دمرت حرائق اندلعت في عدد كبير من المنازل والمتاجر في الجزائر، ما زال رجال الإطفاء يكافحون الثلاثاء لإخماد الحرائق العنيفة التي ضربت شمال وشرق الجزائر وتسببت في مقتل 34 شخصًا على الأقل بينهم عشرة جنود منذ الأحد. وقال كريم بلحفسي مسؤول الإعلام في الحماية المدنية الثلاثاء "حتى الثامنة والنصف صباح أمس لم يتبق سوى 15 حريقًا من بين 97 حريقًا تم الإعلان عنها". ومن بين تلك المستعرة حريقان في بجاية، الولاية الأكثر تضررًا من الحرائق. واندلعت الحرائق في أكثر من 15 ولاية، لا سيما البويرة وجيجل وبجاية، وهي مناطق تضررت بالفعل في العامين الماضيين بسبب حرائق خطيرة أودت بحياة ما يقرب من 130 شخصًا. وقالت وزارة الدفاع، إن الجنود العشرة الذين قضوا جراء الحرائق حوصروا بالنيران أثناء إجلائهم من بني كسيلة في منطقة بجاية برفقة سكان القرى المجاورة. وبالإضافة إلى حصيلة القتلى، تحدث والي بجاية عن وجود إصابات لم يتم تحديد عددها ولكن بعضها ناجم عن حروق خطيرة. واستدعى الوضع إجلاء أكثر من 1500 شخص من بعض القرى مع اقتراب الحرائق من منازلهم. كما دمرت النيران منتجعات ساحلية تعد مقاصد سياحية في الصيف. والقرى المتضررة التي يقع الكثير منها في منطقة القبائل الجبلية، تحيط بها غابات كثيفة وتتعرض لموجة حر شديد منذ أسابيع سجلت 48 درجة مئوية الاثنين. وتسببت موجة الحر بجفاف الغطاء النباتي وجعلته أكثر عرضة لاندلاع الحرائق التي اشتعلت بفعل الرياح العاتية، بحسب شهادات مختلفة نقلتها وسائل الإعلام المحلية. وفي تونس المجاورة، اندلعت في طبرقة الحدودية في الشمال الغربي حرائق خطيرة الاثنين في منطقة دمرتها النيران الأسبوع السابق. وتمكن فريق تابع لوكالة فرانس برس من رصد أضرار كبيرة وتابع تدخل مروحيات وقاذفات مياه. ونُقل أكثر من 300 من سكان قرية ملولة إلى مناطق أكثر أمانًا عن طريق البحر وغادر آخرون المنطقة برا. في أغسطس 2022، أودت حرائق هائلة بحياة 37 شخصًا في ولاية الطارف في شمال شرق الجزائر. لكن صيف 2021 سجل أكبر حصيلة للقتلى خلال عقود عندما لقي أكثر من 90 شخصًا حتفهم في الحرائق التي دمرت الشمال، ولا سيما منطقة القبائل. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية حقولاً وأراضي مشتعلة وسيارات متفحمة وواجهات متاجر محترقة. وروى شهود كيف اندلعت ألسنة اللهب فجأة. وبعث الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الإثنين بتعازيه إلى أهالي الضحايا. وقالت السلطات إن أكثر من 8000 من عناصر الحماية المدنية و525 شاحنة من مختلف الأحجام تدخلت لمكافحة النيران إلى جانب طائرات الإطفاء والمروحيات التي استؤجرت مؤخرًا بالإضافة إلى قاذفة ذات قدرة عالية لإلقاء المياه على الحرائق. ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى "تجنب المناطق المتضررة واستخدام الأرقام المجانية المتاحة للإبلاغ" عن الحرائق. وأمر النائب العام في بجاية بفتح تحقيقات أولية للوقوف على أسباب الحرائق وتحديد الفاعلين. وكل صيف، يشهد شمال الجزائر وشرقها حرائق تكتسح الغابات والأراضي الزراعية، وهي ظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى بتأثير تغير المناخ الذي يؤدي إلى الجفاف وموجات الحر.