لا شيء يعادل شعور الفخر والاعتزاز بمنجزاتنا السعودية في شتى المجالات، ويمتد هذا الشغف الوطني الذي نرفل في خضمه ونحن تواقون أكثر لسرد تفاصيل المسيرة وروعتها وعمق التجربة ومكتسباتها وتستمر الدهشة عند استعراض إنجازاتنا الرياضية النوعية المتوالية والتي رافقها الاستضافة والتنظيم للعديد من التظاهرات الرياضية العالمية، ومنها سباقات الفورميلا ونهائيات أبطال السوبر الإيطالي والإسباني لكرة القدم وغيرها والتي ترسخ أثر وقيمة وأهمية حضورنا الراقي على خارطة الرياضة العالمية، وبالتالي المساهمة في تعزيز مكانة المملكة رياضيا في المحافل الدولية. وامتدادا لأهمية الرياضة ومكتسباتها أطل علينا الأمير عبدالله بن مساعد من شرفة المجد بطموحه الفاخر المحاط بالروية ينشد الإنجاز ويعمل على تكريس مفهوم القيمة والأثر والاحترافية في تقديم الدروس المستفادة في الاستثمار الرياضي على الصعيدين المحلي والعالمي، كل ذلك لم يأت عبثا بل من تجارب عمل وخبرات من رئيس سابق لنادي الهلال وصيف بطل أندية العالم إلى تعظيم أكبر بتسنم زمام رئاسة الهيئه العامة للرياضة بالمملكة ضمن مؤشر يعكس نضج التجربة وسمو الطموح الممزوج بالبراعة الإدارية التي اكتمل عقدها بقراءة واقع الصناعة الرياضية المحلية والعالمية وتهيئة أدوات التمكن والعبقرية الاستثمارية المتوجة بالنظرة المستقبلية المتعمقة المواكبة لرؤية المملكة 2030، والتي تعزز من القيمة المضافة للرياضة كقوة ناعمة عالميا مع الإيمان بمستهدفات ومكتسبات الرياضة ضمن محيط متلاطم الأمواج ينتظر مبادرا فذا لديه من القدرات والحلول العملية والشجاعة ما يمكنه من المضي قدما نحو سبر أغوار هذه العالم، محاطا برعاية الله وكلمة يرددها دوما (الحمد لله وفي هذه الأثناء انبرى لتحدي الاستثمار في الرياضية العالمية ورمى بكل ما سيواجهه من إخفاقات وتحديات وصعاب متوقعة عرض البحر، عندها وجه دفة رغبته نحو محيط حافل بالخيرات مع إصرار لخوض تجربة الاستثمار الرياضي في نادي شيفيلد في العام 2013م مصطحبا معه بعد توفيق الله منتجا سعوديا رياضيا إداريا رياديا بعد أن أعد قائمة افكاره الاستثمارية الرياضية ليبدأ رحلة العمل الجاد على تنفيذ متطلباتها المرحلية بصمت وإنكار للذات مشاركا معه فرق العمل بالنادي، وأثمر ذلك في انتشال نادي شيفيلد يونايتد بالصعود بعد ثلاثة مواسم من البقاء في دوري الدرجة الثانية إلى دوري الدرجة الأولى وبالتالي رفع قيمته النادي السوقية. وفي عام 2019 صعد الفريق لدوري البريمرليغ، وعاد لدوري الدرجة الأولى لمدة موسمين وفي هذا الموسم أثبت البليدز الأحمر جدارته بالعودة مجددا لدوري البريميلينغ، كما تمكن شيفيلد أيضا هذا الموسم من المنافسة والتأهل إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وغادر المسابقة بعد خسارته أمام مانشستر ستي. المتابع لما تحقق لنادي شيفيلد يونايتد يؤكد أن ما يحدث يعد بمثابة نقلة نوعية اقترنت بفلسفة إدارية وقدرات فنية نتاجها عودة الريدز الإنجليزي لأقوى دوري في العالم وما كان صعب المنال تحقق، وماكان حلما أصبح حديث الشارع الرياضي، عبر فريق مثير للدهشة خلال ما قدمه من مستويات فنية عالية تعكس تكاتف الجميع في الجهاز الإداري والفني بقيادة مدربه بول هيكنبوتوم وإصرار لاعبي الفريق على تقديم كل ما لديهم من أداء عالٍ وندية وروح لمواجهة الخصوم محاطين بولاء جماهير النادي التي احتشدت وهتفت مرارا من أجلهم. مكتسبات صعود نادي شيفيلد يونايتد للبريمرليغ للموسم القادم لا حصر لها يأتي من ضمنها مخصص البقاء لموسم آخر في البريمرليغ، وكذلك زيادة القيمة السوقية للنادي وارتفاع نسبة الحضور الجماهيري إضافة إلى عوائد النقل التلفزيوني للمباريات، ومبيعات التذاكر والمتجر والرعايات، وارتفاع القيمة السوقية للاعبي الفريق. نادي شيفيلد يونايتد نشر عبر حسابه على تويتر فيديو احتفال مالك النادي الأمير عبدالله بن مساعد وجماهير الفريق بالصعود وذلك عرفانا وتقديرا بدوره الفاعل في عودة البليدز مجددا للبريملينغ، وجاء رد الأمير عبدالله بن مساعد على حسابه "الحمدلله رب العالمين". يذكر أن نادي شيفيلد يونايتد ظهر في هذا الموسم بشكل مختلف أمام منافسيه وكان ندا قويا ليتوج مشواره في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيونشيب) والصعود رسميا لدوري البريميرليغ الإنجليزي وخطف بطاقة المركز الثاني وصيفا لنظيره المتصدر بيرنلي. ختاما.. الأمير عبدالله بن مساعد بيت خبرة عالمي من الفكرة إلى التنفيذ ومنتج سعودي فاخر وفريد في الاستثمار والتسويق الرياضي وجدير برياضتنا أن تستلهم من تجربته العبر والدروس وتستفيد. *دكتوراه في الإدارة الرياضية. د . فهد الجهني*