هناك مصادر موثوقة ومؤكدة لاستقاء الأخبار وتصديقها والاعتماد عليها لا سيما فيما يخص الرياضة كوكالات الأنباء والمراكز الإعلامية للأندية ومعرفاتها الرسمية في مواقع التواصل، ما عدا ذلك يعتبر مصدراً غير رسمي لا قيمة له ولا اعتبار ومن المفترض ألا يُؤبهُ به ولكن ما يحدث لدينا هو العكس تماماً، الكثير من الإعلاميين والهوامير والمغردين أصبحوا مصادر تبث الأخبار وتقدم المعلومات وتعلن الصفقات والتي ما تلبث أن تتحول (للصفعات)... فقد تسابقوا زرافات ووحداناً في هذا المضمار المفتوح والذي لا يحاسبه حسيب ولا يراقبه رقيب ولا تحده أطر تؤطره، فتحولوا لينابيع إعلامية تتفجر منها الأخبار الكاذبة والمغلوطة، وتبعثر ما حولها وأضحوا حاطبي ليل يجمعون الغث والسمين، ويخلطون اللؤلؤ بالحصى والذهب بالبهرج، بل ووصل الحال ببعضهم أن يحلفوا بأغلظ الأيمان على صدق أخبارهم وتعهدوا بتحويل حساباتهم لدكاكين لبيع الخضار والشاي إن لم تصدق تلك الأخبار، وعندما ظهرت الحقيقة وتبين كذبهم في بعض الأخبار واستعجالهم وتهورهم في أحايين أخرى تنصلوا من كل تلك الوعود بكل صفاقة وحماقة وحنثوا بأيمانهم وخرقوا بعهودهم وخفروا بتعهداتهم ولم يوفوا بنذورهم، لا مكان للمصداقية والمبادئ والقيم والأخلاق لديهم وأحلوا محلها عدد المتابعين والرتويت واللايكات وحجم التفاعل. وهنا لا تقع اللائمة على هؤلاء المتمصدرين والمصلحجية الذين يقتاتون على حساب مشاعر الناس ويطلقون كثير من الشائعات وقليل من الأخبار الصحيحة ولكنها في مهدها ولم تكتمل بعد وقد تتبخر في أي لحظة وما أكثر هذه النوعية من الصفقات التي لم تتم ولم تكتمل لأي سبب كان، بل اللائمة كل اللائمة تقع على الجمهور والمتابعين الذي يصدقون كل ما يتلقفونه ويتناقلونه على أنه حقيقة مسلمة لا شية فيها، ويعتدون به أيما اعتداد وهم بذلك من يجعلون لهؤلاء المتمصدرين وبائعي الوهم قيمة ومن يصنعون لهم شعبية ومن يبنون لهم قصورا منيفة ويزرعون لهم خمائل لا يطير غرابها بينما أخبارهم ومصادرهم أنقاض وقيعان لا ترى فيها عوجا ولا أمتا... أما أنتم أيها الأحبة المتابعون فيجب عليكم الاتعاظ من كل تلك الأحداث واستقاء المعلومة من أهلها واعتماد المصادر الرسمية فقط، ودعوا عنكم بائعي الوهم ومصدري الشائعات ودعوا تغريداتهم لهم وألغوا متابعاتهم وحولوا حساباتهم لبيع البيض والحمام والسمان كما وعدوا عندها سيرتدعون وسيتوقفون مضطرين لا مختارين عن استغلالكم واستغلال محبتكم لهم وثقتهم فيهم التي لا يستحقونها.