منذ بداية القرن العشرين إلى يومنا هذا، يشهد عالمنا العديد والعديد من التطورات التكنولوجية وأهمها ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعد بمثابة سلاح ذي حدين، فلم يقتصر تأثيرها على الكبار فقط بل أصبح الأطفال اليوم مالكين لحسابات على هذه المواقع، فكيف تغير هذه المواقع تفكير الأطفال وسلوكياتهم؟ يتأثر الأطفال بما يشاهدونه ويسمعونه في هذه المواقع فتجدهم يقلدون سلوكيات الأشخاص وقد يتخذونهم كقدوة لهم، وتعد هذه المواقع بيئة خطرة للأطفال خاصة من هم تحت التاسعة، فقد يواجهون مشاهد عنف أو مشاهد غير لائقة فيميل الطفل إلى السلوك العدواني ما يجعله يشعر بعدم الأمن ويجعله غير متعاطف مع غيره، إضافة إلى أن الطفل قد يتعرض للتنمر الإلكتروني ما يجعله يفقد ثقته بنفسه ويتراجع تحصيله الدراسي ما يجعل احتمالية إصابته بالاكتئاب مستقبلياً كبيرة. تعرض الأطفال لشاشات الهواتف الذكية وأشعتها يؤدي لمشكلات في النظر وترقق قشرة الدماغ المسؤولة عن التفكير النقدي والمهارات الاستنباطية، فأدمغتهم تمتص أكثر من 60 % من الإشعاعات المنبعثة من تلك الهواتف ما يؤثر أيضاً على جودة نومهم وإفراز الميلاتونين في أجسامهم ورغبتهم بالعزلة وعدم مشاركتهم بأي أنشطةٍ اجتماعية وخوفهم من تجربة ما هو جديد. ولا ننسى أيضاً التأثير الإيجابي لهذه المواقع على الأطفال، فهناك حسابات تقوم بنشر معلومات مفيدة ودروس تعليمية وتعلمهم اللغات ما يجعل الطفل يملك حصيلة معلومات رائعة، وتواصلهم مع أقرانهم مع رقابة الوالدين ينمي مهاراتهم الاجتماعية، إضافة إلى المحتوى الترفيهي الذي قد يسعدهم. وبالنهاية يقع على عاتق الأهل مسؤولية كبيرة فعليهم مراقبة ما يتعرض إليه أطفالهم وتوعيتهم بمخاطر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وأن يتعلموا عدم مشاركة معلوماتهم الخاصة وتصوير خصوصياتهم للغرباء.