إن من أهم ما ينبغي أن ترتكز عليه الحياة البشرية هو الأمان الذي تنشده جميع الأقطار والشعوب، وهو الأمان الذي يصحب معه الرخاء والطمأنينة ورغد العيش، ويجلب معه التقدم والحضارة والرقي، فبدونه يصعب العيش وتوجد الأخطار والرجعية ويسود الجهل ويعم الظلم وتصبح الحياة همجية بلا مبدأ ولا قيمة. إن قضية الأمن الفكري من القضايا الأساسية التي تلامس المجتمع والذي بفضل الله ثم حكومتي الرشيدة التي تسعى جاهدة في جميع أجهزتها لتحقيقه وترسيخه بين أفراد المجتمع السعودي، فالأمن الفكري مرتبط ارتباطًا وثيقاً بالعقل البشري الذي يعتبر أداة للنمو والحضارة ورمزاً للتقدم الاقتصادي والعلمي، ولا ننسى دور الإعلام البارز في ترشيد ووعي المجتمع في المحافظة على العقل ومحاربة كل ما يدعو للرذيلة والفساد، ويأتي دور المملكة العربية السعودية - حماها الله - في المحافظة على الأمن الفكري في تنفيذ العديد من السياسات والجهود والإجراءات التي تحقق الأمن الفكري في الجوانب الوقائية والعلاجية وأخذ الأسباب الواقية من وقوع أي خلل فكري قبل أن يقع، أيضاً جهود الدولة في الجانب العلاجي وهو توفير العلاج المناسب للخلل الفكري بعد وقوعه. ومن صور إنجازات المملكة العربية السعودية في الجانب الوقائي للأمن الفكري أن اهتمت المملكة العربية السعودية بنشر الكتب وإقامة الدورات والمؤتمرات في هذا الجانب. وكذلك العناية بالأماكن المقدسة وطباعة المصحف الشريف وتشجيع العلماء والمفكرين على الوسطية التي هي دين الله قال تعالى: (ولقد جعلناكم أمة وسطًا)؛ فضلاً عن تكريم العقول الإنتاجية والمبدعة من خلال دعم جائزة الملك فيصل العالمية والتي تمنح للمخترعين والعلماء. كذلك صيانة العقل من خلال محاربة المخدرات بشتى أنواعها وإعداد برنامج المناصحة الذي يهدف إلى مكافحة الفكر المنحرف.