برر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو بلاده لأوكرانيا، في الوقت الذي كان يلقي فيه كلمة أمام جنود تجمعوا في الساحة الحمراء بموسكو، لحضور العرض العسكري التقليدي بمناسبة الذكرى 78 لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية. وقال بوتين أمام الحاضرين في المناسبة، التي صاحبتها احتياطات أمنية مكثفة: "تقف الحضارة مجدداً اليوم عند نقطة تحول فاصلة". وأضاف: "اندلعت حرب حقيقية ضد وطننا.. ولكننا تصدينا للارهاب الدولي، وسنحمي سكان دونباس وسنضمن أمننا"، وذلك في إشارة إلى القتال الدائر في أوكرانيا منذ أكثر من عام. كما كرر بوتين ادعائه بأن أوكرانيا أصبحت "رهينة" للدول الغربية التي تسعى إلى تدمير روسيا. وقال "هدفهم تفكيك وتدمير بلدنا". وشنت روسيا غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، ولطالما بررت ذلك أن الغرب يهدد روسيا. ولقد أصرت موسكو حتى وقت قريب على وصف الغزو بأنه "عملية عسكرية خاصة" فقط. من جانبها، انتقدت الحكومة الأوكرانية الاحتفالات المقامة في موسكو، ووصفتها بأنها "عرض للقتلة". وذكرت الأرقام الرسمية أنه تم حشد نحو ثمانية آلاف جندي في الميدان الأحمر، من بينهم على ما يبدو رجال قاتلوا مؤخرا في أوكرانيا., وانتهى العرض العسكري التقليدي في الميدان الأحمر بدون استعراض جوي، على الرغم من أن السماء كانت صافية فوق موسكو، وفقا لما أظهره البث المباشر على التلفزيون الروسي. وتم بشكل أساسي استعراض المركبات المدرعة ذات العجلات، ولكن غابت دبابات القتال الرئيسية، بصرف النظر عن الدبابة تي-34 التاريخية. ولم يصدر بيان رسمي بشأن عدم مشاركة دبابات وطائرات قتالية والتي عادة ما يتضمنها الاستعراض. وعرضت موسكو خلال السنوات الأخيرة وبشكل أساسي أحدث دباباتها من طراز أرماتا (تي-14). وذكرت وسائل الإعلام الروسية في أبريل الماضي أن أرماتا، ستستخدم لأول مرة في حرب روسيا على أوكرانيا. وعلى الرغم من التوقعات بعدم حضور قادة أجانب في البداية، إلا أنه قد حضر المراسم قادة جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة: بيلاروس وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وأرمينيا. وانتقدت وزارة الخارجية الأوكرانية ربشدة قادة الدول الذين حضروا العرض العسكري الروسي في موسكو، مشيرة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أصدرت مذكرة توقيف دولية ضد الرئيس الروسي، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وقالت الوزارة في بيان صدر أمس "نعتبر المشاركة في المناسبة العامة هي خطوة غير أخلاقية، وغير ودية تجاه أوكرانيا، وتعبيرا عن ازدراء الشعب الأوكراني". وقبل الحدث، كانت هناك تكهنات بأنه من الممكن إلغاء العرض العسكري، في أعقاب هجوم المسيرتين على الكرملين. وفي الأسبوع الماضي، دخلت مسيرتان مناطق الكرملين، لكن الدفاعات الجوية أسقطت المسيرتين فوق قبة قصر مجلس الشيوخ. وتلقي موسكو باللائمة على كييف، في محاولة الهجوم على بوتين، بينما تقول أوكرانيا إن الحادث برمته من تدبير روسيا. مقتل صحفي فرنسي أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ب"شجاعة" صحافي وكالة فرانس برس أرمان سولدين، الذي قُتل أمس في هجوم صاروخي في شرق أوكرانيا، مؤكدا أنه يشاطر "أقرباءه ورفاقه الألم". وجاء في تغريدة أطلقها ماكرون "صحافي وكالة فرانس برس، وأحد مواطنينا أرمان سولدين قُتل في أوكرانيا. بشجاعة ومنذ الساعات الأولى للنزاع كان عند الجبهة لتوثيق الحقائق". من جهتها شدّدت رئيسة الوزراء الفرنسية إيزابيل بورن، على أن موت سولدين "المأسوي" خلال "تغطيته الحرب في أوكرانيا يذكّرنا بشجاعة كل الصحافيين، الذين تعهّدوا توفير التغطية الإعلامية لنا مخاطرين بحياتهم". وقع القصف قرابة الساعة 16,30 قرب بلدة تشاسيف يار، غير البعيدة من باخموت، والتي تستهدفها القوات الروسية يوميا. وتعرض افراد فريق فرانس برس لنيران صواريخ غراد، أثناء وجودهم مع مجموعة من العسكريين الأوكرانيين. قُتل سولدين البالغ 32 عامًا، والذي يحمل الجنسية الفرنسية والمتحدّر من أصول بوسنية، عندما سقط صاروخ قرب المكان الذي كان يحتمي فيه. صحافي وكالة فرانس برس أرمان سولدين