بحياة طبيعية في السعودية. وليس لدينا مشاكل مع المذهب الشيعي" لم تكن كلمات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" في المقابلة التي أجراها الصحافي جيفري غولدبيرغ لمجلة "أتلانتيك" الأميركية بعيدة عن الواقع المُعاش في المملكة، فكلمات سموه تجسدت قولا وعملا في موسم عاشوراء بمحافظة القطيف الذي بلغ ذروته مساء العاشر من المحرم حيث أحيى المواطنون الشيعة هذه الليلة والليالي التي سبقتها وسط حضور جماهيري كثيف بكل حرية في إقامة الشعائر، ويسر وسهولة في الحركة المرورية. والخطباء الذين طغى على خطابهم التسامح والوطنية توقفوا عند الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل مكافحة الجرائم أو تعاطي المخدرات أو الظواهر السلبية الأخرى، إذ أثنى الشيخ فوزي السيف في إحدى محاضراته خلال موسم عاشوراء على جهود الدولة، وقال: "تقوم الدولة بجهد كبير ومقدر في محاربة آفة المخدرات عبر فرق مكافحة المخدرات التي تقوم بأدوار مهمة جدا". وليس بعيدا عن تلك الوقفة التي وصفها رواد مجالس العزاء ب"المهمة جدا" شدد خطباء آخرون على أهمية أن يُقَوِّمَ الانسان نفسه على الطريق المستقيم ضمن ثقافة دينية عادة ما تكون مكثفة في موسم عاشوراء، وتضمنت المحاضرات قضايا اجتماعية وأسرية. مضافا لذلك القضايا الساخنة التي يهتم بها الشباب العربي المسلم على مستوى العالم مثل قضية حرق القرآن التي أدانتها المملكة بقوة، وقضايا التطرف بين البشر، وأهمية احترام الأديان، كما نبذ خطباء في محاضراتهم الدعوة إلى الانحراف عن الطبيعة البشرية، مؤكدين أن الدين الإسلامي رفض اللواط الذي يدعونه عالميا في الوقت الحالي ب"المثلية"، مشددين على أن ذلك يخرج البشرية من سياقها الطبيعي في الحياة، فضلا عن أن الدين ينهى عن هذه الأفعال كما هو معلوم في القرآن الكريم. وعبر خطباء ومواطنون ل"الرياض" عن عظيم شكرهم للقيادة الرشيدة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على كل الجهود التي بذلتها الدولة من خلال أجهزتها المختلفة التي تواجدت ميدانية وأمنت مداخل محافظة القطيف على الطرق السريعة وداخل المدن والبلدات، كما شكروا أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ونائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظهم الله" على متابعتهم وتوجيهاتهم. وأعاد المواطنون النجاح في تنظيم موسم عاشوراء لعوامل نجاح عدة، أهمها الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الأمنية التي تتواجد في الطرقات منذ بداية الموسم، والتعاون الكبير من المواطنين مع أجهزة الدولة ذات العلاقة ميدانيا ساهم في تحقيق تنظيم وإدارة ناجحة لموسم عاشوراء الذي يحييه المواطنون الشيعة في شكل سنوي. وعلى رغم زحام الطرق التي غصت بقاصدي المجالس، إلا أن التنظيم الميداني في الطرق الخارجية التي شهدت نقاط تفتيش أمنية، والتواجد في الطرق الداخلية للمدن والبلدات أدت إلى تحسين حركة المرور لحد كبير، وثمن المواطنون جهود جميع العاملين ميدانيا في درجات حرارة عالية منذ الصباح إلى المساء طوال أيام الموسم. وشدد خطباء المنبر على أن إقامة شعائر عاشوراء حزنا على سبط رسول الله الحسين ابن علي تمت بكل حرية، مؤكدين أن هناك انسجام تام وسلس بين المواطنين من رواد مجالس العزاء والأجهزة الحكومية، وقدروا عدد المحاضرات التي ألقيت في محافظة القطيف خلال العشرة أيام من موسم عاشوراء بنحو 10 آلاف محاضرة. وعن نجاح موسم عاشوراء قال الشيخ منصور السلمان: "أحيى الشيعة موسم عاشوراء في حرية وهذا غير مستغرب على قيادتنا الرشيدة"، مقدما شكره للقيادة الرشيدة وإلى أمير المنطقة الشرقية، ونائب أمير الشرقية على الاهتمام الكبير بهذه المناسبة وضمان ارتياح المواطنين أثناء مجالس عاشوراء"، مشيرا إلى أن ذلك ليس بغريب على ولاة الأمر في المملكة التي تدعو إلى ثقافة التعايش. وذكر بأن الخطاب الراقي لولي العهد الأمين يتجسد في الواقع حيث نجد القطاعات الحكومية في خدمة الناس من القطاع البلدي ممثلا في البلدية إلى رجال الأمن والصحة والجهات ذات العلاقة، وخلق كل ذلك واقعا مهما يتمثل في الاثبات العملي بأن الشيعة في المملكة جزئ لا يتجزأ من هذا الوطن العزيز"، مضيفا "يوجد تعاون تام بين المواطنين الذين يقيمون الشعائر ودائرة الأوقاف والمواريث". وشدد رجل الأعمال حسين المعلم على أهمية موسم عاشوراء كونه يترك ثقافة دينية حسنة في نفوس الشباب والشابات في ظل الثقافات المنحرفة الأخرى من خارج المنظومة الإسلامية، أو وجود انحرافات كبيرة كتعاطي المخدرات التي تفتك بشباب وشابات الوطن، مثنا اللفتات التي تعرض لها الخطباء لمعالجة قضية المخدرات والثناء على جهود وزارة الداخلية في مكافحة المخدرات. وتابع "هناك ارتياحا كبيرا لدى الناس في هذا الموسم بسبب نجاحه من الناحية التنظيمية والصحية وجوانب النظافة". وقال: "نتقدم بالشكر الجزيل للقيادة الرشيدة فهذا البلد الآمن عكس أمنه وأمانه على مجالس العزاء في محافظة القطيف، ونشكر أمير المنطقة الشرقية ونائبه على الاهتمام بشؤون المواطنين وهذا ليس بغريب عليهم". وقال الناشط الاجتماعي محمد المسكين: "بذلت خلال موسم عاشوراء في محافظة القطيف الكثير من الجهود الكبيرة التي يقدرها المواطنون جميعا، ونتقدم بالشكر الجزير إلى أمير المنطقة الشرقية، ونائب أمير المنطقة الشرقية على التوجيهات التي ساهمت في نجاح الموسم، ونشكر القطاعات التي بذلك جهودا كبيرة في عملية التنظيم كرجال الأمن الذين تواجدوا في الميدان للتنظيم وجعل حركة المرور سلسة جدا وسط زحام المعزين". وشدد الشيخ جعفر الربح على أن هناك جهود كبيرة بذلت من قبل رجال الأمن في الشرطة والمرور، ومن ورائهم سعادة المحافظ الذي لايألوا جهدا ولا يدخر وسعا لتوجيه كل الجهات المعنية لإنجاح الموسم العاشورائي ليمارس ابناء المنطقة طقوسهم الدينية في أجواء آمنة ومستقرة، مقدما شكره لأمير المنطقة الشرقية وقال: "اسجل اسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز ال سعود أمير المنطقة الشرقية لتوجيهاته الحكيمة للجهات ذات الصلة لإنجاح الموسم ولاستمراره في أجواء يسودها الامن والاستقرار وهذا ما لمسه ابناء المنطقة وعاشوه خلال هذا الفترة المهمة من أشهر السنة، فشهر محرم شهر عطاء وتعاون بين ابناء المنطقة والجهات الرسمية وأصحاب المجالس والمواطنين المشاركين في هذه الفعاليات الدينية الموسمية". وقال رجل الأعمال حسين الشيخ: "أقامت مجالس العزاء في موسم عاشوراء الشعائر وسط حرية وتنظيم ساهم في الحد من السلبيات المتعلقة بزحام الشوارع فلم نجدا زحاما في حركة السيرة ولله الحمد بسبب الجهود التنظيمية الكبيرة"، مقدما شكره لأمير المنطقة الشرقية ونائبه. وذكر رئيس جمعية العوامية السابق ناصر الشيخ أحمد بأن بلدات مدن محافظة القطيف أحيت عاشوراء في ارتياح نفسي ساهم الأمن الأمان في تحققه في نفوس مستمعي المجالس، مضيفا "إن الجهود الكبيرة التي بذلت ميدانيا محل تقدير في نفوسنا، فحفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأمير المنطقة الشرقية ونائبه".