أثبتت وزارة التعليم قدرتها وكفاءتها في استمرارية التعليم دون توقف بعد أمر تعليق الدراسة الحضورية بسبب الموجات المطرية وموجات البرد شمالي المملكة، ووفرت بوقت وجيز البدائل التعليمية والوسائل المختلفة لتسهيل وصول الطلاب والطالبات للمناهج في منازلهم. ونجحت الوزارة عبر معلميها ومعلماتها في التدريس عن بعد عبر المنصّات الإلكترونية بلا فاقد تعليمي، وتوزعت منصاتها على البث الفضائي والتعليم الإلكتروني، موفرة بذلك جميع الأدوات التي تتناسب مع إمكانيات وقدرات الطلاب ليصل المنهج كما يجب دون نقص، وهو ما حدث بفضل الجهود المبذولة من المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور وتفاعل الطلاب والطالبات مع المنصات. وواصلت الوزارة الإشراف والتطوير للمنصات بغرض أداء رسالتها على أكمل وجه، وأثبتت مواكبتها للتطور وسرعة تأقلمها في تقديم هذا الجهد العظيم تحت كل الظروف. وبدأ التعليم الإلكتروني كمرحلة مستقبلية في المملكة ثم تحوّل لحاجة ملحة بسبب جائحة كورونا قبل ثلاثة أعوام، واليوم مع الموجات المطرية على مناطق المملكة يمر بمرحلة نضج التجربة؛ فالتعليم عن بُعد صار خياراً في حالات موجات البرد والثلوج والمطر. وفي حين تأثرت كثير من دول العالم بتداعيات الموجات المطرية والثلجية، آخرها أمريكا التي تعطلت فيها الدراسة حضورياً، وعن بعد ظلت المملكة تقاوم فكرة حرمان الطلاب من التعليم باستخدام كافة الوسائل التقنية الحديثة، اعتماداً على بنية تحتية داعمة وتكامل لمنظومة التعليم الإلكتروني، الأمر الذي جعل المملكة في مراتب متقدمة في منظومة التعليم الإلكتروني والرقمي بجانب اليابان. ووفقاً لإحصاءات التعليم عن بُعد في أزمة كورونا فإن عدد الفصول الافتراضية التي تم إنشاؤها في منصة مدرستي التابعة لوزارة التعليم تجاوز ال101 مليون فصل يومياً، في حين بلغت استجابات المعلمين ما فوق ال108 ملايين استجابة، وهو الرقم الأعلى في منظومة التعليم الإلكتروني عالمياً. وتظهر الإحصائية التي أصدرتها وزارة التعليم في 30 أغسطس 2021، أن عدد الاختبارات المسندة للطلاب والطالبات عن بُعد خلال العام الدراسي الماضي تجاوز 107 ملايين اختبار يومياً، بمتوسط حل يقارب 700 مليون، أما عدد الواجبات المسندة للطلاب والطالبات فبلغ 83.2 مليون واجب يومياً، بما يفوق 12 ملياراً لمتوسط الحل.