صدر لمعالي الدكتور علي بن إبراهيم النملة، كتاب يتناول سيرته الذاتية بعنوان: (أبوحسين.. النشأة - البيئة - التعايش). ليبحر بنا أبو حمد في سيرته الذاتية؛ في بحرٍ واسع من القصص والذكريات، وكان نعم الربان، العازف الحاذق بأمواج هذه البحار، كانت الأريحيةُ ديدنه، والتلقائيةُ ميزته، والتوثيق صنعته وفنّه، متوِّجًا ذلك كله بوفاءٍ خالص لكل من عاصره وزامله. ليأخذنا أبو حمد إلى أسواق البكيرية، وتعلقت أبصارنا وقلوبنا؛ بحديثٍ نسمعه للمرة الأولى عن والده ووالدنا، العم إبراهيم الحمد - رحمه الله -، وعن والدته ووالدة الجميع أم عبدالله، وشظف العيش، وتركه للكتاتيب، وخروجه مبكراً من الديرة؛ حاطًا رحاله نحو المنطقة الشرقية؛ حيث شركة النفط الجديد "أرامكو"، وخط التابلاين. وكيف سطّر - رحمه الله - صفحاتٍ ناصعة من البياض في الجد والمثابرة، والكفاح في حياةٍ؛ كانت وستكون مضرب مثلٍ، ودروسٍ عديدة تُثري كل طامعٍ لحياة جادة، أو راغبٍ لحكمة وفائدة، مثمرةً تلك المسيرة في ثمار نراها في أبنائه وأحفاده اليوم. وعرض لنا أبو حمد في كتابه صورة واضحة، لبيئة الفقر في البكيرية، وحياته عند سنواته الأولى، قبل انتقال العائلة الصغيرة إلى عاصمة البلاد "الرياض"، والسكن متنقلاً، بين مساكن حول المطار القديم، وشارع الريل الأكثر شهرة في تلك الحقبة. معيدًا لنا صياغة ذكريات؛ سمعناها وتناقلناها من آبائنا وأمهاتنا، وإخوتنا الكبار؛ عن أحداث دارت في أحياء ثليم، وشارع الريل، والمجمع المتكوّن - حديثاً - في بيوت متلاصقة، شهدت ملامحًا في التربية، والإصرار على نيل النجاح، سارداً لنا ذكريات الأجداد والآباء، ولمحات من ذكرياتهم، وطعّم بها هذه السيرة المباركة. "من لا يشكر الناس لايشكر الله"، "فليسعد النطق إن لم تسعد الحالُ"؛ فأصالة عن نفسي، ونيابة عن أبناء أسرتنا الكريمة؛ أشكر أبا حمد.. والشكر في حقه قليل، على هذه السيرة المباركة. مع تمنياتنا من الله - عز وجل - أن نرى له إصدارات قادمة متميزة، وأن تظل بصمة أبي حمد تُخرج لنا من حصيلته وما في جعبته، دروسًا، وعِبَرًا لأجيالنا اللاحقة.