قالت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، مندوبة الولاياتالمتحدة الدائم لدى الأمم المتحد، في إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية، لقد استمرت حملة الكرملين الوحشية بلا هوادة ويدفع الشعب الأوكراني ثمنا باهظا. وقالت "نعلم جميعا أن للهجمات الروسية عواقب دولية، فهي هجمات على الإمدادات الغذائية العالمية وعلى كافة من يعانون من الجوع وسوء التغذية والمجاعة، وبخاصة في أقل مناطق العالم التي تستطيع تحمل ذلك. لقد وجه الجيش الروسي الضربات على أوديسا ومدن ساحلية أخرى على مدار الأسبوع الماضي، وقد دمر هجوم واحد 60 ألف طن من الحبوب، وهي كمية تكفي لإطعام أكثر من 270 ألف شخص لمدة عام بحسب برنامج الأغذية العالمي. وضربت روسيا يومي 23 و24 يوليو موانئ أوكرانية على نهر الدانوب، ودمرت بذلك البنية التحتية الخاصة بتخزين الحبوب في ميناء ريني المواجهة لرومانيا على الضفة الثانية من النهر. وقد أوقعت هجمات روسيا على ميناء تشورنومورسك الذي يسهل مرور نحو 70 بالمئة من صادرات الحبوب الأوكرانية إلى الدول النامية أضرارا تحتاج إلى ما لا يقل عن عام لإصلاحها بحسب الخبراء. وقالت غرينفيلد، إن روسيا مصممة على الحؤول دون وصول الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، وهذا ما دفعها إلى تعليق مشاركتها في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب بشكل أحادي. لقد ساعد هذا الترتيب لإيصال الغذاء إلى من يحتاجون إليه على الرغم من أن روسيا لم تطبق المبادرة يوما بشكل كامل. لقد كانت هذه المبادرة "بارقة أمل" على حد تعبير الأمين العام، ونحن نشجعه على مواصلة جهوده الرامية إلى إيجاد سبيل لاستئناف هذه المبادرة التي توسطت تركياوالأممالمتحدة للتوصل إليها وخفضت أسعار الغذاء للجميع، لقد كانت هذه المبادرة حاسمة للعمل الإنساني الذي يقوم به برنامج الأغذية العالمي في دول مثل أفغانستان والصومال واليمن. لقد أفادت المبادرة العالم النامي بشكل غير متناسب ومثلت شريان حياة بالنسبة إلى كثيرين على حد تعبير السيد خياري. وتدعي روسيا غير ذلك وتزعم أن الدول الغربية هي الوحيدة التي استفادت من هذا الترتيب، ولكن الوقائع لا تدعم زعمها، وهي تعرف ذلك حق المعرفة، لذا اختارت عدم التحدث اليوم، ليكون تصرفها ذلك أشبه بنوبة غضب لأنها لم تحقق مرادها. لقد وصل ثلثا كمية القمح المصدرة من خلال هذا الترتيب الدول النامية بحسب الأممالمتحدة. لقد ارتفعت أسعار الغذاء إلى حدود شبه قياسية بعد شن روسيا اجتياحها الشامل لأوكرانيا وعادت لترتفع بعد أن علقت مشاركتها في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، كما ارتفعت أسعار القمح يوم الاثنين الماضي بعد وابل الصواريخ الروسية الذي تساقط على أوديسا. يدفع العالم ثمن الهجمات الروسية البربرية، لذا دعونا لا نتحدث عن "طرفين" في هذه القضية، إذ ثمة دولة واحدة – دولة واحدة تستخدم الغذاء كسلاح. ثمة دولة واحدة تستخدم حبوبها كوسيلة ضغط لضمان الدعم من الدول الأخرى، وثمة دولة واحدة مسؤولة عن تعليق مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب. ينبغي أن نحث روسيا على وقف هجماتها على الأمن الغذائي العالمي وتمديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب وتوسيعها وتنفيذها بشكل كامل. وعلينا مواصلة مساءلة روسيا عن حربها غير المبررة وغير الشرعية على أوكرانيا. لا يمكن أن يلتزم هذا المجلس الصمت، فقد حان الوقت ليتحرك، وهذه مسألة ملحة تتعلق بالسلام والأمن الدوليين. يحتاج الشعب الأوكراني إلى السلام ويحتاج العالم إلى السلام. وإلى الرئيس بوتين نقول: وجب أن توقف هجماتك منذ وقت طويل وتسحب قواتك وتنهي عدوانك الوحشي. وقال حاكم أوديسا أوليه كبير، يوم الخميس إن القوات الروسية قصفت البنية التحتية لميناء في منطقة أوديسا بأوكرانيا في هجوم صاروخي ليلا مما أسفر عن قتلى وإلحاق أضرار بمحطة شحن. وكانت موانئ أوديسا أهدافا منتظمة للهجمات الروسية منذ انسحاب موسكو في 17 يوليو من اتفاق توسطت فيه الأممالمتحدة سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وقبل الهجوم الأخير، قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف إن الضربات الجوية الروسية دمرت 26 منشأة للبنية التحتية للموانئ وخمس سفن مدنية في الأيام التسعة السابقة. ولم يذكر تفاصيل أخرى عن الأضرار. وقالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا، إن عاصفة رعدية أثناء الليل ساعدت روسيا في الهجوم الذي وقع ليل أمس على منطقة أوديسا. وأضافت أن "العدو استغل الظروف الجوية وأطلق الصاروخ أثناء الرعد والرياح وعلى ارتفاع منخفض للغاية ليجعل رصده أكثر صعوبة". وقال حلف شمال الأطلسي، الناتو يوم الأربعاء إنه عزز عمليات المراقبة في منطقة البحر الأسود حيث أدان خروج روسيا من اتفاق يضمن المرور الآمن للسفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية، جاء هذا الإعلان بعد اجتماع لمجلس الناتو وأوكرانيا، وهو هيئة تأسست في وقت سابق من هذا الشهر لتنسيق التعاون بين التحالف العسكري الغربي وكييف. وقال الناتو في بيان إن "الحلفاء وأوكرانيا أدانوا بشدة قرار روسيا الانسحاب من صفقة الحبوب في البحر الأسود ومحاولاتها المتعمدة لوقف الصادرات الزراعية الأوكرانية التي يعتمد عليها مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم". وقال البيان "إن الناتو والحلفاء يكثفون عمليات المراقبة والاستطلاع في منطقة البحر الأسود، بما في ذلك طائرات الدوريات البحرية والطائرات بدون طيار". وانتهى الاتفاق الذي سمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية من البحر الأسود للسنة الماضية في 17 يوليو بعد انسحاب روسيا في خطوة قالت الأممالمتحدة إنها "ستوجه ضربة للمحتاجين في كل مكان". واقترحت موسكو أنها ستدرس إحياء الاتفاق إذا تم تلبية مطالب تحسين صادراتها من الحبوب والأسمدة. وانتقد بيان الناتو تحذيرًا روسيًا من أن أجزاء من المياه الدولية للبحر الأسود أصبحت غير آمنة مؤقتًا للملاحة. وقالت روسيا أيضًا إن السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود قد يُنظر إليها على أنها تحمل شحنات عسكرية. وذكر بيان الناتو أن "الحلفاء أشاروا إلى أن منطقة التحذير الجديدة لروسيا في البحر الأسود، داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لبلغاريا، خلقت مخاطر جديدة لسوء التقدير والتصعيد، فضلاً عن عوائق خطيرة أمام حرية الملاحة". وقال الناتو أيضًا إنه يدين الهجمات الروسية الأخيرة على أوديسا وميكولايف ومدن ساحلية أخرى، بما في ذلك غارة بطائرة بدون طيار على منشأة لتخزين الحبوب الأوكرانية في مدينة ريني الساحلية على نهر الدانوب، بالقرب من الحدود مع رومانيا العضو في الناتو. وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ: "نظل على استعداد للدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء من أي اعتداء". ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإدانة المجلس "الواضحة والصريحة" لانسحاب روسيا من صفقة الحبوب. وقال زيلينسكي أن أوكرانيا "ستواصل الوفاء بالتزاماتها في توفير الأمن الغذائي العالمي، ونبقى متحدين مع الحلف ونحن نسير على الطريق نحو عضويتنا في الناتو". وتم تشكيل المجلس في قمة الحلف هذا الشهر في ليتوانيا، حيث عرض أعضاء كييف ذخيرة وأسلحة كييف لكنهم لم يتمكنوا من التفكير في العضوية بينما أوكرانيا في حالة حرب.