أثبتت المملكة العربية السعودية بما لم يدع مجال للشك أنها قادرة ومؤهلة لحلحلة جميع مشاكل الدول العربية والإسلامية بقيادة مليكها وولي عهدها لما يملك من حكمة وكارزمه في إدارة بلاده والشأن العربي والإسلامي (نموذج المشكلة السودانية). عندما تعاملت مع الوضع السوداني بكل جدية وتجرد كامل من غير أطماع بمزيج من الحكمة والدبلوماسية. اولا: قامت بمنع التدخل الأجنبي في الشأن السوداني ايا كان مستوى النفوذ مستغلة دورها العربي والإسلامي عبر آلية الجامعة العربية التي تديرها في هذا الوقت بكل حكمة وحنكة حتى لا تكون السودان ساحة للصراع الدولي المعروف لنهب ثرواته إطالة أمد الحرب. ثانيا: تعاملت مع الوضع في السودان بأنه شأن داخلي بحت وحصرت النزاع في أنه بين (الجيش والدعم السريع) والسودان بإمكانه بسط السيادة على أرضه. ثالثا: اهتمت بالشأن الإنساني ودعت الطرفين على إرسال ممثلين لهم وادخلتهم في مفاوضات غير مباشرة تمخض عنها (اعلان جدة 1، وإعلان جدة 2) الذي حد من شراسة الحرب، وتسعى لايصال المساعدات للمدنين عبر ممرات آمنة وأن تكون هذه الهدن بمثابة أرضية ثابتة لإيقاف الحرب بشكل كلي والانخراط في مفاوضات تشمل جميع الأطراف السياسية والعسكرية ولا تستثني أحدا. رابعا: ارسال عدد من طائرات المساعدات الإغاثية والطبية إلى مطار بورتسودان من غير منن ولا أذى كما تفعل بعض الدول (داخل الدسم تجد السم). خامسا: بآليتها الدبلوماسية عملت على عدم تطبيق البند السابع الذي يفضي إلى تدخل دولي لوقف الصراع في السودان بالقوة ونعرف خطورة التدخل الخارجي. سادسا: رضا طرفي النزاع بالاحتكام إلى المملكة العربية السعودية لحل الصراع واختيار المبادرة السعودية الأمريكية من بين عدد من المبادرات التي قدمت الأمر الذي يؤكد دور المملكة الفاعل في الشأن العربي والإسلامي وحسن الجوار وعدم الأطماع والتدخل السافر في الشأن الداخلي لدول الجوار كما تفعل بعض الدول. سابعا: استنفار الشعب السعودي واشراكه بالمساهمة المالية في مساعدات السودان وتخصيص خطبة جمعه كاملة تتحدث عن وضع السودان والدعاء له. ثامنا: لافت لنظر المسؤولين في المملكة يعون خطورة انفجار الأوضاع في السودان قد تؤدي إلى انفجار القرن الإفريقي وكل الدول المطلة على ساحل البحر الأحمر الذي قد يؤثر على الملاحة البحرية. تاسعا: قامت المملكة في بداية الصراع بعدد من عمليات الاجلاء الدبلوماسيين والمواطنين العرب والمقيمين السودانيين الى جدة وتوطين المعتمرين السودانيين وكثير من تسهيل الإجراءات للمقيمين والزائرين. عاشرا: قامت المملكة بإشراك اهم قطب وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية لما لها من نفوذ في المنطقة لمنع اي دعم لطرفي النزاع في السودان الذي قد يعقد الوضع فيما بعد وتأثيرها على أطراف النزاع بالاستجابة لوقف إطلاق النار. خلاصة: نحن شعب السودان نحب المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة ودورهم هذا يرسخ ويؤكد هذا الحب ولن ينسى الشعب السوداني هذا الموقف المشرف (ودور المملكة في حل مشكلة السودان لا ينكره إلا مكابر). * جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز