ذكرت مصادر، أن طرفي الحرب في السودان استأنفا محادثات وقف إطلاق النار، التي ترعاها المملكة العربية السعودية الولاياتالمتحدة، وسط اشتباكات جوية وبرية في العاصمة الخرطوم. وأدى القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، الذي دخل الآن أسبوعه الثامن، إلى وقوع المدنيين في مرمى النيران، وحال دون حصولهم على الخدمات الأساسية، ونشر حالة من الفوضى. وتوسطت المملكة في محادثات أدت إلى وقف لإطلاق النار، لم يلتزم به الفصيلان التزاما كاملا، بهدف تقديم المساعدات الإنسانية. لكن المحادثات توقفت الأسبوع الماضي، بعد أن أشار الوسيطان إلى وقوع العديد من الانتهاكات الجسيمة. وذكرت محطات تلفزيونية، أن الجانبين اتفقا على إجراء محادثات غير مباشرة دون تقديم تفاصيل. ولم يعلق الجيش وقوات الدعم السريع حتى الآن. وتحدث قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في وقت سابق مع وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان، بحسب بيان صادر عن مجلس السيادة الذي يرأسه. وأكد البرهان بحسب البيان، ضرورة خروج قوات الدعم السريع "من المستشفيات والمراكز الخدمية، ومنازل المواطنين وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية، حتى يحقق منبر جدة نجاحه". وقال قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، إنه تحدث مع الأمير فيصل، وعبر عن دعمه لمحادثات جدة. اشتباكات في أم درمان اشتبك الطرفان الليلة الماضية في شوارع مدينة أم درمان، حول قاعدة سلاح المهندسين الرئيسية التابعة للجيش. وتمكن الجيش، الذي يبدو أنه يفضل الضربات الجوية عن القتال على الأرض، من الحفاظ على أماكن تمركزه حول القاعدة، لكنه لم يتمكن من دحر قوات الدعم السريع، التي تسيطر على معظم أنحاء المدينة. وقالت جواهر محمد (45 عاما) "نحن سكان منطقة بانت في أم درمان، أصبحنا منطقة الحرب، اشتباكات عنيفة وقصف حولنا لأن منزلنا بالقرب من سلاح المهندسين". وأضافت "نخاف من الموت، ونخشى أن نترك منزلنا فتتم سرقته". وتقول لجان المقاومة في الأحياء، إن اللصوص وبعضهم من سكان الخرطوم، ينتمون لقوات الدعم السريع. وينهب اللصوص أحياء الخرطوم ويسرقون السيارات، ويكسرون الخزائن ويحتلون المنازل. وتكابد جماعات الإغاثة من أجل تقديم مساعدات واسعة لسكان الخرطوم، الذين يواجهون انقطاعات الكهرباء والمياه، فضلا عن تضاؤل الإمدادات في المتاجر والصيدليات. وتنظم لجان المقاومة في الأحياء مثل هذه المساعدة، لكنها تعاني مع اشتداد حدة القتال. وقال ناشط طلب عدم نشر اسمه "لم نتمكن من توزيع الأدوية بسبب القصف الجوي والمدفعي". وذكرت جماعة (محامو الطوارئ) الحقوقية أن قوات الدعم السريع حاصرت جزيرة توتي، التي تقع إلى الشمال مباشرة من ساحات قتال رئيسية، مثل القصر الرئاسي. وأضافت في بيان، أن قوات الدعم السريع أغلقت الجزيرة لليوم الثامن على التوالي، وقطعت الإمدادات الغذائية ومنعت تقديم الرعاية الصحية "وأحكمت حصارها، بإطلاق النار على كل من يقترب من ضفاف النيل، في محاولة الخروج من الجزيرة" مما أدى إلى مقتل رجل. وتجاوز القتال حدود الخرطوم إلى منطقة دارفور غربي البلاد، حيث تأسست قوات الدعم السريع، ولا تزال تحافظ على قاعدة نفوذها هناك. كما ضرب القتال مدينة الأبيض، وهي طريق رئيسي بين الخرطوم ودارفور. وأدى القتال إلى فرار 400 ألف مدني عبر الحدود ونزوح أكثر من 1.2 مليون داخليا. وتوجه ما لا يقل عن 175 ألفا إلى مصر حيث بقى كثيرون منهم لأيام وأسابيع في بلدات حدودية تتمتع بالقليل من الخدمات قبل إتمام إجراءات دخولهم إلى البلاد. وذكر بيان لوزارة الخارجية السودانية، أن مبعوث البرهان الخاص السفير دفع الله الحاج "بحث الصعوبات التي تواجه المواطنين السودانيين العابرين إلى مصر" مع مسؤولي وزارة الخارجية المصرية وتلقى تأكيدات بالعمل "على تذليل جميع ما يواجهه السودانيون في المعابر".