الرضا والقناعة وجهان لعملة واحدة إذا امتلك الإنسان منها الكثير أصبح سعيداً، هذا هو محتوى كلمة السعادة، فمتى كان الإنسان قنوعاً وراضياً بما يمتلكه سواء كان قليلاً أو كثيراً وحمد الله وشكره، ملأت السعادة قلبه وروحه، وعلى الإنسان أن يكون راضياً بأن الأرزاق بجميع أنواعها بيد الله عز وجل، فالرضا طمأنينة النفس وسكينة القلب، وكثير من الناس فى هذا الزمن حرموا من القناعة، فأصابهم من التعاسة والشقاء الكثير، وانتشرت الأمراض النفسية التي لم تكن معروفة من قبل في مجتمعاتنا، وعدم الرضا بما قسم الله يجر إلى محظورات منها الحسد والكذب وأكل المال الحرام والاختلاس والفساد وغيرها من الذنوب والمحرمات. كما أن السعادة في العطاء أكثر منها في الأخذ، فالشخص الكريم يفرح بإدخال السعادة إلى قلوب الآخرين، حتى لو لم يقدر أن يعطي سوى القليل من ماله ووقته وطاقته، وهو غالبا ما يجني الأجر ومحبة الناس واحترامهم التي لا تشتري من مال الدنيا، فلا بد للإنسان أن يبحث ويعمل جاهداً على استثمار الأشياء التي تسبب له الراحة والسرور، فأساس هذه الحياة الراحة والرضا فمن شعر بالسعادة بإمكانه أن ينطلق نحو مجالات الحياة والإبداع والعمل فمن اقتنع بأنه يملك السعادة بأقل شيء فقد امتلك كل شيء في هذه الحياة. في النهاية فإن السعادة تأتي من داخل الإنسان إلى خارجه وليس من خارجه إلى داخله، ذلك ما لا يدركه الكثير ممن يبحثون عن السعادة. ولكن لا تخلط الكسل وعدم الحركة وقلة الطموح بغلاف القناعة.. السعادة عطاء واجتهاد وحب وعمل! قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا وقنعه الله بما آتاه» رواه مسلم.