إن الرياض - المدينة الأسرع نمواً في العالم - تستحق بجدارة استضافة إكسبو 2030 لقدرتها على تقديم نموذج دولي مميز في التنمية الاقتصادية المُستدامة، وخلق فرص عمل نوعية ومميزة ودائمة، ولامتلاكها بنية تحتية مُتكاملة من شبكة مواصلات وفنادق وخدمات مُساندة.. الحضَارة، الثقافة، التعايش، التمدُن، التقدُم، التطور، النَّهضة، الازدِهار، النَّماء، الرُقي، الرِفعة، التفوق، النجاح، المُضي إلى الأمام، جميعُها صِفات وسِمات ميزت وتميز منهج وسلوكيات وممارسات وسياسات المملكة العربية السعودية في كل المجالات وعلى جميع المستويات حتى أصبحت واحدة من أعظم دول العالم بحضارتها الإنسانية العظيمة ذات القيم الأصيلة والمبادئ السَّامية، وبثقافتها البشرية العريقة بما أنتجته من علوم ومعارف، وبما أورثته من قيم وعادات وتقاليد هادفة وبناءة، وبسياساتها المُعتدلة المُحاربة للتطرف والإرهاب والانحرافات الفكرية والأيديولوجية المُدمِرة للشعوب والمجتمعات، وباقتصادها المُستقر والمُتزن والتنموي القادر على التعامل مع جميع الظروف والأحوال والتقلبات الدولية، وبمجتمعها المُتماسك والمُترابط القادر على تعزيز وحدته ومواجهة الفتن والمؤامرات الهدامة، وبمواردها البشرية المؤهلة تأهيلاً مميزاً في جميع المجالات العلمية والفكرية والمهنية والتقنية والتكنولوجية، وبحكمة قادتها الكِرام الذين أفادوا العالم بعقلانية سياساتهم وعُمق بصريتهم وبعد رؤيتهم للمسائل والأمور. نعم، هكذا هي مكانة وموقع وميزان المملكة العربية السعودية في السياسة الدولية والعالمية، وهكذا هي مكانتها وموقعها وميزانها المُؤثر جداً في مجالات الاقتصاد والصناعة والطاقة العالمية، بالإضافة لوجودها المميز في مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات العالم. نعم، لقد حققت المملكة العربية السعودية المكانة والموقع والميزان المميز على المستويات الدولية والعالمية، إلا أن هذه الإنجازات والمُنجزات والنجاحات العظيمة التي تحققت خِلال فترة قصيرة من الزمن لا تعني الرضا التام بما تحقق، ولا تعني الرضا بالمراكز الدولية المتقدمة التي وصلت لها، ولا تعني الانتظار لتتحقق التطلعات والخُطط الموضوعة، لأن الطموحات والتطلعات والأهداف المنشودة غايتها الوصول والبقاء ضمن الدرجات العليا بالقائمة الأولى في التصنيفات العالمية بجميع المجالات في المستقبل القريب. نعم، إنه الإدراك الذي يجب أن يستوعبه الجميع خاصة بعد أن أعلنت واعتمدت الدولة رؤيتها الطموحة - "رؤية السعودية 2030" - بأهدافها البنَّاءة، ومُبادراتها المُستقبلية، وتطلعاتها غير المحدودة، لبناء وتنمية الوطن، وتحقيق رخاء ورفاه شعبها الكريم. نعم، مواصلة الارتقاء والتميز على المستويات الدولية والعالمية، والسَّعي المُستمِر والدؤوب نحو المستقبل المُشرق، هو الهدف والغاية التي عملت وتعمل عليها جميع مؤسسات الدولة تحقيقاً ل"رؤية السعودية 2030". ومن هذه الطموحات والتطلعات والأمنيات الوطنية العظيمة نحو بناء مستقبل مُشرق للمملكة العربية السعودية، انطلقت، في عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، مسيرة وطنية حديثة من مسيرات البناء والتنمية والتحديث والتطوير حتى شملت جميع المجالات وكل المستويات لتجعل من المملكة دولة فريدة ومميزة بتنميتها الحديثة وبرامجها النوعية غير المسبوقة على جميع المستويات الدولية، وهذا الذي أشارت إليه الرؤية، بموقعها الإلكتروني، بالقول: "تمثل رؤية السعودية 2030 أكبر خطة وطنية طموحة للتغيير، أساسها تاريخ المملكة العريق، وثقافتها الأصيلة، وموقعها الاستراتيجي، وقوتها الاقتصادية، وشعبها الطموح، وإمكاناتها الهائلة، لتحقيق تحول اجتماعي واقتصادي يراه العالم ويتأثر به. شهد عام 2022 إنجازات غير مسبوقة على الصعد كافة، حيث حققت المملكة معدلات ارتفاع قياسية في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وقطعت شوطًا كبيرًا في بناء نمط حياة صحي، وتعزيز جودة حياة المواطنين، وتقديم أفضل فرص التعليم والخدمات الصحية للسكان، إضافة إلى زيادة تمكين المرأة في سوق العمل. كما مكنت مبادرات الرؤية التوسع في مشروعات إنتاج الطاقة المتجددة، وعززت دور المملكة الريادي في معالجة التحديات المناخية العالمية، وتمكين قطاع البحث والتطوير والابتكار، والاستثمار فيه بخطوات متسارعة. من حلم إلى واقع مكنته رؤية السعودية 2030، تشهد المملكة تحولًا تاريخيًا، ونموًا اقتصاديًا كبيرًا، وتواصلًا أكبر مع العالم، مع تعزيز مستقبل مستدام ومليء بالفرص للجميع". وانطلاقاً من هذه التطلعات الوطنية العظيمة - التي تضمنتها أهداف ومبادرات رؤية السعودية 2030 - نحو المستقبل المُشرق الذي تسعى له المملكة بما يخدم تنمية وتطوير مجتمعها ويحقق رخاء ورفاه شعبها، وبما يعود بالنَّفع والخير على المجتمعات والدول المُتطلعة لمُستقبل أكثر إشراقاً، أعلنت المملكة، في 29 أكتوبر 2021م بحسب واس، تقدمها بطلب استضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض تحت شعار "حقبة التغيير: المُضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل" في الفترة من 1 أكتوبر 2030م إلى 1 أبريل 2031م."، وقد أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - "أن هذا الترشح يُعد تحديًا مُهمًا ورمزيًا للمملكة العربية السعودية، معربًا عن ثقته بمقدرة المملكة والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي. (كما) أكد سموه أن العالم اليوم يعيش في حقبة تغيير ويواجه حاجة غير مسبوقة لتكاتف الإنسانية في ظل تحديات التغير المناخي والثورة الصناعية الرابعة والعدالة الاجتماعية، وحتى الجائحة العالمية، وهو ما يُحتم على العالم العمل الجماعي لاستشراف المستقبل، والتصدي للتحديات وانتهاز الفرص الناتجة عن هذا التغيير باستخدام أفضل العقول والقدرات. وأوضح سموه أن معرض إكسبو 2030 سيُشكّل فرصة مميزة لمشاركة العالم دروسنا ونتائج جهودنا المرتبطة بهذا التحول غير المسبوق الذي أنتجته الرؤية، والتي تمثل إطارًا استراتيجيًا يهدف لتقليص اعتماد المملكة على النفط ودفع التنوع الاقتصادي وتطوير قطاعات الخدمات العامة كالصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة. وشدد سموه على أن رؤية 2030 تمثل طموح المملكة للمستقبل، رؤية اعتمدت على الطاقة اللامحدودة لشبابنا بهدف إيجاد مستقبل أكثر استدامة لمصلحة الأجيال المقبلة، مُبينًا أنه كان لزامًا على المملكة استشراف المستقبل، والاستفادة من مزاياها، وإطلاق العنان لإمكاناتها الاقتصادية في جميع القطاعات والمجالات، بالاعتماد على جهود شعبها والعمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم". وفي الختام من الأهمية القول للعالم أجمع: إن الرياض - المُميزة حضارياً وثقافياً - تُعتبر المكان الأمثل والأنسب لاستضافة إكسبو 2030 لما تُقدمه وتتميز به من مشاريع ومبادرات تنموية وتطويرية عظيمة تُحقق الاستدامة التي تنشدها المجتمعات والدول في جميع المجالات الاقتصادية والصناعية والتقنية والتكنولوجية والعلمية والسياحية والترفيهية والبيئية ووضع الحلول لمُعالجة التغير المناخي وتحقيق الازدهار والرفاه للجميع. نعم، إن الرياض - المدينة الأسرع نمواً في العالم - تستحق بجدارة استضافة إكسبو 2030 لقدرتها على تقديم نموذج دولي مميز في التنمية الاقتصادية المُستدامة، وخلق فرص عمل نوعية ومميزة ودائمة، ولامتلاكها بنية تحتية مُتكاملة من شبكة مواصلات وفنادق وخدمات مُساندة قادرة على استيعاب وخدمة عشرات الملايين من الضيوف والسياح والزائرين على مدار العام، ولخبرتها العظيمة في استضافة وتنظيم المحافل والمؤتمرات الدولية والعالمية. نعم، إن الرياض السَّاعية لاستضافة إكسبو 2030 لإظهار ما حققته الرؤية من إنجازات ومنجزات عظيمة في مجالات التنمية المُستدامة، تسعى كذلك لاستضافة العديد من الأحداث والمُؤتمرات والمُناسبات الدولية والعالمية إيماناً بقدراتها وإمكاناتها الوطنية المُميزة، ورغبةً في مشاركة العالم قِصص النَّجاحات والإبداعات السعودية، وتطلعاً لخدمة القيم الإنسانية البنَّاءة من خِلال إبراز عُمقها الحضاري والثقافي.