استقبل ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام نحو 823 ألف طن من القمح المستورد خلال العام الماضي 2022، ما يعزز من تعزيز سلاسل الإمداد المنعكسة على الأمن الغذائي الذي لم يتأثر أثناء الكوارث العالمية كجائحة كورونا التي شلت الاقتصاد العالمي لفترة من الزمن، أو الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة حاليا. وكشفت الهيئة العامة للأمن الغذائي في ميناء الملك عبدالعزيز ل"الرياض" التي وقفت في جولة ميدانية أمس على بواخر القمح عن استقبال 14 باخرة استقبلها الميناء في شكل سلس على مدار العام بمتوسط 60 ألف طن للباخرة الواحدة، مؤكدة أن المستودعات بها طاقة تخزينية تبلغ 140000 طن، وأن القمح الذي يمثل أحد أهم السلع الاستراتيجية الخاصة بالأمن الغذائي في المملكة يتم نقله في شكل علمي عبر سيور من البواخر مباشرة بطاقة تقدر ب1200 طن بالساعة عبر أجهزة تفريغ تملكها الهيئة، يلي ذلك نقل القمح إلى مختلف فروع الهيئة الأخرى عبر الشاحنات، مشيرة إلى أن نظام الصوامع يعمل على مدار الساعة بواسطة التقنية. والقمح الذي يتم تخزينه وفق أدق المعايير العلمية لحماية جودته تستقبله الهيئة من عدول عدة، أهمها، روسيا (301829.364 طنا) بواقع 37%، البرازيل (285531.988 طنا) بواقع 35%، وأستراليا (48468.969 طنا)، بولندا (56354.301 طن) لتوانيا (60042.156 طنا)، استونيا (60808.447 طنا)، فيما تم استلام قمح محلي عبر الناقلين من فروع الهيئة، إذ تم استقبال القمح من الجوف والقصيم وحائل، بواقع إجمالي (16611.320 طنا). وكشفت الجولة الميدانية التي رافق فيها منصور الرفيعي مدير إدارة المستودعات بفرع هيئة الأمن الغذائي بالدمام "الرياض" عن جهود متواصلة لا تتوقف لتوفير الأمن الغذائي وفق أعلى معايير الجودة العالمية المتبعة، إذ تشدد الهيئة على سلامة وجودة الغذاء المقدم للمواطن والمقيم في المملكة، وتأتي الجودة عبر مختبرات الجودة النوعية التي أمنتها الهيئة وفق أعلى معايير الجودة في فروعها كافة، وتعمل المختبرات على مدار الساعة لمعاينة وفحص أصناف القمح الواردة للفروع وإجراء تحاليل لضمان مطابقتها للمواصفات السعودية المعتمدة، ويتابع الموظفون في قسم الجودة النوعية الباخرة إذ يتم الصعود لها والفحص النظري للشحنة وسحب العينات من كافة العنابر في الباخرة بطرق مدروسة ثم ترسل إلى المختبر لإجراء التحاليل الأساسية عليها والتأكد من مطابقتها لمواصفات القمح المعتمدة، ثم يتم إرسال شهادة تحليل القمح المستورد للباخرة للإدارة العامة للمراقبة لعرض نتائج التحليل (الابتدائية/ أثناء التفريغ/ النهائية) وذلك لضمان دودة وسلامة القمح المستلم ومطابقته للمواصفات مع عينات الشحنة، كما يقوم فريق العمل بمتابعة القمح الداخل والخارج من الفرع، ومتابعة إجراءات وضوابط عمليات التبخير، ويتم فحص كل الصوامع والخطوط ووسائل نقل القمح، وعمل خطط وقائية احترازية لتنظيف ورش المبيدات في خطوط نقل القمح الأفقية والرأسية والصوامع الفارغة، وفي حال وجود إصابة حشرية أو أي ظاهرة تستلزم المعالجة فإنه يتم إعداد خطة علاجية. وتشكل الأجهزة التقنية والنظام الآلي تقدما هاما في تعزيز الأمن الغذائي منذ وصول الباخرة ورسوها في الميناء حتى مغادرتها بعد تفريغ شحنتها التي تخضع لفحص الجودة قبل اعتماد حمولتها الغذائية، وعن الجهود الكبيرة التي تبذل في المملكة فيما يخص الأمن الغذائي ودور فرع الهيئة قال عبدالعزيز الشوملي مدير العمليات بفرع هيئة الأمن الغذائي بالدمام: "لا يخفى على الجميع أن الأمن الغذائي محل اهتمام دول العالم، لأنه يوفر الأمن والاستقرار للشعوب، وفي المملكة نجاح كبير في هذا الجانب"، مضيفا "أخذت المملكة بخطى حثيثة لتوفر الغذاء لجميع المواطنين بحيث لا يكون هناك أي نقص، ومادة القمح سلعة استراتيجية وهي أساس لجميع فئات المجتمع، ودورنا في فرع الهيئة أن نوفر هذه المواد الغذائية ولتغطي احتياجاتنا وبشكل احتياطي كي لا نمر بأي أزمة لا سمح الله ونكون في اكتفاء دائم وهو ما تحقق بفضل الله ثم للجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة الرشيدة في المملكة". إلى ذلك يرحل فرع الهيئة في الدمام القمح عبر الشاحنات التي تعد وسيل النقل الرئيسة على فروع الهيئة في الرياض والأحساء ووادي الدواسر والخرج وخميس مشيط، بواقع إجمالي بلغ 495954.520 طنا، فيما تشكل خميس مشيط النسبة الأعلى إذ بلغت 38.21%، وأقل كمية في الرياض (9.50%). يشار إلى أن ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام يُعد البوابة الشرقية الرئيسة لاستقبال القمح في المملكة، وهو واحد من أربع بوابات تعزز الأمن الغذائي للشعب السعودي وفق جهود كبرى يتم بذلها على الصعيد العملي. عبدالعزيز الشوملي منصور الرفيعي منصور الرفيعي شارحًا للزميل منير النمر أثناء الجولة الصوامع داخل الميناء