شهدت بلادنا الطيبة هذا الشتاء من الخيرات والأمطار الكم الوفير والتي غسلت القلوب ابتهاجاً وفرحاً بعد نزولها وترطيبها لمعالمنا وسقيها لأراضينا وتغذية أوديتنا وجريانها لتغيث الأرواح بطاقات السعادة والسرور. وقد قابل ذلك استرجاع وعودة بذاكرتنا لزمن الكورونا، والذي أثبتت دولتنا - بفضل من الله وقيادتها الرشيدة - من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - ورؤيتها الحكيمة الثاقبة والتي رسمها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - قدرتها العظيمة لمواجهة هذه الأزمة الصحية على جميع الصعد؛ التعليمية، والصحية، والاقتصادية، والاجتماعية. وواكب ذلك تحول فيه التعليم، والعمل من الحضوري إلى الإلكتروني عن بعد. وفي هذا العام 1444ه تزامن ارتفاع كمية الأمطار الهاطلة على بلادنا بظهور ازدحام مروري في الطرقات؛ وهذا أمر طبيعي ومتوقع في مختلف دول العالم؛ فالكم الهائل من مستوى الأمطار يؤدي لارتفاع منسوب المياه على الطرق، ومن ثم يصعب تصريف المياه الناجمة عن الأمطار الهائلة. وبما أن هناك تخطيطاً من وزارة التعليم مسبقاً بأن يكون للجامعات وإدارات المناطق الصلاحيات العليا في التوجيه نحو تعليق الدراسة حضورياً، واستمراريتها عن بعد إلكترونياً عبر منصات التعليم المتعددة والمعتمدة من وزارة التعليم؛ فقد أصبح من المرونة التحول في التعليم من الحضوري للإلكتروني حسب الأزمات والمخاطر التي قد تواجه الطلاب، ولكن حدث في الأيام الأولى من التحول ارتباك لدى أبنائنا، وبناتنا الطلاب والطالبات في فتح منصات التعليم واسترجاع أرقامهم السرية، لذا ينبغي وضع بدائل في الأزمات والمخاطر؛ على أن تُفعّل في حال حدوثها لترشيد الطاقات واستهلاكها المرتفع في مختلف مناحي الحياة؛ فمثلاً من المقترح بأن يكون هناك يوم واحد للعمل عن بعد وبذلك يتحقق نظام العمل الحر، وكذلك يوم للدراسة عن بعد لما يعود ذلك بالنفع على ترشيد الاستهلاك للطاقات البشرية، والخدمات المختلفة، كتخفيف الزحام المروري، وتقليل استهلاك الكهرباء، وترشيد الضغط على المرافق والخدمات العامة، وبالتالي زيادة طول عمرها الافتراضي.