أقامت جمعية الفلسفة السعودية -مؤخراً- محاضرة افتراضية على منصة «ZOOM»، جاءت تحت عنوان «صفات معلم الفلسفة»، ضمن برنامج حلقة الرياض الفلسفية، حيث ألقاها أستاذ وباحث الفلسفة محسن أشكنوني، وأدارها الدكتور عماد الزهراني. وأوضح أشكنوني أن فلسفة التربية هي أحد أهم مباحث وفروع الفلسفة كافة، ولا تقل أهميتها عن الفلسفات الأخرى كفلسفة العلوم والأخلاق، فهي فلسفة تطرح مجموعة من الأفكار الفلسفية في الميدان التربوي، فقبل تعريف فلسفة التربية لا بد من تعريف كلمة «معلم» -بحسب- ما جاء في جامعة أكسفورد، فإن المعلم هو الذي يقوم بتدريس المتعلمين داخل المدرسة والجامعة، فإذا ما أردنا تعريف فلسفة التربية، فإنها محاولة الوعي بالمحركات الأساسية للعمل التربوي سواء من داخله أو خارجه عن طريق التحليل والنقد باستخدام الأدلة والبراهين، ولا يمكن أن نغفل عن تعريف «فلسفة التربية» عند أستاذ الأصول الفلسفية للتربية في جامعة الملك سعود، الدكتور عبدالله المطيري، إذ يقول: إن فلسفة التربية هي المجال المعرفي الذي يمكننا من خلاله في تطبيق الأفكار الفلسفية على العملية التربوية. وأضاف أشكنوني: «ولعل من أبرز الفلاسفة الذين قدموا إسهامات عظيمة في مجال فلسفة التربية هو الفيلسوف الإنجليزي «جون لوك»، فالأخير ركز في فلسفته على الأطفال وابتدأ بمحاولة تطبيق المقولة الشهيرة «العقل السليم في الجسم السليم»، حيث أكد على الملبس والتغذية بالإضافة إلى التدريب، كما يتمحور عمل المربي عند لوك على رعاية اهتمامات وقدرات الطفل و تنميتها، ويمكن مُعلمي مادة الفلسفة في المرحلة الثانوية أو مُعلمي الفلسفة في الجامعات أن يسقطوا أفكار لوك في التربية على المدرسة الثانوية أو الجامعة، فعلى سبيل المثال يستطيع معلم مادة الفلسفة في المرحلة الثانوية أن ينمي قدرات المتعلمين من خلال إعداد التمارين تدرب المتعلم على كتابة الآراء الفلسفية وتحليل نصوص الفلاسفة وأيضاً تحليل الأعمال الفنية». وتابع أشكنوني: «جون لوك أكد في فلسفته للتربية على أربعة أهداف أساسية وهي: (الفضيلة – الحكمة – التربية – التعليم)، فالمبدأ الأساسي في التربية عند لوك، هو عدم النظر بمهانة واحتقار إلى ذواتنا، وعدم النظر بمهانة واحتقار إلى الآخرين». وزاد: «عندما نأتي إلى أفكار لوك في التعليم، فنجد أنه أكد على عدد من الأفكار التي يجب على كل معلم لمادة الفلسفة في المرحلة الثانوية أو المرحلة الجامعية الاطلاع عليها، حيث يرى لوك أن التعليم الممثل سيكون سلبياً، فالمتعة -سمة أساسية- في محاضرات وحصص الفلسفة، وأن يكون التعلم عن طريق الممارسة، ومن الضروري تعلم اللغات الأجنبية، فإذا أردنا تطبيق هذه الأفكار على المرحلة الثانوية أو الجامعية، لا بد أن تكون المحاضرة ذات طابع ممتع، ولا يمكن أن يحدث ذلك دون التوزيع الصحيح للمتعلمين داخل الصف الدراسي أو القاعة الدراسية عند جلوس المتعلمين على شكل «قاطرات» أو ما يسمى أحادي الشكل لن يكون فعالاً في المناقشة والحوار داخل القاعة، بل يجد لوك أن هناك طريقة أفضل، وهي أسلوب «التعلم التعاوني»، إذ يعد من الأنواع اللامركزية في التعليم، فهذه الطريقة تساهم على ربط أفكار المتعلمين ببعض، وتفعيل دور المناقشة والحوار داخل القاعة، عن طريق التوزيع الصحيح للمتعلمين، عندها يستطيع معلم الفلسفة أن يدخل بعض الأنشطة الألعاب التربوية والتمارين التي تساعد على تطوير وتنمية المهارات الفلسفية لدى المتعلمين، هذه المهارات قد تشمل قراءة نصوص فلسفية بلغة إنجليزية أو فرنسية أو أي لغة أجنبية». وختم أشكنوني: «إذا كان تعليم الفلسفة هو تعزيز الإحساس بالتساؤل، وهذه التساؤلات تدور حول أفكار تهم كل شخص، فتعليم الفلسفة ينصب على ممارسة التفكير السديد حول قضايا يومية يمر بها كل شخص، إذًا فلسفة «جون لوك» هي منارة لكل معلم فلسفة، كي تكون مرجعًا له في تنمية وصقل مهارات المتعلمين ومهارات المعلم عينه». محسن أشكنوني