قال الرئيس التنفيذي لشركة سابك م. عبد الرحمن بن صالح الفقيه: إن الطاقات الإنتاجية الجديدة الزخمة للمصانع البتروكيميائية ولاسيما في آسيا، وبالأخص في الصين في الربع الأول من عام 2023 شكلت مزيداً من الضغط على الأسعار العالمية، في ظل وجود انخفاض محدود للتكاليف المتغيرة، وعلى الرغم من ذلك نجحت عملاقة الصناعات الكيميائية في العالم، شركة سابك بزيادة إيراداتها في هذا الربع لتصل ل 39.69 مليار ريال، ( 10.58 مليارات دولار)، بينما حققت صافي دخل بلغ 660 مليون ريال (180 مليون دولار) بزيادة قدرها 124 ٪ مقارنة بالربع السابق. ولكن، وكما توقعت "الرياض" بتراجع أداء قطاع البتروكيميائيات في العالم للربع الحالي مقارنة بالربع المماثل 2022، لعوامل شتى من بينها ارتفاع التكاليف والخدمات اللوجستية وانخفاض الأسعار وتراجع الطلب وزخم العرض، وجدنا كأمر طبيعي تراجع هائل لصافي أرباح شركة سابك بنسبة 89.8 % في الربع الأول من 2023، إلى نحو 660 مليون ريال، بعد الزكاة والضريبة، مقارنة بصافي ربح نحو 6.47 مليارات ريال في الربع الأول من 2022. وفي نفس المنحى من التراجع العام العالمي للصناعة الكيميائية، تراجع أداء 3 شركات تابعة لسابك ومدرجة بالسوق السعودي للربع الأول 2023 حيث سجلت شركة سابك للمغذيات الزراعية انخفاض أرباحها بنسبته 61 %، فيما سجلت شركة كيان السعودية خسائر قدرها 673,3 مليون ريال، فيما بلغت خسائر شركة ينساب 369,7 مليون ريال. في حين أن تلك الطاقات الإنتاجية العالمية الهائلة التي ضخت في الربع الأول 2023، كانت تحت مجهر سابك التي ما فتئت في مراقبة التغيرات الجارية ومسيرة تعافي الطلب في السوق العالمية، مع عكف الشركة لمواصلة إبقاء تكاليف التشغيل تحت السيطرة والمحافظة على قوة ميزانيتها العامة، ورغم حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق، اتجهت سابك بكل قواها للتشبث بالابتكار والاستدامة والتي أضحت تشكل هوية الشركة ونالت على أثرها عديد الجوائز العالمية. ابتكار الأمونيا السعودية ونستشهد في هذا المقام نجاح عملاقتي الطاقة والبتروكيميائيات بالعالم، شركتي أرامكو السعودية، وسابك في ابتكار الأمونيا السعودية قليلة الانبعاثات لتوليد الطاقة في اليابان لتتحصلا على أول اعتماد في العالم من جهة محايدة لمنتجات الهيدروجين والأمونيا قليلة الانبعاثات، مما دفع كوريا الجنوبية لتأمين صفقات توريد من السعودية لنفس المنتج، وثم واصلت اليابان الحصول على المزيد من الشحنات منذ 2021. ودفعت قوة جودة الأمونيا السعودية قليلة الانبعاثات لتوليد الطاقة، اليابان مجدداً للحصول على المزيد من الشحنات في 2023، وبالتالي وصلت أول شحنة من الأمونيا قليلة الانبعاثات حاصلة على شهادة معتمدة من جهة محايدة لاستخدامها وقودًا لتوليد الكهرباء، ما يُعد علامة فارقة في مسيرة تطوير حلول الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية. بينما أنتجت شركة سابك للمغذيات الزراعية الأمونيا باستخدام (اللقيم) المنتج من أرامكو السعودية، وجرى بيعها لشركة فوجي أويل اليابانية عن طريق شركة أرامكو للتجارة. وتولّت شركة ميتسوي مسؤولية نقل السائل إلى اليابان، ثم تم نقل الأمونيا قليلة الانبعاثات إلى مصافي اليابان حيث يتم استخدامها في توليد الكهرباء عن طريق الحرق المشترك. وهذا ما ألمح إليه رئيس سابك التنفيذي م. الفقيه مؤكداً أنها هذه الخطوة تمثل جزءاً من استراتيجية سابك الأشمل لبناء شبكة إمدادات عالمية رائدة لهذا المنتج. مشدداً على أن التزام الشركة بالابتكار والاستدامة نال الإشادة في هذا الربع من خلال الفوز بثلاث جوائز ذهبية وبرونزيتين في جوائز إديسون المرموقة. علماً أن هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي تحد الشركة فيها هذه الجوائز، ما يعكس ريادتها المستمرة في تطوير التقنيات الجديدة وتعزيز التطورات الابتكارية من أجل مواصلة دعم نمو الأعمال وبناء عالم أكثر استدامة. لكن، لم تغفل سابك وعلى مدار الربع الأول من عام 2023 الظفر بالعديد من الاتفاقيات والتطورات الاستراتيجية التي تعزز تقدم الشركة نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيميائيات. حيث دعت سابك المجتمع الدولي إلى زيادة التعاون عبر القطاعات لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والنهوض بالاقتصاد الدائري. فيما تعكف الشركة على فرص التعاون مع الصين من أجل تعزيز النمو الاقتصادي العالمي المستدام ومواءمة رؤية المملكة 2030 مع مبادرة الحزام والطريق الصينية. وبالرغم من توقعات غالبية المحللين بتحقيق قطاع البتروكيميائيات أداء أقل للربع الأول لهذا العام مقارنة بالربع المماثل 2022، على إثر مواجهة إضافات هائلة في السعة في عام 2023، إلا أن سابك لم تتأثر في ظل عولمة الشركة واتساع منافذ بيع منتجاتها في مختلف أنحاء العالم معززة بمشروعات الشركة ومجمعاتها المشتركة والمملوكة بالكامل في أوروبا وأمريكا والتي تركز على المنتجات المتخصصة التي تتزعم سابك إنتاجها بأعلى الطاقات وأقوى الأسعار. وبالعودة للطاقات الإنتاجية الجديدة، وبحسب بيانات "الرياض" من المقرر أن يتم طرح أكثر من 10 ملايين طن من السعة الجديدة للبولي بروبيلين وتدشين إنتاجها على مستوى العالم، 80 ٪ منها من الصين. ومن المقرر أن تقود الصين الإضافات المخطط لها إذا جاءت كما هو مقرر. في سوق البولي بروبيلين، من المقرر أن تستقبل الصين أكثر من 8 ملايين طن من السعة للعام بأكمله، 18 ٪ منها بدأ بالفعل في الإنتاج في فبراير. وبدأ العمل الشهر الماضي في مصنعي البولي بروبلين في سينوبك هاينان بسعة إجمالية قدرها 400 ألف طن سنوياً، بينما تمت إضافة مصنع بولي بروبلين بتروتشاينا جوانجدونج الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 500 ألف طن سنويًا ومصنع سينوكيم هونغرون للبولي بروبلين الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 450 ألف طن سنويًا. بحلول نهاية الربع الأول، هناك أربعة منتجين مختلفين آخرين يستعدون لبدء طاقة تراكمية تبلغ 1.7 مليون طن. وفي أبريل، هناك 1.5 مليون طن أخرى مخططة، 1.2 مليون طن منها مملوكة لشركة دونغهوا للطاقة والبتروكيميائيات. وفي يونيو، تخطط نينغشيا باوفنغ وسينوبك أنكينغ أيضًا لإضافة مصنعين للبولي بروبيلين بسعة تراكمية تبلغ 800,000 طن سنوياً. أي أن الصين ستبدأ طاقة إجمالية تزيد على 3 ملايين طن بنهاية الربع الأول وسترتفع إلى 5.4 ملايين طن بنهاية النصف الأول من عام 2023، ما لم تواجه تأجيلًا. وتعكف الصين لكيفية إدارة الإضافات الهائلة في السعة وسط طلب أبطأ من المتوقع. ومع ذلك لم تعق تلك الطاقات الهائلة خطط واستراتيجيات سابك، إذ تم الإعلان عن اعتزام شركة سابك بالتعاون مع شركة أرامكو بالبدء بأول مشروع في المملكة لتحويل البترول إلى البتروكيميائيات والمعروف "بالخام إلى المواد الكيميائية" في مدينة رأس الخير بسعة تبلغ 400 ألف برميل يومياً والمستهدف استكماله خلال السنوات المقبلة. ونجحت المملكة بالفعل بفضل قوة صناعاتها البتروكيميائية في تعزيز الصادرات غير النفطية في وقت تشدد رؤية المملكة 2030 على أن صناعة البتروكيميائيات تمضي قدماً لتصبح أكبر محرك للطلب العالمي على النفط في ظل التوسع الكبير في استخداماتها الشاسعة في الكون. وشهدت سابك أحداثاً جوهرية عدة خلال الربع الأول 2023 ومنها بدء مرحلة التشغيل التجاري للمشروع المشترك مناصفة مع شركة ساينوبك لإنتاج البولي كاربونات في الصين بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 260 ألف طن. كما توقعت «الرياض» تراجع أداء قطاع البتروكيميائيات العالمي للربع الحالي مقارنة بالربع المماثل من 2022