دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الاثنين إلى انتخابات تشريعية مبكرة في 23 تموز/يوليو، غداة هزيمة واضحة مُني بها الاشتراكيون في استحقاق محلي ومناطقي. ونال حزب الشعب المحافظ الذي يمثّل المعارضة الرئيسية العدد الأكبر من الأصوات في انتخابات الأحد المحلية التي اعتُبرت بمثابة اختبار يسبق الانتخابات العامة التي كانت مرتقبة نهاية العام. كما حقق حزب الشعب مكاسب على المستوى الإقليمي ليفوز بست مناطق كانت خاضعة لسيطرة الاشتراكيين بينها بلنسية (شرق) وجزر البليار. وفي خطاب متلفز، قال سانشيز إنه أبلغ الملك فيليبي السادس بقراره حل البرلمان و"الدعوة إلى انتخابات عامة" تُجرى في 23 تموز/يوليو "في ضوء نتائج انتخابات يوم أمس". وتابع "كرئيس الحكومة والحزب الاشتراكي، أتحمّل مسؤولية النتائج وأعتقد أنه من الضروري أن يتم الرد وتسليم تفويضنا الديموقراطي إلى الإرادة الشعبية". وقال إن النتائج "تستوجب توضيحا من الإسبان بشأن السياسات التي يتعين على الحكومة تطبيقها وأي القوى السياسية يتعين أن تقود هذه المرحلة". * "نزاعات" - وذكر استاذ السياسة لدى جامعة برشلونة المستقلة أوريول بارتوميوس أن سانشيز "يواجه هزيمة صعبة وبالتالي بدّل الملعب". وقال لفرانس برس إن "البديل كان ستة أشهر من النزاعات الحكومية فقرر المقامرة بكل شيء". وواجه سانشيز الذي تولى السلطة منذ العام 2018 عراقيل عدة تمثّلت بتململ الناخبين من حكومته اليسارية وارتفاع معدلات التضخم وتراجع القوة الشرائية في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وكافح لاحتواء تداعيات الأزمات المتكررة بين الاشتراكيين وشريكهم اليساري المتشدد في الائتلاف "بوديموس" الذي انهار الدعم له أيضا في انتخابات الأحد. وتأذى سانشيز نتيجة اعتماده على أصوات الأحزاب الانفصالية في كاتالونيا والباسك لتمرير التشريعات. ونال الحزب الشعبي أكثر من سبعة ملايين صوت (31,52 في المئة) من الأصوات في الانتخابات البلدية، مقارنة مع نحو 6,3 ملايين صوت للاشتراكيين (28,11 في المئة). تمثّل الأرقام ضربة كبيرة لسانشيز الذي يحكم حزبه الاشتراكي إسبانيا في إطار ائتلاف مع "بوديموس". رحّب زعيم الحزب الشعبي اليميني ألبرتو نونيس فيخو بالدعوة إلى انتخابات مبكرة قائلا "كلما تم الأمر في موعد أقرب، كان ذلك أفضل". وتابع "بدأت البلاد مسار التغيير الذي لا يمكن إيقافه". لكن لن يكون بإمكان الحزب الشعبي حكم عدة مناطق إلا بدعم حزب فوكس اليميني الذي حقق فوزا أيضا في انتخابات الأحد، وهو أمر سيشكل مصدر إزعاج رئيسي لفيخو. * "قرر المخاطرة" - ويأمل فوكس، ثالث أكبر حزب في البرلمان، أن يصبح شريكا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للحزب الشعبي، على المستوى الإقليمي ولاحقا على الصعيد الوطني. وسعى فيخو الذي يدرك أن مفتاح الفوز في الانتخابات العامة يكمن في السيطرة على الوسط، إلى جعل خط الحزب الشعبي أكثر اعتدالا والإبقاء على مسافة مع فوكس. وخلال العام الماضي، حكم الحزب الشعبي إلى جانب فوكس في منطقة قشتالة وليون الريفية حيث أُحرج مرّات عدة جراء مواقف فوكس المحافظة المتشددة حيال قضايا اجتماعية أبرزها الإجهاض. ويعتقد سانشيز أن بإمكانه استخدام المخاوف من اصطفاف الحزب الشعبي مع فوكس على الصعيد الوطني لحشد الناخبين، بحسب المحلل لدى شركة "تينيو" أنتونيو باروسو. لكن ما زال غير واضح كيف ستؤثر المفاوضات مع فوكس للدخول في الحكومات الإقليمية والمحلية على "الاتجاه للتصويت للحزب الشعبي" وإن كانت "ستؤثر بأي شكل من الأشكال على حشد أصوات الوسطيين"، بحسب باروسو. وأوضحت استاذة السياسة في جامعة كمبلوتنسي في مدريد بالوما رومان أن الانتظار حتى نهاية العام لإجراء الانتخابات كان "سيكون أسوأ بكثير" بالنسبة للاشتراكيين. وقالت لفرانس برس "قرر المخاطرة". وأجرى سانشيز جولة على مستوى البلاد في الأسابيع الأخيرة للإعلان عن إجراءات جديدة تشمل توفير مساكن بكلفة ميسورة للشباب وزيادة تمويل الرعاية الصحية وخفض أسعار تذاكر السينما إلى 2 يورو للمتقاعدين. لكن بينما كان أداء الاقتصاد الإسباني أفضل من غيره في منطقة اليورو، أظهرت العديد من الاستطلاعات أن الناخبين غير مقتنعين بإدارته للاقتصاد.