يقوم رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول بزيارة غير معلنة لأوكرانيا، على ما قال مكتبه، حيث توجّه إلى بلدة بوتشا قبل لقاء مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية "جال الرئيس أولًا في بلدة بوتشا التي شهدت مجزرة قرب العاصمة كييف، ومدينة إربين حيث تركّز الهجمات بالصواريخ على المناطق السكنية المدنية"، مشيرًا إلى أن يون سوك يول سيلتقي زيلينسكي، وقالت الرئاسة في بيان: إن "الرئيس يون سوك يول سيزور نصباً تذكارياً لقتلى الحرب ليضع إكليلاً من الزهور، وسيعقد اجتماع قمة مع الرئيس زيلينسكي"، وأرسلت كوريا الجنوبية، تاسع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا وباعت أيضًا دبابات ومدافع هاوتزر إلى بولندا، الحليف الرئيس لكييف في مواجهة القوات الروسية، وتلتزم كوريا الجنوبية منذ فترة طويلة سياسة عدم تزويد مناطق النزاع النشطة بالسلاح، وهو موقف احتفظت به في الوضع الأوكراني، على الرغم من دعوات الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية وكييف بإصرار، لإرسال الأسلحة. ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع بين يون وزيلينسكي الذي سبق أن حث كوريا الجنوبية على تزويد أوكرانيا بالأسلحة مباشرة، المساعدات المقدّمة من سيئول، وتنتج كوريا الجنوبية التي ما زالت من الناحية الفنية في حالة حرب مع كوريا الشمالية المسلحة نوويًا، كميات كبيرة من الأسلحة المتوافقة مع توجيهات التسلّح في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الدبابات ومدافع هاوتزر والذخيرة. وألمحت سيئول إلى أنها قد تعيد النظر في سياستها المتمثلة في عدم توريد الأسلحة الفتاكة، وأشار مكتب الرئيس في وقت سابق من هذا العام إلى أن شن روسيا هجومًا واسع النطاق على مدنيين أوكرانيين يمكن أن يغيّر عقيدتها، لكن أشار خبراء إلى موقف سيول الدقيق في هذه المسألة، بسبب علاقاتها الاقتصادية مع موسكو شريكها التجاري الخامس عشر في 2022، وتأثير روسيا على جارتها الكورية الشمالية. من جانب آخر حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من المساس بأموال الإعانات الاجتماعية من أجل توفير مخصصات لدعم أوكرانيا، وقالت الوزيرة في مقابلة مشتركة مع بطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو في تصريحات لصحف "بيلد" و"فيلت" و"بوليتيكو" مساء الجمعة: "لن يفيد ذلك أي شخص هنا في ألمانيا لديه قليل من المال، كما سيكون ذلك استهزاء بشعب أوكرانيا"، وعلى خلفية إقرار الحكومة الألمانية حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 700 مليون يورو، بينما لا تعرف العديد من العائلات في ألمانيا ما إذا كان بإمكانها قضاء عطلة صيفية هذا العام بسبب ارتفاع معدل التضخم، قالت بيربوك إن ذلك "مؤلم بالنسبة لي بالطبع"، وأكدت الوزيرة في المقابل: "بالنسبة لي، ليس هناك علاقة بين الأمرين"، مضيفة أنه لمجرد أن "الحرب العدوانية الروسية الوحشية" تركت بصماتها على ألمانيا، فهذا لا يعني "البدء في غض الطرف عما يحدث في أوكرانيا"، موضحة أن الحرب ليست فقط سبب الوفيات في أوكرانيا، ولكنها أيضا سبب الركود في أوروبا، وأضافت: "أقول لكل من يطالب الآن بفعل شيء ما لمواجهة التضخم: لهذا السبب يجب أن تتوقف هذه الحرب العدوانية الروسية الوحشية". ومن ناحية أخرى، أعربت بيربوك عن قلقها إزاء عمليات زرع الألغام واسعة النطاق التي تقوم بها روسيا في منطقة الحرب الأوكرانية، وقالت: "لا يمكن تصديق مساحات التلغيم التي تمت في المنطقة.. يعني هذا أننا بحاجة إلى مواد تعبر فوق حزام الألغام هذا حتى يمكن تحرير الأشخاص المحاصرين بداخله"، وأشارت إلى أنه تُجرى الآن محادثات سرية لمعرفة التدابير التي يمكن اتخذها من أجل حل هذه المشكلة.