يمر علينا الوقت بسرعة بين زوايا التجاذبات وعند عجلة الحياة نذوب بين توقعاتنا وآمالنا حتى يخطفنا الوقت من أقرب طموحاتنا دون جدوى التحقيق ولا مبلغ التنفيذ. وكما يقول روبورت كيوساكي: (مستقبلك قائم على ما تقوم به الآن، وليس المستقبل) فإنه لا مناص من أن أفعالك هي رهان أعمالك فما رهاناتك على الوقت؟ إن الحياة التي نعيشها سريعة الإيقاعات بما يرافقها من مشتتات تأزم إدارة الوقت، إن لم تكن هناك نية أو هدف واضح مكتوب، بل وخطة محكمة لتنفيذها سوف تدور في حلقة مفرغة من الأمنيات. أما طرق إدارة الوقت كثيرة ومتعددة والأهم أن إدارة الوقت بنجاح هو إحدى أهم ركائز النجاح وأركان الفعالية الإنتاجية. ولكن دعوني قبل أن أرسم ملامح إدارة الوقت أن أنوه أن وضوح الأهداف وقابليتها للتحقيق هما عامل رئيس في إدارة الوقت فكيف تدير ما لا تعرف مخرجاته؟ إن التشتت وعدم المقدرة على التنبؤ بوضح الهدف وتحققه هو ما يعطيك ضبابية تخترق معطيات التنفيذ لذلك فإن وجود هدف قابل التحقيق هو العنصر الأهم في عملية إدارة الوقت، ويبقى السؤال، ما أدوات إدارة الوقت بفعالية لتحقيق الأهداف؟ طرحت استبانة على منصة لينكدان المهنية عن الأدوات والوسائل لإدارة الوقت وكانت الإجابة نحو 23 % يستخدمون برنامجاً أو تطبيقاً معيناً ونحو 42 % يستخدمون المفكرة الورقية وأما 17 % كان لديهم وقت مخصص لإنجاز المهام و18 % ليس لديهم خطة واضحة. إن سهولة المفكرة الورقية هي ما جعلها تتصدر أدوات إدارة الوقت ونستنتج من ذلك أن سهولة الأداة وتوفرها يساعدان في ضبط وإدارة الوقت، وهناك عدة طرق لتنفيذ آلية إدارة الوقت. ومن كتاب برايان ترايسي بعنوان ابدأ بالأهم لو كان صعباً، نجد أن ترتيب الأولويات هو العامل الرئيس لنجاح خطتك في إدارة الوقت وعليه فإن كتابة الأولويات سوف تسهل عليك معرفة الأسلوب الأمثل لتحقيق النتائج. لن أذكر الأساليب المتنوعة في إدارة الوقت فما ينجح معك لن ينجح مع غيرك، ولكن هناك مفتاح مشترك بين الجميع في إدارة الوقت وهو الاستمرارية لذلك فإن أي عمل لا يقترن بالاستمرارية لن يدون ولن تكون هناك استمرارية دون وجود دافع قوي ورغبة حقيقة للنجاح. إن جودة العمل وبلورته في نطاقات تنفيذية هما ما يدفعان الشخص إلى ممارسة كافة الطرق والوسائل للحفاظ على الاستدامة التي من شأنها تحقيق النتائج المرجوة. ولن تستغرب حينما تجد العديد من المشاريع في المملكة تنتهي قبل الوقت المقرر لها بسبب حُسن إدارة الوقت فلا يوجد استثمار ناجح أو قصة نجاح عظيمة لا يكون وراءها إدارة فعالة للوقت ومهما حققت من نتائج فإن تنظيم الوقت سوف يضاعف النتائج ويحقق المراد، عليك أولاً بالاستمرارية وكتابة اهدافك القابلة للتحقيق والتوكل على الله وأعدك أن تنظيم الوقت سوف يكون تحصيل حاصل لما سوف تجده من نتائج. * متخصص في إدارة المشاريع