تتصاعد التحذيرات من تزايد مخاطر تطبيقات التواصل الاجتماعي وخاصة تطبيق «تيك توك» الأكثر شعبية بين فئة المراهقين والشباب في بلدان عالمنا العربي، هذا التطبيق الذي عادة ما يروج لتحديات وكان آخرها هو تحدي «القفز من القارب» أو كما أطلق عليه البعض «كسر الأعناق» الذي توفي على أثره 4 مراهقين في ألاباما، ويعتمد التحدي على قفز الأشخاص من مؤخرة السفينة المتحركة بسرعة هائلة، وتتواصل التوصيات تلو التوصيات من جامعات ومراكز بحثية داخل المملكة وخارجها بضرورة وضع ضوابط لتنظيم استخدام تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وبات الأمر يحتاج لوقفة جادة من قبل الجميع بداية من العائلة وحتى المؤسسات المعنية بحماية المجتمعات العربية من مخاطر الاستخدام والتوظيف السلبي للتكنولوجيا وسطوة تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة على فئة المراهقين والشباب. وكان من بين تلك التحذيرات والتوصيات، دراسة سعودية جرت في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وتناولت سياسات التعامل مع التحديات الأمنية لتطبيق «تيك توك»، وشددت على ضرورة قيام الأجهزة والمؤسسات الحكومية في الدول العربية بالأخذ بسياسات «التدابير التنظيمية» فيما يتعلق بضبط وتنظيم آليات عمل تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها تطبيق «تيك توك». توصية بحملات توعية للطلاب لتحذيرهم من تحديات"تيك توك" الجماعات الإرهابية والمتطرفة الجامعة أشارت إلى أنها قامت بإجراء تلك الدراسة، عقب ما أثاره تطبيق «تيك توك» من جدل وتعرضه لانتقادات من جراء التحديات الأمنية المرتبطة باستخدامه، و»تنامي توظيفه من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة»، إضافة إلى استخدامه «لنشر مواد غير أخلاقية» مما دفع بعض الدول إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة مخاطره ولجوء البعض الآخر إلى سياسات الحظر للتعامل مع التحديات الأمنية والمخاطر الاجتماعية له. وبحسب ورقة تحليل السياسات الأمنية التي أعدها مركز البحوث الأمنية بالجامعة، فإن تطبيق «تيك توك» لاقى انتشارًا سريعًا على مستوى العالم، حيث انتشر في أكثر من 150 دولة، ويدعم في الوقت الراهن أكثر من 75 لغة، بينما عدد مستخدميه يقارب مليار مستخدم نشط شهريًّا، وهناك 167 مليون مشاهدة في الدقيقة الواحدة لما ينشر عليه، وفي منطقة الشرق الأوسط تشير الأرقام إلى أنه مع بداية عام 2022م؛ هناك نحو 22.37 مليون مستخدم للتطبيق في السعودية، وما يقرب من 20.28 مليون مستخدم في مصر، ونحو 6.72 ملايين مستخدم في الإمارات، في حين بلغ عدد مستخدمي تطبيق تيك توك في المغرب 5.97 ملايين مستخدم. ترويج محتوى مسيء ونوّهت الورقة إلى أن الدول العربية حتى الآن تعاملت مع التطبيق بحذر، ولم توجه أي دولة اتهامات للشركة المالكة للتطبيق، وكل ما تم تداوله على المستويات الرسمية، مجرد تحذيرات مرتبطة بالاستخدام غير المعياري للتطبيق، وأغلبها مرتبطة بالفيديوهات غير الأخلاقية، أو تلك التي تمس قيم المجتمعات العربية، ولفتت إلى أن بعض المؤسسات الأمنية العربية تعاملت مع بعض مشاهير «تيك توك» باتهامات ارتبطت بالترويج لمحتوى مسيء. وأوردت الورقة عدداً من التحديات الأمنية للتطبيق، منها اتهام التطبيق بالإفراط في جمع واستخراج البيانات الخاصة بالمستخدمين وإخضاعها لعمليات التحليل الموسعة، واستغلال محتوى المستخدمين والأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر، دون عائد مالي على المبدعين، ولأصحاب حقوق الملكية الفكرية، وكذلك ارتكاب جرائم الخداع والتحايل الإلكتروني، إضافة إلى استخدام بعض الأفراد للتطبيق لممارسة التنمر ضد الآخرين والتحرش بهم، وترويج خطابات الكراهية والعنف. وفي ختام ورقة السياسات الأمنية أوصت جامعة نايف العربية بوصفها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب؛ بعدد من التوصيات من بينها أهمية التنسيق مع الشركات المالكة لتطبيقات التواصل الاجتماعي، لوضع مدونة الممارسات العربية بشأن المعلومات المضللة والمحتوى المتطرف وغير الأخلاقي المتداول عبر هذه التطبيقات، ومنها تطبيق «تيك توك». تشويه صورة المجتمعات ودولياً، ووفقا لمسح حديث أجراه مركز بيو للأبحاث للبالغين الأميركيين، فإن نحو ستة أشخاص من كل عشرة أميركيين يرون أن منصة «تيك توك» تشكل تهديدا للأمن القومي في الولاياتالمتحدة الأميركية. وعربيا، يقول الدكتور جمال حويرب، مؤسس ورئيس مركز جمال بن حويرب للدراسات في دبي، إن منصة «تيك توك» وما يشابهها من منصات وتطبيقات، تشكل تهديداً مباشراً لأخلاق الشباب، وأكد أنها مسؤولة عن تدمير هائل للعادات والتقاليد، وتشويه صورة المجتمعات من أجل الشهرة وجني المال، وذلك على حساب الدين الحنيف والأخلاق الحميدة. الموت شنقاً وفي سياق متصل، تزايد الحديث عن كثرة الحوادث التي يتعرض لها مستخدمون لتطبيق «تيك توك» ببلدان العالم العربي، وهي حوادث ناجمة عن استخدام كثيرين لما يُعرف ب «تحدي تيك توك»، وهي فقرة تنتشر على التطبيق، ويقوم المستخدمون من خلالها بعمل تجربة صعبة يمثل القيام بها خطراً على حياتهم، وذلك بهدف تصوير أنفسهم أثناء ممارسة تلك التجارب الخطرة ونشر ذلك على منصة التطبيق، الأمر الذي تسبب في سقوط الكثير من الضحايا، خاصة بعد أن ذاع صيت هذه التحديات التي يفرضها التطبيق على متابعيه بين طلاب المدارس، حيث تنقل الأخبار بشكل دوري أقدام الكثير من مستخدمي التطبيق وخاصة من هم في سن المراهقة على الانتحار شنقاً. وقد شدد بعض أولياء الأمور من الآباء والأمهات ممن استطلعنا رأيهم، على ضرورة فرض رقابة من قبل المؤسسات الحكومية المعنية على هذا التطبيق وغيره من التطبيقات التي باتت تشكل خطرا على الشباب والصغار. فيما رأى بعض الخبراء ضرورة قيام المدارس والمؤسسات التربوية بحملات توعية للتلاميذ لتحذيرهم من مخاطر استخدام «تيك توك»، وغيره من التطبيقات التي تتسبب في سقوط الكثير من الضحايا ما بين قتلى ومصابين بإصابات حرجة.