"من عرفت نفسي وأنا أرسم" هي مقولة للشاعر والفنان صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وفي المعرض المقام داخل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) فالحكايات المثرية تؤكد حقيقة مقولة سموه، بما ينسجم مع زوايا متعددة تنبض بها لوحاته التي تستوقف الزوّار، إذ شكّلت أيقونات تُسبغ البهجة وتثير الفضول، فهناك لوحات تبوح بأسرار التراث والصحراء وأخريات يتكئن على الطبيعة وأسرارها بتقاطعات فنّية ورؤية تعبيرية. التعاظم الفني داخل المعرض لا يقتصر على جوانب المعرفة الثقافية فقط، بل يتضمن أيضًا متغيرات العالم المتجدد التي ألقت بظلالها على الأعمال الفنّية المتواجدة، كما يحوي المعرض أعمالًا ترتكز على نبض الطبيعة وقوالب الفكر العميق، إذ يتخطى الزائر تلك الأفكار بمحاولة لاستكشاف مفاهيم تعبيرية تدور حولها لوحات "البدر" الممتدة إلى جذور التاريخ والتراث، مما يعكس حالة وجدانية تستوقفه ليعود إلى بوابة الثقافة والفن من منظور العراقة والأصالة. وفي العودة إلى أروقة المعرض داخل مركز "إثراء" يبدو أن التسلسل الفنّي للوحات العريقة أشبه بحكايات مزدحمة مزجت بين الإرث والمستقبل، بما يسبغ عمقًا فنيًا يحاكي التاريخ ويُلهم رواد الفنّ التشكيلي، فهناك لوحات تروي قصة التراث وأخرى تجوب في ربوع "الصحراء"، فيما تبوح أخريات بكيفية شموخ "الصقر" وكيفية الصعود إلى الأعلى وذلك في لوحة حملت عنوان "سُلّم". الجدير بالذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية دشن معرض "البدر" للشاعر والفنان صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، والذي صاحب حفل "البدر في إثراء" وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) حيث صحب المدعوين إلى 25 لوحة فنية مزجت بين الحداثة والمعاصرة، إذ جمع المعرض الذي يقام لأول مرة في السعودية حتمية التعبير لكل لوحة لكي يكتسي بألوان ومدارس تشكيلية عدة. ويتضمن المعرض الذي يستمر إلى نهاية شهر مايو الحالي، لوحات للفنان الشاعر "البدر" منذ الثمانينات وحتى يومنا هذا.