في حين أن أغنيات مثل «لا حول ولا قوة» للفنان عايض يوسف، والتي جاءت مؤخراً بتقنية الذكاء الاصطناعي مرافقة صورة الفنانين الثلاثة، راشد الماجد ونوال الكويتية وماجد المهندي، لتعيد داخلياً فكرة التصدي للفوضى التي بدأت تجتاح الأغنية السعودية، وكذلك على المستوى العالمي «آيس.آيس بيبي» للمغني فانيلا آيس، و»واتس آب» لفرقة نن فور بلوندز، و»سيلمز لايك تين سبريت» لفرقة نيرفانا الأميركية، والتي أصبحت معروفة الآن، فإن نجاحها الكبير كان مفاجئاً للكثير من المستمعين والمشاهدين عند طرحها في تسعينات القرن العشرين. هناك أيضاً من الأغنيات أو المغنين أو الفرق الغنائية التي لم تكن معروفة على الإطلاق ثم اشتهرت بشدة من خلال أغنية واحدة أو أكثر ثم تلاشت تلك الشهرة سريعاً أيضاً، وكذلك على المستوى العربي جاءت أم كلثوم في عملية سريعة لاستحضار صوتها، والذي أثار جدلاً واسعاً في مصر، عندما قام الملحن عمرو مصطفى بنشر إعلان ترويجي لأغنية بعنوان «أفتكر لك إيه»، يصاحبها صورة لأم كلثوم بجانب صورته، على حسابه بإحدى منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك الدويتوهات الجانبية التي تقدمها للجمهور بين الحين والآخر بين «فنان العرب» محمد عبده وعبدالمجيد، وكذلك استحضار صوت طلال مداح في عدّة أغانٍ، واستنساخ النبرّة الصوتية لفنانين متوفين أو معتزلين، أو من يرتبطون بعقود. بعض العلماء والباحثين يقولون إن السؤال قد يكون خطأ، لأن الصواب ليس من الذي يستطيع وإنما ما الذي يستطيع المرء التنبؤ بنجاحه من الأغاني. لكن لو عدنا للعام الماضي، والذي اشترت فيه شركة منصة بث الموسيقى عبر الإنترنت ساوند كلاود شركة موسيو للذكاء الاصطناعي والتي قالت عنها إنها «في مقدمة تكنولوجيا التعلم الآلي». ويبدو أن الهدف من الصفقة هو تضخيم قدراتها على استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الموسيقى وتحقيق استفادة أكبر من قاعدة بياناتها الضخمة لكي تحدد الاتجاهات والمواهب الموسيقية القادمة. في المملكة العربية السعودية، يقول الباحثون إن تقنية الذكاء الاصطناعي، ستتجه إلى الحماية التقليدية والتي منها الحفاظ على الأرشيف أولاً وأصوات الفنانين المرتبطين بالعقود مع شركات الإنتاج. بينما في أميركا الوضع مختلف نوعاً ما، حيث إن لديهم فلسفة في تقنية الذكاء الاصطناعي، والقدرة من خلاله على التنبؤ بالأغنية التي ستحقق نجاحاً ساحقاً، بنسبة دقة تبلغ «97 %» باستخدام التقنية الشاملة والتي تعتمد على رصد استجابات المخ للأغنية. يقول «بول زاك» المتخصص في علم الأعصاب، في جامعة كليرمونت جراديوت ومعد الدراسة التي نشرتها مجلة «الحدود في الذكاء الاصطناعي» فرونتايرز إن أرتفيشيال إنتليجانس» إنه وباستخدام تكنولوجيا التعلم الآلي على بيانات فسيولوجيا الأعصاب، يمكننا تحديد الأغنيات التي ستنجح بدرجة دقة تبلغ 100% تقريباً». ويقول زاك وزملاؤه المشاركون في الدراسة: «في كل يوم يتم طرح عشرات الآلاف من الأغنيات في العالم» ووصفوا تحديد الأغنيات الناجحة بأنه عملية «بالغة الصعوبة». وأضاف الباحثون أنه لتحديد الأغنية الناجحة والتي سيتردد صداها بشدة بين الجمهور قبل طرحها وهي مهمة أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من القش، تعتمد خدمات بث الموسيقى عبر الإنترنت ومحطات الإذاعة على رأي المستمعين أو تكنولوجيا الواقع المعزز. ويضيف الباحثون أن هذه الطريقة تحقق نسبة دقة لا تزيد على 50 %، وبالتالي فإنها لا تستطيع التنبؤ بطريقة موثوقة بالأغنيات التي ستنجح بشدة. في العالم كله، الباحثون والقائمون على ثقافة الأغنية، يعملون ليلاً ونهاراً على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، ويحاولون الاستفادة من التقنية، وحماية حقوق الفنانين وشركات الإنتاج، بينما نحنُ نتفرج على الفوضى في حالة انبهار!