قال سكان إن الاشتباكات هدأت في العاصمة السودانية الخرطوم أمس الثلاثاء بعد اتفاق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على تمديد وقف إطلاق النار، لكن كان بالإمكان سماع دوي إطلاق النيران في بعض المناطق. ووافق طرفا الصراع الذي اندلع في منتصف أبريل على تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا لخمسة أيام أخرى قبيل موعد انتهائه الذي كان مقررا مساء الاثنين. ويهدف الاتفاق إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين. وتوسطت المملكة والولايات المتحدة لإبرام الاتفاق وتراقبان تنفيذه. وقال البلدان إن طرفي الصراع انتهكا الاتفاق لكنهما سمحا بوصول المساعدات إلى ما يقدر بنحو مليوني شخص. وقالت هند صابر (53 عاما) وهي من سكان الخرطوم "نتمنى أن تنجح هذه الهدنة حتى تقف الحرب قليلا ونستطيع العودة لحياتنا الطبيعية. عندنا أمل في الهدنة ولا توجد لدينا خيارات أخرى". وقبل ساعات من توقيع تمديد وقف إطلاق النار، تحدث سكان عن اندلاع قتال عنيف في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري التي تشكل معا ولاية الخرطوم ولا يفصلها عن بعضها البعض سوى ضفاف النيل المتقابلة. وتسبب الصراع في نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم ومن بينهم ما يربو على 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة. وتعرضت مناطق في العاصمة لأعمال نهب كبيرة وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل. واندلع الصراع في 15 أبريل بسبب خلافات حول خطة مدعومة دوليا تحدد تفاصيل عملية انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تحت إشراف حكومة مدنية. وتولى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة وخصمه الحالي الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، الشهير أيضا باسم حميدتي، منصبي رئيس ونائب رئيس مجلس السيادة الحاكم على الترتيب. وتشكل المجلس لإدارة البلاد في أعقاب الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير بعد انتفاضة شعبية في عام 2019. ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع معا انقلابا عسكريا عام 2021 مع اقتراب موعد تسليم قيادة مجلس السيادة لشخصية مدنية لكنهما اختلفا فيما بعد حول تسلسل القيادة وإعادة هيكلة قوات الدعم السريع في إطار العملية الانتقالية التي كان يجري التخطيط لها. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) إن أكثر من 13.6 مليون طفل في السودان في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية الضرورية للحفاظ على حياتهم. ويبلغ عدد سكان السودان 49 مليون نسمة. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن 17 ألف طن متري من المواد الغذائية نُهبت منذ بدء الصراع، ويتوقع البرنامج أن ينزلق ما يصل إلى 2.5 مليون شخص في السودان إلى هاوية الجوع في الأشهر المقبلة. وقال البرنامج أمس الاثنين إنه بدأ توزيع المواد الغذائية في مناطق بالعاصمة لأول مرة منذ اندلاع القتال.