اتهم السودان الاربعاء اسرائيل بالوقوف وراء قصف مجمع الصناعات العسكرية في منطقة اليرموك في الخرطوم، في هجوم ادى الى مقتل شخصين، وهدد بالرد في المكان والزمان اللذين يراهما مناسبين. وقال وزير الثقافة والاعلام السوداني احمد بلال عثمان في مؤتمر صحافي "نعتقد ان اسرائيل قامت بالقصف". واضاف "نحتفظ لانفسنا بحق الرد في المكان والموعد اللذين نختارهما". ورفض الجيش الاسرائيلي ووزارة الخارجية التعليق على ذلك. وتتهم اسرائيل الخرطوم بانها قاعدة لمسلحين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس). واوضح عثمان ان اربع طائرات شاركت في الهجوم الذي حصل قرابة منتصف ليل الثلاثاء (21,00 ت.غ) في مجمع اليرموك للصناعات العسكرية في جنوبالخرطوم. وقال ان الادلة التي تشير الى اسرائيل عثر عليها بين بقايا المتفجرات. وقد سمعت سلسلة انفجارات واندلع حريق ليل الثلاثاء الاربعاء في مجمع اليرموك للصناعات العسكرية وفق ما افاد شهود ومركز اعلامي مقرب من الحكومة. وقال المركز السوداني للخدمات الصحافية المقرب من اجهزة الامن، ان السلطات تمكنت من السيطرة على الحريق الذي اندلع في "مجمع اليرموك للصناعات العسكرية". وتحدث شاهد عيان في الحي جنوبالخرطوم عن سماع دوي "انفجارات قوية جدا". وقال "سمعت صوتا يشبه صوت الطائرة في السماء، ولكنني لم ار اي ضوء من الطائرة. وبعد ذلك سمعت صوت انفجارين واندلعت النار في المجمع". وقالت امراة تعيش الى جنوب المجمع انها سمعت اصوات انفجارات. واضافت "شاهدت طائرة تاتي من الشرق الى الغرب، ثم سمعت اصوات انفجارات، وكان هناك فاصل زمني قصير بين الانفجار الاول والانفجار الثاني، وبعد ذلك شاهدت نارا واصيب منزل جيراننا بشظية ما تسبب في اضرار طفيفة". وتابعت "بعد الانفجار الثاني اهتزت نوافذ منزلي". وذكر صحافي في وكالة فرانس برس ان الحريق بدا تحت السيطرة بعد نصف ساعة من منتصف الليل، اي بعد اكثر من ثلاث ساعات على اندلاعه. واكد عثمان ان المصنع ينتج "اسلحة تقليدية". وقال ان الهجوم دمر جزء من البنية التحتية للمجمع وقتل شخصان داخله واصاب اخر في حالة خطرة. وتحيط بمجمع اليرموك اسلاك شائكة ويبعد نحو كيلومترين عن الطريق العام بحيث لم يتمكن مراسل فرانس برس من رؤية اي دمار عندما زار الموقع في وقت لاحق من الاربعاء. كما لحقت اضرار طفيفة بمستودعات لشركة كوكا كولا. ووقعت انفجارات غامضة اخرى في السودان وثارت مزاعم بتورط اسرائيل فيها. وفي نيسان/ابريل من العام الماضي قالت الخرطوم ان لديها ادلة دامغة على هجوم شنته مروحيات اسرائيلية اطلقت خلاله صاروخ ونيران البنادق الرشاشة على سيارة جنوب بور سودان. ورفضت اسرائيل التعليق على ذلك الا ان مسؤولين اعربوا عن قلقهم بشان تهريب اسلحة عبر السودان. وفي العام 2009 شنت طائرة اجنبية هجوما على قافلة شاحنات كانت محملة بالاسلحة في شرق السودان. وحسب تقرير يعود الى ايلول/سبتمبر لمركز الابحاث المستقل "سمول ارمز سورفاي" ومقره سويسرا فان اسلحة وذخائر من صنع صيني بحسب ما يبدو على اغلفتها نقلت الى موقع الصناعات العسكرية ومنه نقلت الى منطقة دارفور الغربية التي تشهد نزاعا مسلحا منذ عشر سنوات. وفي العام 1998 قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان تحالفا من مجموعات المعارضة زعم ان السودان خزن اسلحة كيميائية للعراق في مجمع اليرموك ولكن مسؤولين حكوميين نفوا ذلك بشدة في ذلك الوقت. وفي اب/اغسطس من ذلك العام، قصفت صواريخ كروز اميركية مصنع الشفاء للادوية في شمال الخرطوم بعد ان قالت واشنطن انه يتم يه انتاج اسلحة كيميائية. الا انه لم تظهر ادلة دامغة على ذلك. وتسعى الخرطوم الى شطب العقوبات الاميركية التي تخضع لها منذ العام 1997 بسبب اتهامها بدعم الارهاب الدولي وبسبب سجلها في حقوق الانسان وغير ذلك من القضايا.