لا شك أن المخدرات لها ضرر بالغ على المجتمع والأمة، وآثارها معروفة؛ أو بألاصح مشاهدة على أرض الواقع، وأكتوى بنارها الكثير من الأسر والأفراد الذين ابتلوا بها، وتحول بسببها بعض الأشخاص من أناس أسوياء إلى عالة على أسرهم، وعلى المجتمع. وكان لا بد من حملة قوية تعيد الأمور إلى نصابها، وتزيل هذا الشبح المروع من المشهد العام للمجتمع؛ فكانت هذه الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات التي رافقها حملات توعوية وإرشادية وصلت حتى إلى منابر المساجد، حيث خصصت إحدى خطب الجمعة لهذا الموضوع وتناول خطباء الجمعة مخاطر المخدرات وأهمية التعاون مع الدولة ومحاربة المخدرات والإبلاغ من كل من له علاقة بها. لا شك أن الدولة -أيدها الله- قد بذلت جهودًا كبيرة، وطويلة في محاربة هذا الداء، وسنّت الكثير من التشريعات والأنظمة، ولكن أتوقع أن الوضع هذه المرة مختلف تماما عما سبق لوجود عدو الفساد الأول مشرفاً على هذه الحملة والمجتمع يعلق آمالًا كبيرة على نجاح هذه الحملة، ويستبشرون خيراً بوجود الأمير محمد بن سلمان مشرفًا عليها؛ وأن ذلك سيحقق بإذن الله الأهداف المرجوة وسيكون مجتمعنا ووطنا في أمان من شر المخدرات، ومن خلفها سواء من المروجين، أو المنظمات، أو حتى الدول. نسأل الله لسموه النصر والتمكين والتوفيق وأن يكون سوراً قويًا لوطنه ومجتمعه وعزًا للإسلام والمسلمين. ودورنا نحن كأفراد ومجتمع كبير في أن نضع أيدينا في يد الدولة وأن نقوم بالدور المطلوب منا في طاعة ولي الأمر ومحاربة هذا الوباء المدمر ونحمي مجتمعنا ونحن أول المستفيدين من نتائج هذه الحملة. حفظ الله مجتمعنا وولاة أمرنا ووطنا من كل سوء ومكروه وهو الهادي إلى سواء السبيل.