بدأت مجموعة فاغنر المسلحة الخميس بتسليم مدينة باخموت في شرق أوكرانيا الى الجيش الروسي بعدما أعلنت في نهاية الأسبوع السيطرة على المدينة المدمرة. تجري هذه العملية فيما يواجه الجيش الروسي صعوبات في محيط باخموت بعدما خسر، بحسب الأوكرانيين، 20 كيلومترا مربعا في شمال وجنوب هذه المدينة. تأتي أيضا بعد توغل مسلحين الاثنين والثلاثاء من أوكرانيا الى منطقة بيلغورود الروسية الحدودية واستغرق الأمر أكثر من 24 ساعة لموسكو لصدهم، ما يلقي الضوء أيضا على المصاعب التي تواجهها قواتها المسلحة. انسحاب فاغنر وأعلن قائد مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين الخميس في شريط فيديو وزّعه مكتبه الإعلامي "نحن في طور سحب وحداتنا من باخموت اليوم (الخميس). من الآن وحتى الأول من مايو، ستعود غالبيتها (الوحدات) الى القواعد الخلفية. سنعيد مواقعنا الى العسكريين، مع الذخيرة وكل ما يتواجد فيها". وظهر بريغوجين وهو يتحدث الى عدد من مقاتليه الذين اشتكى بعضهم من الحاجة الى إصلاح تجهيزاتهم العسكرية. وأشار الى أن بعض عناصر فاغنر قد يبقون في المدينة لمساندة القوات الروسية بحال واجهت أي صعوبات. وشكلت قوات فاغنر رأس الحربة في معركة باخموت التي بدأت قبل أشهر، وتعد الأطول منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022. وأعلنت قوات فاغنر والجيش الروسي في نهاية الأسبوع الماضي، استكمال السيطرة على المدينة التي تعرضت لدمار شبه كامل منذ بدء المعارك. وأقر بريغوجين الأربعاء بأن حوالي 10 آلاف من بين 50 ألف سجين جنّدهم من السجون الروسية، قُتلوا في أوكرانيا على خط المواجهة في معركة باخموت. وقام بريغوجين الذي أمضى سنوات في السجن خلال الحقبة السوفياتية، العام الماضي بتجنيد سجناء للقتال في صفوف مجموعته، ووعد المعتقلين بإلغاء عقوباتهم إذا نجوا من المعارك. "ترهيب أوكرانيا" من جهته، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خسارة باخموت فيما أكد جيشه أنه لا يزال يسيطر على جيب صغير في غرب المدينة مع قيامه بهجمات على الخطوط الروسية. بالتالي فإن اوكرانيا تراهن على تقدم في محيط هذه المدينة على أمل التوصل الى "تطويقها تكتيكيا". من جهته تحدث سلاح الجو الأوكراني ليلا عن هجوم روسي جديد بواسطة 36 مسيّرة من نوع شاهد الايرانية الصنع، تم إسقاطها جميعها في الجو. وقال زيلينسكي عبر تطبيق تلغرام إن موسكو "تواصل محاولة ترهيب أوكرانيا" وأطلقت 36 مسيّرة خلال الليل "الا أن أيا منها لم تصل الى هدفها"، موجّها الشكر الى الدفاعات الجوية لبلاده. وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن "العدو كان يستهدف بلا شكّ بنى تحتية أساسية ومواقع عسكرية في جنوب البلاد". من جهتها أعلنت السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، أنها أسقطت ست مسيّرات أوكرانية خلال الليل. هجمات على الأراضي الروسية في روسيا، واجهت السلطات الاثنين عملية توغل نفّذتها مجموعات تسللت من أوكرانيا عند حدود البلدين. ووقعت عملية التوغل في بلدات عدة في منطقة بلغورود، وتبنّتها مجموعات روسية مسلحة تتخذ من أوكرانيا مقرا لها، قائلة إنها تريد أن تستهدف "سلطة" الرئيس فلاديمير بوتين. وإذا كانت موسكو أعلنت أنها "سحقت" المجموعة المسلحة مستخدمة الطيران والمدفعية ما أدى الى مقتل 70 شخصا، فان المقاتلين الذين نظموا الأربعاء مؤتمرا صحافيا في اوكرانيا لم يعترفوا سوى بجريحين في صفوفهم. من جانب آخر، أعلن جهاز الأمن الفدرالي (أف أس بي) الخميس توقيف "مخربين" أوكرانيين على خلفية التخطيط لاستهداف محطات نووية روسية. وقال الجهاز في بيان نقلته وكالة الأنباء المحلية إن "مجموعة تخريب من جهاز الاستخبارات الخارجية الأوكراني... حاولت تفجير زهاء ثلاثين خط نقل كهربائي إلى محطتي لينينغراد وكالينين النوويتين" في شمال غرب البلاد في مطلع أيار/مايو. يأتي ذلك بعد سلسلة نكسات ميدانية شهدتها القوات الروسية التي اضطرت للانسحاب من ضواحي كييف ثم من خاركيف في شمال شرق اوكرانيا ومدينة خيرسون في الجنوب. من جانب آخر، استغل رئيس فاغنر المناسبة لكي ينتقد منافسته، وزارة الدفاع الروسية معتبرا انها "غير قادرة على الاطلاق على التصدي" لعمليات التوغل. وتساءل الأربعاء "أي ضمانة لدينا بأنهم لن يأتوا غدا الى موسكو". على الصعيد الدبلوماسي يجري مبعوث الصين الخاص لأوكرانيا لي هوي محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الجمعة، وفق ما أعلنت الخارجية الروسية. و أعلنت وزارة الخارجية الروسية الخميس إغلاق قنصليتها في مدينة غوتنبرغ وقنصلية السويد في مدينة سانت بطرسبورغ اعتبارا من الأول من سبتمبر، وطرد خمسة دبلوماسيين سويديين بعد طرد ستوكهولم خمسة دبلوماسيين روس في أبريل. وأوضحت الوزارة أنه "تم اتخاذ القرار بإعلان خمسة دبلوماسيين سويديين أشخاصا غير مرغوب بهم"، مشيرة الى أنها استدعت السفيرة السويدية مالينا مارد وأبلغتها بالقرار المتخذ. وأشارت الى أن الجانب الروسي قرر "في إجراء ردّ بالمثل، إعلان خمسة دبلوماسيين سويديين أشخاصا غير مرغوب بهم، بينهم ثلاثة يتبعون الملحق العسكري في سفارة السويد في موسكو". وكانت السويد أعلنت في 25 أبريل أنها ستطرد خمسة دبلوماسيين روس لممارستهم "أنشطة لا تتوافق" مع وضعهم الدبلوماسي. واعتبرت الخارجية الروسية في بيانها الخميس أن "هذه الخطوات السويدية لم تؤد سوى الى تفاقم وضع العلاقات الثنائية التي تدهورت الى مستوى غير مسبوق، خصوصا جراء حملة رهاب روسيا لا تتوقف في السويد".