بفضل ما تتمتع به المملكة من إمكانات هائلة ومركز محوري في قلب العالمين الإسلامي والعربي، وتقع في قلب ثلاث قارات، وقد مثلت المملكة طريقاً تجارياً تاريخياً وحيوياً وذا أهمية واسعة يربط بين الشرق والغرب، كما أن لديها معالم طبيعية تراثية فريدة بقيت شامخة على مر القرون، بما في ذلك خمسة مواقع تراثية وعالمية لليونسكو، وقامت المملكة بإصلاحات اقتصادية ومالية وهيكلية منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، والتي أسست نظاماً اقتصادياً جديداً يهدف للوصول إلى اقتصاد متنوع وقوي يحقق نمواً مستداماً للمملكة، كما ركزت المملكة على تعزيز دور القطاع الخاص في المملكة عن طريق تحسين بيئة الأعمال وتذييل المعوقات لجعلها بيئة أكثر جاذبية بالإضافة إلى الاستثمار في القطاعات المستهدفة، وقد وُضعت الاستدامة ضمن أهم جهود رؤية السعودية 2030 منذ إطلاقها. والآن تستهل المملكة حقبة جديدة بإعلان استهدافها للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م. ويأتي هذا الإعلان في إطار طموحات الرؤية الأوسع نطاقًا لتسريع عملية الانتقال الطاقي، وتحقيق أهداف الاستدامة، وقيادة موجة جديدة من الاستثمارات في هذا المجال، وتهدف رؤية السعودية 2030 إلى الارتقاء بمستقبل المملكة مع التركيز على الاستدامة كمحور أساسي في التخطيط وتأسيس البنية التحتية وتطوير السياسات والاستثمار. تلهم رؤية السعودية 2030 العالم، من خلال تعاملها المسؤول مع التحدّيات العصرية للطاقة والمناخ للمشاركة في الجهود الرامية لبناء مستقبل مستدام، وان إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رسميًا عن نية الرياض لاستضافة (معرض إكسبو الدولي) والذي سيقام في عام 2030م، هو امتداد لرؤية 2030 التي تتطلع لان تضع المملكة في صدارة دول العالم في كافة المجالات، وتفتح الرياض أبوابها للعالم من خلال استضافة واحدٍ من أهم معارض العالم، لتجعل من الرياض قبلة السياح والمستثمرين والزوار من كل انحاء العالم، وتتزامن استضافة الرياض لمعرض إكسبو 2030، تحت عنوان (حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل) ما يتماشى مع توجه المملكة نحو المضي للمستقبل بما فيه من مكاسب العالم أجمع، وذلك ما يتوّج جهود المملكة الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. ويعتبر معرض إكسبو 2030 فرصة مميزة لمشاركة العالم دروسنا ونتائج جهودنا المرتبطة بالتحول غير المسبوق الذي أنتجته رؤية المملكة 2030، ولعرض أحدث الابتكارات وأفضل ما أنتجته العقول في القطاعات المختلفة، وتستند الرياض على خبراتها وجهودها السابقة لاقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو 2030 الدولي وفق أعلى مراتب الإبداع والابتكار لتصبح الوجهة الأولى للمعارض الدولية باعلان رغبتها الترشح لاستضافة معرض اكسبو 2030. وأعلنت المملكة، عن تقدمها بطلب رسمي إلى المكتب الدولي للمعارض "BIE "الهيئة المنظمة لمعرض إكسبو الدولي لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض تحت شعار "حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل" في الفترة من 1 أكتوبر 2030م إلى 1 أبريل 2031م. جاء ذلك في خطاب من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، إلى الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض السيد ديميتري كركنتزس. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في خطابه، أن هذا الترشح يُعد تحديًا مُهمًا ورمزيًا للمملكة، معربًا عن ثقته بمقدرة المملكة والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي. وأضاف سموه، نعتقد أن إتاحة الفرصة للبلدان التي تقدم العطاءات لأول مرة لتنظيم (معرض إكسبو العالمي) سيعزز الدور الموقّر للمكتب الدولي للمعارض كمنصة للتفاهم بين الثقافات والتبادل البشري، ويعكس الطبيعة المتغيرة لعالمنا المتطور". وأكد سموه، العالم اليوم يعيش في حقبة تغيير ويواجه حاجة غير مسبوقة لتكاتف الإنسانية في ظل تحديات التغير المناخي والثورة الصناعية الرابعة والعدالة الاجتماعية، وحتى الجائحة العالمية، وهو ما يُحتم على العالم العمل الجماعي لاستشراف المستقبل، والتصدي للتحديات وانتهاز الفرص الناتجة عن هذا التغيير باستخدام أفضل العقول والقدرات. وعن التوقيت الذي حددته المملكة في طلب ترشحها لاستضافة معرض إكسبو الدولي، قال سموه، ستتزامن استضافتنا لمعرض إكسبو 2030 في الرياض مع عام نحتفل فيه بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وأوضح سموه، أن معرض إكسبو 2030 سيُشكّل فرصة مميزة لمشاركة العالم دروسنا ونتائج جهودنا المرتبطة بهذا التحول غير المسبوق الذي أنتجته الرؤية، والتي تمثل إطارًا استراتيجيًا يهدف لتقليص اعتماد المملكة على النفط ودفع التنوع الاقتصادي وتطوير قطاعات الخدمات العامة كالصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة. وشدد سموه، على أن رؤية 2030 تمثل طموح المملكة للمستقبل، رؤية اعتمدت على الطاقة اللامحدودة لشبابنا بهدف إيجاد مستقبل أكثر استدامة لمصلحة الأجيال القادمة، مُبينًا أنه كان "لزامًا على المملكة استشراف المستقبل، والاستفادة من مزاياها، وإطلاق العنان لإمكانياتها الاقتصادية في جميع القطاعات والمجالات، بالاعتماد على جهود شعبها والعمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم. يُشار إلى أن رسالة صاحب السمو الملكي ولي العهد إلى السيد ديميتري كركنتزس الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض، قام بتسليمها الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض فهد الرشيد، وستقود الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وهي الجهة المسؤولة عن مدينة الرياض ويرأس مجلس إدارتها سمو ولي العهد، الملف السعودي لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، كما سيتم في ديسمبر من العام الجاري تقديم تفاصيل إضافية حول طلب الاستضافة إلى المكتب الدولي للمعارض في باريس، بصفته الجهة المسؤولة عن الإشراف على المعارض الدولية وتنظيمها منذ عام 1931م. الجدير بالذكر أن معارض إكسبو الدولية تقام منذ عام 1851م، وتشكّل أكبر منصة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات، والترويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة، ونشر العلوم والتقنية.