ليس غريباً أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر الاستثمارات ربحية في العالم، بفضل انتعاش الإنفاق على البحث والتطوير وبراءات الاختراع، وقد نجحت شركة الرقائق الأمريكية الشهيرة "إنفيديا" في الاستفادة بذكاء من بزوغ العصر الرقمي، حتى استطاعت الانضمام إلى نادي الشركات التريليونية، مما يجسد الطفرة المقبلة في القطاع المزدهر، والذي من المتوقع أن يضيف 16 تريليون دولار إلى جعبة الاقتصاد العالمي خلال سبع سنوات فقط، وهذا المبلغ أكبر من الناتج المحلي الإجمالي للصين والهند معاً، مما يجعلنا أمام أكبر توغل استثماري في التاريخ، والأخطر، إنه القطاع الأكثر التهاماً للوظائف في سوق العمل. تأسس نادي الشركات التريليونية حديثاً، وتحديداً في عام 2018، عندما افتتحت أبوابه شركة أبل الأميركية، ومنذ ذلك الوقت، يسيطر عليه عمالقة التكنولوجيا، وضمن الكوكبة تأتي شركة أرامكو السعودية، فخر صناعة النفط في العالم، وقد تخطت القيمة السوقية للنادي عتبة ال11 تريليون دولار، لكنه مع ذلك، يظل مفتوحاً لأصحاب الطموح والعمل الدؤوب، لأن عصب النادي، وهو الذكاء الاصطناعي، أو "النفط الجديد"، لا يزال في مراحل مبكرة من التطور، ولهذا، نعتقد أن الأسواق الناشئة لديها فرصة لتحقيق طفرة تمكنها من تخطى نظيراتها الأكثر تقدماً، وعلينا ألا نفاجئ من أي تطور مذهل للنمو في الشركات الناشئة، فربما تكتسح الأسواق العطشى للتكنولوجيا في غضون عشر سنوات. من حافة الهاوية إلى أعتاب التريليون، انتفضت آخر عناقيد النادي التريليوني "إنفيديا"، والسر يكمن في رقائق الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث قفز سهم الشركة 600 مليار دولار منذ بداية العام، رغم خسارتها 300 مليار دولار في 2022، والتحدي الأكبر أمامها هو في استمرار زخم النمو والابتكار، وتعظيم الاستفادة من 65 ألف شركة يستخدمون تقنياتها المتطورة، والتي تمتد من الروبوتات إلى الألعاب، إلا أننا نرى أن تقدير الشركة لإيراداتها المتوقعة خلال الربع المقبل عند 11 مليار دولار أمر غير واقعي بالمرة، لأنها ستظل تحت الضغط أكثر من نظيراتها في مجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى أن تراجع أسهم البرمجيات الآن يؤكد أن المراهنة على إيرادات سريعة وخيالية أمر خاسر تماماً. من جهة أخرى، يشتعل الصراع حالياً حول من يصل أولاً إلى عتبة التقييم الخيالي بقيمة 3 تريليونات دولار، وتؤكد المعطيات أن شركة أبل هي الأقرب لتحقيق الإنجاز، فقد ارتفعت أسهمها 35 ٪ منذ بداية العام، محققة مكاسب مذهلة بحوالي 670 مليار دولار، حتى تجاوزت قيمتها السوقية 2.75 تريليون دولار، وهذا يعنى أن قيمة عملاق التكنولوجيا الأميركي تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لبعض الاقتصادات الكبرى، مثل إيطاليا (2.16 تريليون دولار)، وكندا (2.08 تريليون دولار)، والبرازيل (2.02 تريليون دولار)، وروسيا (2.06 تريليون دولار)، وكوريا الجنوبية (1.72 تريليون دولار)، واستراليا (1.70 تريليون دولار)، وإذا ارتفع سهم أبل 10 ٪ أخرى، فستصبح أول شركة في التاريخ تكتنز 3 تريليونات دولار.