من الطبيعي جدًا أن يكون لكل نادٍ هدف معيّن ومحدد يسعى لتحقيقه ويخطط له بشكل جيد قبل انطلاقة الموسم، نادي النصر صاحب الجماهيرية العريضة والتاريخ الكبير من الأندية التي تُبهرك إدارته بعد كل نهاية كل موسم بالعمل للموسم الذي بعده خاصة في الخمسة مواسم الأخيرة من حركة دؤوبة ومن تعاقدات بالكم والكيف سواء كان ذلك على مستوى اللاعبين المحليين الذين لا وجود لمنافس للنصر من خلالهم على الصعيد المحلي، أو الاستقطابات الأجنبية التي تحدثت عنها معظم الصحف العالمية كقيمة مالية وفنية، أو على الصعيد المدربين الذين تفننت إدارة النصر خلال تلك المفترة من استقطابهم أو التفاوض معهم. هذه التحركات المبهرة من تجهيز للفريق من صفقات محلية وأجنبية هي من يرفع طموح أنصار وعشاق الفريق في بداية كل موسم بأن حصاد الفريق سيكون ذهبيًا ومختلفًا عن سابقيه ليطلق أولئك العشاق تحدياتهم وقبل ذلك أمانيهم ليشاهدوا فريقهم من منصة تتويج لأخرى محلية وخارجية كما تفعل تلك الفرق المنافسة والمتمرسة والراسخة في تحقيق الألقاب المحلية والخارجية إلا أن هذه الآمال والطموحات سرعان ما تتبدد سريعًا بمجرد مضي نصف الموسم في مشهد أصبح معتادًا لهؤلاء العشاق! فهذا الموسم تهيأت للنصر كفريق وكإدارة وشرفيين كل فرص النجاح من صفقات محلية وأجنبية من العيار الثقيل والتي لم يسبق لأي فريق محلي أو قاري أو عربي أن قام بها بعد استقطاب الفريق لنجم الكرة البرتغالية(Cristiano Ronaldo) وقبل ذلك استقطابه للمدرب العالمي الفرنسي(Rudi García) مع إيقاف الثنائي المحلي الأكثر تحقيقًا للألقاب المحلية والخارجية فريقي الهلال والاتحاد إلا أن الواقع وعلى أرضية الملعب كشف للمشجع النصراوي البسيط أن فريقه بإداراته المتعددة لا يعرف»كيف تؤكل الكتف» ولم يستغل كل هذه الفرص من موارد مالية وإيقاف للمنافسين ليقترب من توديع موسمه برقم «صفري»جديد يضاف للأرقام الصفرية السابقة! فالهلال الموقوف لفترتين استطاع أن يحقق وصافة كأس العالم للأندية، أما الاتحاد الموقوف لفترة واحدة خطف كأس السوبر بعد أن تجاوز النصر وبالثلاثة وفي طريقه للتتويج ببطولة الدوري بعد أن تغلب أيضًا على النصر دوريًا في مشهد صعب الحدوث على مستوى تاريخ كرة القدم على مستوى العالم «فرق موقوفة عن التسجيل والاستقطابات وتحقق الألقاب وسط فرجة من فرق المال والدعم والإعلام»! هذا التفريط الكبير في مثل هذه الفرص وخسران العديد من البطولات ما يدعوني وغيري للبحث عن أسباب ذلك، فالنادي بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص تجد دعمًا ماليًا وإعلاميًا وجماهيريًا غير مسبوق إلا أن هناك أسبابا لا يمكن تجاهلها أدت لمثل هذه الخسائر للبطولات والمواجهات المهمة والتي يحضر بالتأكيد في مقدمتها ضعف الخبرات الإدارية الموجودة بالنادي رغم اجتهادات الكثير من الأسماء الموجودة، والقرارات الإدارية الفردية غير المدروسة كما حدث في إلغاء عقد مدرب الفريق الفرنسي (Rudi García) دون بديل وفي وقت حصاد وبعد أن صنع فريقا منافسا على صدارة الدوري! كذلك عدم التهيئة الجيدة للنجوم المستقطبة سواء كان ذلك على مستوى الأسماء المحلية أو الأجنبية مما ساهم في خفوت نجومية الكثير منهم بمجرد انضمامهم للنصر هذا غير التعاطي الإعلامي من قبل بعض المحسوبين على النادي سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد كما حدث خلال هذا العام وما قبله من صراع وتحديات مع فرق أخرى تضرر الفريق منها بشكل مباشر! ما يحتاجه النصر اليوم هي تلك الكوادر الإدارية المؤهلة لقيادته خلال المرحلة القادمة بشكل جيد ولتستثمر كل هذه الإمكانيات الكبيرة التي تحيط به، وهذا ليس صعبًا ولا مستحيلاً بشرط الابتعاد عن المجاملات والمحسوبيات والعواطف وإلا سيظل هذا الكيان يراوح مكانه كل موسم دون نجاح يذكر. فاصلة: من سمح بالأمس للنجم البرازيلي الموهوب والمميز(Anderson Souza Conceição) بالخروج عبر البرامج الصفراء للحديث عن زملائه والأندية المنافسة يتحمل ما يحدث له اليوم من تشتت وتوهان ولا مبالاة بعد أن كان نجمًا فوق المعتاد بموهبته واصراره، بل يؤكد بما لايدع للشك أن مشكلة النصر إدارية وليست فنية.