استُشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب أربعة آخرون، الخميس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اقتحامها البلدة القديمة من مدينة نابلس (شمال الضفة). وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان مقتضب وصل "الرياض" نسخة منه، باستشهاد ثلاثة مواطنين، برصاص الاحتلال، اثنان منهم تشوهت ملامحهما بالكامل، جراء كثافة إطلاق النار عليهما. وكانت قوات خاصة إسرائيلية "مستعربون" تسللت إلى حارة الياسمينة بالبلدة القديمة وحاصرت منزلا لعائلة عكوبة، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط البلدة. وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال استهدفت المنزل المحاصر بوابل من الرصاص الحي، كما أطلقت باتجاهه عددا من صواريخ "الانيرجا"، ومنعت الطواقم الطبية من الوصول إلى المنطقة المحاصرة. وأشار مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، بأن عدوان الاحتلال أسفر إضافة إلى ارتقاء الشهداء الثلاثة، عن إصابة 166 مواطنا، أربعة منهم بالرصاص الحي جرى نقلهم إلى المستشفيات، إضافة إلى إصابة 10 آخرين جراء السقوط، و152 حالة اختناق بالغاز بينهم طلبة مدارس وجرى علاجهم ميدانيا. وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، الإضراب العام الشامل في المحافظة، حدادا على أرواح الشهداء الثلاثة. من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الخميس، إنه اغتال مقاومَين نفذا عملية قُتلت فيها ثلاث مستوطنات قرب أريحا شرقي الضفة الغربيةالمحتلة، قبل نحو شهر، وثالث بزعم مساعدتهما، خلال عملية عسكرية في البلدة القديمة بمدينة نابلس. وذكر بيان لجيش الاحتلال، أنه اغتال- خلال نشاط مشترك مع "الشاباك" وحرس الحدود ووحدة "اليمام"، مقاومين اثنين من حركة حماس هما حسن القطناني ومعاذ المصري؛ لتنفيذهما عملية الأغوار في 7 أبريل. وقال جيش الاحتلال إنه اغتال أيضًا المقاوم إبراهيم حورة، من حركة حماس، بزعم مساعدة منفذي عملية الأغوار. من جهته، أدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، استمرار اقتحام المدن الفلسطينية، وجرائم القتل اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها ارتقاء ثلاثة شهداء في البلدة القديمة من نابلس. وحذر أبو ردينة، من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، سيفجر الأوضاع في المنطقة، وسيدفعها إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها. وأضاف، نحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن هذه السياسة التصعيدية التي تدفع بالأمور نحو العنف وتوتير الأجواء. وطالب الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري والضغط لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وألا تكتفي بسياسة الاستنكار، لأن الأوضاع على الأرض أصبحت صعبة للغاية ولا يمكن لأحد توقع تداعياتها. كما أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، العدوان الإسرائيلي على البلدة القديمة من مدينة نابلس، والذي أسفر عن ارتقاء ثلاثة شهداء، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية عن هذه الجرائم. وقال اشتية: لا تتوقف الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني حتى تُستأنف من جديد، على نحو أكثر ترويعا، وأشد تقتيلا، باستهداف الأطفال، والنساء، والشيوخ. وطالب اشتية المجتمع الدولي بتوحيد المعايير، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المروعة وانتهاكاتها المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وتشهد مدن الضفة الغربيةالمحتلة، اقتحامات شبه يومية لقوات الاحتلال، تنتهي عادة باعتقال وإصابة عدد من الفلسطينيين، واستشهاد آخرين في بعض الأحيان. من جهة أخرى، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 217 أمر اعتقال إداري بحق أسرى فلسطينيين، خلال الشهر الماضي. وقالت الهيئة في بيان وصل "الرياض" نسخة منه، الخميس، أن عدد الأوامر الإدارية الجديدة بلغ 92 أمراً، وتم تجديد 125 أمر اعتقال تم إصدارها سابقاً، مشيرة إلى أن مدد أوامر الاعتقال الإداري تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر. وأضافت، يتواجد داخل سجون الاحتلال ما يزيد على 1000 معتقل إداري، معظمهم موزعين ما بين سجون (عوفر، والنقب، ومجدو)، ومنهم أطفال ونساء وكبار بالسن. وأوضحت الهيئة أن سلطات الاحتلال وإدارات السجون تتذرع بأن للمعتقلين الإداريين ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه. ونوهت الهيئة إلى أنه غالبا ما يتعرض المعتقل الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أو ثمانية، وقد تصل أحيانا إلى سنة كاملة أو أكثر. ومن الجدير ذكرهِ أن الاعتقال الإداري هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، ودون الموافقة على معاينة المحامين للمواد الخاصة بالأدلة، وهو خرق كامل لبنود القانون الدولي الإنساني. وفي نابلس قال شهود إن وحدات سرية إسرائيلية طوقت منزلا في البلدة القديمة قبل اندلاع اشتباك مسلح ألحق بالمبنى دمارا كبيرا بسبب الانفجارات والثقوب التي أحدثتها الرصاصات. ومنذ بداية العام، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من مئة فلسطيني، معظمهم من المقاتلين في الجماعات المسلحة لكن بعضهم مدنيون وبينهم أطفال، فيما قتل ما لا يقل عن 18 إسرائيليا وأجنبيا. وهدد حازم قاسم المتحدث باسم حماس بالانتقام لمقتل المسلحين الذين كانوا يتحصنون في المنزل. وقال "الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه ضد شعبنا ولن يفلت من العقاب". وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيتم الوصول في النهاية إلى أولئك الذين يؤذون الإسرائيليين. وأضاف "لا يهم أين تحاولون الاختباء، سنصل إليكم". وحمل نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل مسؤولية التصعيد ودعا الولاياتالمتحدة إلى التدخل. شهداء نابلس