هناك خمس مناطق زرقاء حول العالم، في: اليابان وإيطاليا واليونان وكوستاريكا والولايات المتحدة، ومن يعيشون في هذه الأماكن يعمرون لفترة أطول، وتظهر عليهم علامات الشيخوخة بصورة أبطأ من الآخرين، وما يفعلونه يظهر دور البيئة ونمط الحياة الإيجابي، وتأثيره على العمليات الحيوية للأجساد البشرية.. رؤية المملكة تستهدف رفع متوسط أعمار السعوديين، وذلك من 74 عاماً في 2016 إلى 80 عاماً في 2030، وسيتم السابق عن طريق التركيز على المخاطر والأمراض المؤثرة في معدلات العمر وجودة الحياة، كالسمنة والسكري والتدخين وأمراض القلب والحوادث المرورية، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يترأس مجلس إدارة مؤسسة اسمها (هيفولوشن) والأخيرة تعمل على دراسة ودعم أبحاث الشيخوخة على مستوى العالم، لأنها مرتبطة بصحة الناس ومعاناتهم مع المرض وتكاليف علاجهم، ولعل الثابت أن كبار السن تجتمع عليهم الأمراض في آخر عشرة أعوام من حياتهم، ويحاول أهل الاختصاص خفض المدة بنسبة 90 %، واختصارها في آخر عام يعيشونه، وبما يحقق لهم الاستمتاع بشيخوخة صحية طويلة من الناحية البيولوجية، وغوغل لديها مشروع مشابه لإطالة الحياة اسمه (كاليكو) وبدأ في 2013، وتستثمر أمازون في فكرة قريبة بالتعاون مع شركة (التوس لابس). العمر البيولوجي قد يكون أكبر أو أصغر من العمر الفعلي، وقد أجريت تجربة على توءم متطابق في أميركا، واتضح أن أحدهما يكبر الآخر بيولوجياً بثلاثة أعوام، رغم أنهما ولدا في الوقت ذاته، ويتأثر عمر الشخص البيولوجي بنظامه الغذائي، وبممارسة الرياضة والصوم المتقطع والنوم الجيد، وأسلوب الحياة الصحي تظهر نتائجه بعد سن الأربعين عند معظم الناس، وقد أكدت الدراسات أن حميات الصيام الطويلة، تساعد في إضافة خمسة أعوام إلى متوسط العمر الافتراضي، وأنها تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50 %، ومن خطر السرطان بنسبة 30 %، ومن مرض السكري بنسبة 75 %. توجد كذلك مساعدات طبية، كاختبار (تريم) الذي يعكس شيخوخة جهاز المناعة، وأدوية (ربمايسين) و(متيوفورمين) لإطالة العمر، وتقنيات (كريسبر) التي تعمل على تعديل الجينات أو الشفرة الوراثية، ومعها محاولات معملية تقوم على تحييد الجينات أو الخلايا الهرمة أو (الزومبية) المسؤولة عن أكسدة جسم الإنسان وإصابته بالشيخوخة، ومن ثم تحييدها باستخدم أدوية تغير في الأحماض الأمينية لإيقاف عملية الأكسدة، واستناداً لإحصاءات الأممالمتحدة، البعيدة عن هذه الحسابات، فإن المشتركين التلقائيين في عضوية نادي المئة أو المعمرين، وبحسب أرقام 2022، كانوا في حدود مليون معمر، وستصل أعدادهم في عام 2100 إلى 25 مليون، ما يعني أنهم سيشكلون رقماً مهماً في تركيبة العالم السكانية. علامات الشيخوخة تظهر في سن مبكرة على الجينوم البشري، وتحديداً خلال فترة العشرينات من عمر الإنسان، ولكنها لا تنشط إلا إذا دخل الشخص في الأربعينات والخمسينات، وتؤكد الأبحاث أن نحو 30 % من الناس تتحكم الجينات في تحديد أعمارهم، والبقية يدفعون ثمن خياراتهم اليومية على المستوى الشخصي، ومن الشواهد، الدراسات التي أجريت على الأشخاص المئويين، فقد لاحظت أن نسبة التدخين بينهم أعلى من غيرهم، وأنهم في الغالب لا يلتزمون بالرياضة، ويمارسون الأشياء الخطأ بدرجة أكبر، وما سبق يشير إلى الدور الجيني شبه الحاسم في إطالة العمر، وكل كائن حي له تاريخ صلاحية، فالحوت يعمر لقرابة 211 عاماً، والسلاحف تعيش 200 عام في معظم الأحيان، والإنسان ما زال متوقفاً عند 122 عاماً، وهذا الرقم مسجل باسم الفرنسية جان كليمان، أكبر معمرة في التاريخ الحديث، والغزلان لا تتجاوز أعمارها 18 عاماً، والطائر المعروف مالك الحزين 44 عاماً، وبالتالي فالموت جزء من الحياة، وهو ضروري لضمان توازنها وكفاية مواردها للأحياء. متوسط أعمار الناس ارتفع كثيراً في هذه الأيام، ووصل إلى السبعين عاماً، وهو رقم كبير، بالمقارنة مع روما القديمة، التي كانت أعمار ساكنيها لا تزيد على 25 عاماً في المتوسط، وفي القرون الوسطى لم تكن الأعمار تتجاوز 35 في المتوسط، وفي 1972 كان متوسط أعمار السعوديين لا يتجاوز 52 عاماً، وعند العربي القديم كان سن الثمانين يشكل حالة استثنائية غير مرغوبة، وشهاداتهم عليها موجودة في أشعارهم، وتكلم ستيف إيمانويل في (ذا أتلانتيك) عن رغبته في الموت الطبيعي وهو في الخامسة والسبعين، لكن ولأن الأحوال المعيشية أصبحت أفضل وأكثر إمتاعاً وبهجة، رغم منغصاتها في الجوار العربي وفي المناكفات الغربية، تحول الناس إلى الرغبة في إطالة أعمارهم لثلاثمائة عام، ومع استحالتها من الناحية الطبية، فالإنسان لا يمكنه العيش نظرياً لأكثر من 150 عاماً، إلا أنها أمنية مشروعة. هناك خمس مناطق زرقاء حول العالم، في: اليابان وإيطاليا واليونان وكوستاريكا والولايات المتحدة، ومن يعيشون في هذه الأماكن يعمرون لفترة أطول، وتظهر عليهم علامات الشيخوخة بصورة أبطأ من الآخرين، وما يفعلونه يظهر دور البيئة ونمط الحياة الإيجابي، وتأثيره على العمليات الحيوية للأجساد البشرية، وربما فكرت وزارتا الصحة والموارد البشرية، ومعهما الخيرون من مسؤولي الأربطة الخاصة باحتضان كبار السن، في دراسة الظاهرة ومحاولة تطوير بيئة مماثلة، وإضافة منطقة زرقاء سادسة لكبار السن وأسرهم في المملكة.