يعد الاستثمار الرياضي من أنجح أنواع الاستثمارات التي أثبتت جدواها على أرض الواقع من خلال التجارب الناجحة العديدة المشهورة حول العالم، إضافة إلى كون هذا النوع من الاستثمار لا يقتصر فقط على البعد الاقتصادي، بل له عدت أوجه وأبعاد أخرى من أهمها الترويج والقوة الناعمة التي يكتسبها المستثمر ويستطيع من خلالها أن يسخر تلك القوة لمخاطبة شريحة أكبر من الناس وفئات مختلفة من العالم، وبذلك يكون تعدد الاستثمارات في المجال الرياضي ليس فقط بهدف الربح وتحقيق العوائد الاقتصادية وحسب، بل كذلك لخلق منبر وأداة فعالة لمخاطبة العالم. ولم تغب كل هذه المحاسن للاستثمار الرياضي عن عيون المستثمرين السعوديين الذين توجهوا بشكل مباشر إلى الاستثمار في الأندية الأوروبية سواءً عبر الصندوق السيادي السعودي أو الأموال الشخصية الخاصة، وكانت أول المحاولات الجادة لدخول الاستثمار السعودي في الدوريات الأوروبية مسجله باسم لأمير عبدالله بن مساعد الذي استطاع أن يحصل على ما نسبته 50 % من أسهم نادي شيفيلد يونايتد عام 2013، وكانت أبرز مساعي الأمير آنذاك هو الاستحواذ على الفريق وإعادته إلى الدوري الممتاز الذي شهد غياب الفريق منذ موسم 2006 – 07 حيث كان الفريق يلعب في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي في الوقت الذي شهد مناصفة الأمير عبدالله لكيفن مكابي في حصة تملك الفريق الإنجليزي، وفي موسم 2019 تمكن الأمير من الإيفاء بوعده وتحقيق مرادة بعد أن تأهل شيفيلد بشكل رسمي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز وقبل ذلك شهد موسم 2017 صعود الفريق لدوري الدرجة الأولى، وتزامنًا مع خبر عودة شيفيلد للممتاز أعلن الأمير عن استحواذه بشكل كامل على الفريق الإنجليزي ليكون بذلك شيفيلد أول الاستثمارات السعودية الناجحة في أوروبا، ولم يكتفِ الأمير بالاستثمار فقط بنادي شيفيلد في أوروبا بل نجح كذلك بالاستثمار في نادي بيرشكوت البلجيكي عن طريق مجموعة يونايتد ورلد المملوكة لابن مساعد والتي أسسها في عام 2018 لتكون من أشهر شركات الاستثمار في المجال الرياضي، ونجح بعد تأسيس هذه الشركة التي تتخذ من سويسرا مقرًا لها من تملك نادي شاتورو الفرنسي المتواجد حاليًا في دوري الدرجة الثالثة الفرنسي، إضافة إلى عدد من الاستثمارات الأخرى خارج نطاق القارة العجوز كنادي كيرالا يونايتد الهندي، والهلال يونايتد الإماراتي. الميريا ويعد معالي المستشار تركي آل الشيخ ثاني المستثمرين السعوديين في أوروبا وذلك بعد أن نجح في شراء نادي ألميريا في اليوم الثاني من شهر أغسطس من سنة 2019 والذي كان يلعب وقتها الفريق في الدوري الإسباني للدرجة الثانية في صفقة بلغت قيمتها 27 مليون يورو شاملة تسديد ديون النادي لدى الاتحاد الإسباني، ونجحت التجربة السعودية في الدوري الإسباني بشكل مبهر حيث استطاع معالي المستشار أن يصعد بالفريق من دوري الدرجة الثانية إلى الدوري الإسباني الممتاز "الليجا" خلال 3 سنوات فقط وشهدت هذه السنوات تعيين 4 مدربين آخرهم الإسباني جوان فرانسيسك المعروف باسم روبي والذي صعد على يده الفريق لدوري الليجا. نيوكاسل وآخر الاستثمارات السعودية في القارة العجوز كانت من نصيب صندوق الاستثمارات العامة السعودي والذي نجح في الاستحواذ بشكل كامل على نادي نيوكاسل الإنجليزي في يوم 7 أكتوبر من العام 2021 وذلك بعد أن أكملت مجموعة استثمارية يقودها صندوق الاستثمارات العامة، وتضم أيضاً شركة "PCP Capital Partners" و"RB Sports & Media"، عملية الاستحواذ بنسبة 100 % على النادي الإنجليزي، وقدرت قيمة صفقة الاستحواذ بما يقارب 305 ملايين جنية إسترليني، وتبلغ القيمة السوقية الحالية للنادي قرابة 357.80 مليون يورو وكانت تبلغ القيمة السوقية للنادي قبل استحواذ الصندوق السيادي السعودي عليه 245.40 مليون يورو، وأخذت هذه الصفقة أصداءً عالمية خصوصًا بعد أن أصبح الماكبايس أغنى ناد في العالم بمجرد إعلان الاستحواذ الكامل لصندوق الاستثمارات السعودي، حيث خطف صدارة قائمة أغنى الفرق الإنجليزية من نادي مانشستر سيتي المملوك لدولة الإمارات العربية المتحدة بفارق قدر بنحو 20 ضعفا، ويلعب حاليًا الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز محتلًا المرتبة 13 في سلم الترتيب. تجارب ناجحة وبالمجمل تعد أبرز التجارب الاستثمارية السعودية في الأندية الأوروبية ناجحة على الصعيدين الرياضي والاقتصادي إضافة إلى إثبات فعاليتها من ناحية القوة الناعمة والتي تجلت بوضوح بصور الفرح التي أظهرتها جماهير نيوكاسل برفع علم المملكة العربية السعودية وارتداء الزي العربي في مجمل المباريات التي لعبها الفريق، إضافة إلى إقامة عدد من المعسكرات التدريبية للفريق في المملكة كنوع من أنواع الجذب السياحي وزيادة معرفة الجماهير الإنجليزية بالمملكة العربية السعودية. تركي آل الشيخ في مدرجات الميريا وصول بعثة نيوكاسل إلى المملكة صندوق الاستثمارات يستحوذ على نيوكاسل