دارت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع الخميس في محيط مجمع للصناعات العسكرية في جنوبالخرطوم غداة إعلان قوات الدعم سيطرتها عليه، فيما اندلع حريق كبير في منشأة للنفط والغاز على مقربة منه. وأبلغ شهود وكالة فرانس برس عن "أصوات إطلاق نار واشتباكات في المنطقة المحيطة" بمجمع اليرموك. ويعدّ المجمع أبرز منشآت التصنيع العسكري في السودان. وهو تعرّض في أكتوبر 2012 لقصف جوي اتهمت الخرطوم في حينه إسرائيل بالوقوف خلفه، لكن الدولة العبرية لم تعلّق بشكل رسمي على تلك الاتهامات. تأتي هذه الاشتباكات غداة إعلان قوات الدعم تحقيق "نصر جديد... بالسيطرة الكاملة على مجمع اليرموك ومستودعات الذخيرة"، مشيرة الى أن جنود الجيش فرّوا تاركين خلفهم "كميات من العتاد العسكري والمركبات". ونشرت عبر حسابها على تويتر شريطا قالت إنه "من داخل المجمع"، يظهر فيه عناصرها وهم يحتفلون داخل مخزن تتكدس فيه البنادق الرشاشة ومدافع الهاون وكميات هائلة من الذخيرة. وعلى مقربة من موقع مجمّع اليرموك، تحدث شهود ليل الأربعاء الخميس عن سماع دوي هائل واندلاع حريق جراء انفجار أحد صهاريج تخزين النفط في منشأة الشجرة للنفط والغاز. وتقع المنشأة على مسافة قريبة من المجمع العسكري المترامي الأطراف، وتحيط بها أحياء سكنية. ولم يتم تحديد السبب المباشر للحريق لكن شهودا أكدوا أن محيط المنشأة يشهد معارك منذ أكثر من 48 ساعة، مشيرين الى أن سحب الدخان لا تزال تتصاعد منها الخميس، وهي تبدو للعيان حتى من على بعد 10 كلم من الموقع. منذ اندلاعها في 15 أبريل، تتواصل المعارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو بلا أفق للحلّ. وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 1800 شخص. إلا أن الأرقام الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية. وبحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبب النزاع بنزوح زهاء مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا الى دول مجاورة. ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية. وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة. وتؤكد الأممالمتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.