يمثّل إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله - عن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، محطة تاريخية مهمة في مسيرة الرياضة السعودية لما يُحدثه من تحوّل نوعي في إستراتيجية التطور الرياضي في المملكة، وإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال تعزيز جودة الحياة وتنفيذ برامجها في مختلف المجالات. وعبر تاريخها، ظلت أرامكو السعودية في مقدمة الداعمين للرياضة والمجتمع، وذلك يتواصل في هذا المشروع الحيوي الذي يأتي في إطار العمل المشترك مع وزارة الرياضة لنقل ملكية نادي القادسية الرياضي إليها، والذي طالما كان حاضرًا في أذهان موظفي أرامكو السعودية حيث إن العلاقة التاريخية التي تربطهم به تمتد إلى تسعة عقود. وهذا الحدث التاريخي يأتي متزامنًا مع احتفال أرامكو السعودية بمرور تسعين عامًا على تأسيسها، وقد كان لموظفي الشركة الدور البارز في تأسيس النادي عام 1935، واستمر هذا الدور مع رحلة تطوره، حيث مر بمسميات عدة واندماجات مع أندية أخرى حتى شهد عام 1967 ميلاد نادي القادسية، والذي كان أول رئيس له هو الأستاذ علي البلوشي، أحد قدامى موظفي أرامكو السعودية المتقاعدين حاليًا. ومن الذكريات الطيبة بين النادي والشركة، أتوقف عند حارس مرمى القادسية في عام 1968، الذي شاءت الأقدار لاحقًا أن يصبح حارسًا أمينًا على أهداف أرامكو السعودية وخططها وسياساتها، وهو الأستاذ عبدالله جمعة الذي أصبح لاحقًا الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لأرامكو السعودية في الفترة من 1995 وحتى 2008، كما نستذكر موظف أرامكو السعودية وكابتن فريق نادي القادسية السابق، محمد الفرحان، الذي حمل كأس ولي العهد بكل فرح وفخر، لنصل لهذا اليوم الذي نتوّج فيه علاقتنا التاريخية مع النادي بهذا الإعلان. ومواصلة لذلك التاريخ، فإننا نتطلع للمستقبل لتحقيق إنجازات أكبر حيث سنطلق برنامج تحول شامل على المديين القصير والطويل لتحويل نادي القادسية إلى منظومة عمل مؤسسية رياضية شاملة تستقطب أفضل الكفاءات، وتطبق الممارسات العالمية. ومع المحافظة على الإرث العريق للنادي، سنسعى إلى تطويره والاستثمار في نجاحه المستقبلي، بما يحقق تطلعات منسوبيه وجماهيره. ونحن على ثقة من أن ذلك سيُسهم في تعزيز الحضور الرياضي ودفع النادي لتحقيق نجاحٍ أكبر، يعزز من تنافسيته داخل المملكة وخارجها. وبينما نتوّج تلك العلاقة الفريدة بإعلان هذه الخطوة التي نطرق بها آفاقًا جديدة في مجال المواطنة والعمل المجتمعي، فإننا في الواقع نعزز من ريادة أرامكو السعودية في مجال التخصيص الرياضي في المملكة، وهي خطوة تتوافق، بلا شكٍ، مع مستهدفات الرؤية الطموحة، وتلبّي تطلعات قيادتنا الحكيمة، التي تُولي كل الاهتمام لتنويع الاقتصاد والارتقاء بجودة الحياة وصحة المجتمع السعودي، ولطالما كنا في أرامكو السعودية نؤمن بأن مسؤوليتنا لا تنحصر في توفير الطاقة للمملكة والعالم فحسب، بل نسعى للإسهام دومًا في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة للأفراد والمجتمعات وبالأخص في مناطق أعمالنا. إن تجربة احتضان الأندية الرياضية قد سبقتنا إليها عدة شركات حول العالم، ولهذا تسعى أرامكو السعودية من خلال هذا المشروع، إلى إحداث تأثيرٍ إيجابيٍ دائم في حياة الأفراد وخدمة المجتمع، والإسهام في تقدّم الرياضة السعودية بشكلٍ عام، ضمن جهود الشركة المستمرة في دعم الرياضة في المملكة والعالم. ومثل هذه المبادرات الداعمة للتطور والازدهار المجتمعي تعزز مسيرة المملكة نحو تحقيق غاياتها تحت ظل قيادتنا الرشيدة التي تواصل فتح الآفاق لنمو وتنمية بلادنا، والشكر في هذا الإطار لوزارة الرياضة والجهات الحكومية المعنية بتخصيص أندية المملكة، ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة على جهوده الملموسة للنهوض بالرياضة السعودية، حتى صارت المملكة وجهة مفضلة لاستضافة البطولات والأحداث الرياضية العالمية الكبرى. * النائب التنفيذي لرئيس الموارد البشرية والخدمات المساندة في أرامكو السعودية