يوم جديد، وأحداث جديدة، ورياضة جديدة، وحدث كبير نتطرق إليه تعيشه رياضاتنا، سأنطلق حديثي في هذا الأسبوع بجملة تطرق لها الإعلامي والمعلم داود الشريان حينما قال (سيدي ولي العهد حينما يلتفت إلى أمر فإنه يبين فيه ذلك الالتفات والاهتمام)، وهذا ما حدث فعلاً، انطلق سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العمل في الرياضة بتعيين الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزيراً للرياضة، والسبب أن الأمير محمد بن سلمان يؤمن بالاختصاص، ولا جدال بأن وزير الرياضة هو رجل رياضة ويحب ويعشق هذه المهنة، لذلك وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. ومن هذا المنطلق أبدأ مقالي لهذا الأسبوع، فما حدث من قرار تاريخي في عهد الرياضة السعودية والذي أعلنه وزيرها بانطلاق مشروع الخصخصة، وهو الأمر الذي نترقبه كرياضيين من سنوات مما له من منافع وأمور عديدة تعود على القطاع العام والخاص وعلى الشعب بشكل قد لا يعلمه إلا المختصون في هذا المجال، ومن خلال مقالي سأسعى جاهداً لتوضيح بعض الأمور التي استمعت لها من الشارع الرياضي بعد الإعلان عن القرار. ولعلي أبدأ من منطلق لماذا الخصخصة؟ هناك من سبقونا في هذه التجربة بسنوات ولكن لا بأس في ذلك فالمهم أن تصل وليس المهم متى تصل، فالخصخصة جزء كبير من التطور الاقتصادي ومن أهم عوامل هذا العمل مشاركة القطاع الخاص وفعاليته في هذا المجال الخصب الذي يدر عوائد مالية قد لا يعيها إلا القليل، فالرياضة باب استثمار رياضي قوي جداً جداً نظراً لأنها المتنفس لكل من يحب هذه الأندية وسيكون هناك تنافس مالي قبل أن يكون هناك تنافس رياضي، وهو ما يرفع القيمة السوقية للكيان يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة، وصدقوني هذا القرار التاريخي سيجني ثماره الجميع قريباً. ومن هناك إلى نقطة أخرى وهي غائبة كثيراً عن الشارع الرياضي وقد شاهدت وسمعت الكثير من الطرح حول تدخلات مجالس شركات الأندية في الأمور الفنية والإدارية داخل الكيان بعد تعيين مجلس إدارة الشركة، وهذا أمر غريب جداً فمجلس إدارة شركة النادي سيضع الخطط الرئيسة والقوائم المالية والميزانيات والمسار لكل شركة، والإدارة التنفيذية لها السلطة في اتخاذ كافة القرارات، وليس هناك شخص يستطيع أن يتدخل في جلب مدرب أو جلب لاعب محترف أو وضع خطة مباراة أو أين من هذا القبيل، وأرجو أن تعوا وتفهموا بأن مجالس إدارات شركات الأندية تعمل من أجل الكيان أولاً وهناك ما سيجعلها حريصة جداً على العمل الإداري وهو العائد المالي. أذهب بعيداً لبعض ما يدور في الشارع الرياضي حيال وجود الأربعة الأندية الكبار في المكان نفسه والمالك نفسه وإلخ.. وهذا أمر لا يقاس ولا يقبل في علم الإدارة، فكل كيان له قيمة سوقية معينة حسب موقعه التجاري وقيمته السوقية وقدرته وإنجازاته، فأرجوكم لا نخلط الحابل بالنابل، ويجرفنا التعصب إلى أن نزايد على كيان ونترك الآخر، ولا شك في أن الجميع يعلم ويعي ويفهم بأن من ينجز الإنجازات الأكثر ويأتي بالكؤوس لن يكون كغيره قيمة، ومن هذا المنطلق أعطي مثالاً بسيطاً هل يعقل أن يكون وصيف العالم وكبير آسيا ومن حقق كأس آسيا بالقيمة السوقية نفسها لمن لم يحقق إنجازًا واحداً حتى؟! لن أطيل أكثر أحبتي، ولكني سأقول في ختام مقالي لهذا الأسبوع لكل الرياضيين أرجوكم ثم أرجوكم الهدوء مطلب ولا تنجرفوا خلف كل من يريد زيادة المشاهدات والمتابعين، واتركوا العمل لمن هم أهله في الأندية وسترون رياضة سعودية عالمية، كيف لا وقد التفت الملهم للرياضة.. دمتم بود. محمد الخثعمي- جدة