مع قرب تزكية ياسر المسحل رئيساً لدورة جديدة في اتحاد كرة القدم، لا تزال العديد من علامات الاستفهام قائمة تجاه عمل بعض لجان الاتحاد وقراراتها ومخرجاتها، فضلاً عن قدرة الاتحاد على مواصلة العمل للرقي بكرة القدم السعودية وتحقيق المستهدفات. أبرز علامات الاستفهام هي تلك المتعلقة بطريقة عمل اللجان القضائية بما في ذلك لجنة الانضباط التي لا تزال تقدم عملاً لا يرتقي للمأمول منها إن على صعيد العقوبات المتعلقة بأحداث المباريات والمسابقات المحلية أو بتعاملها مع القضايا الشائكة المتعلقة بالأمور التعاقدية التي كانت مثار جدل في العامين الماضيين تحديداً، مثلما حدث في قضية اللاعب الدولي محمد كنو والإجراءات المتبعة في التعامل مع تلك القضية والتي وجدت الكثير من الانتقادات في الجانب الإجرائي خصوصاً ما يتعلق برفض طلب الهلال باتخاذ التدابير الوقتية وهو الحق المشروع المكتسب لأي طرف في أي قضية. وعلاوة على ذلك لا يزال مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية وبطولاتها محل تساؤلات خصوصاً تلك الآلية التي اتخذها الاتحاد في طريقة التوثيق ورمي الملف على عاتق أعضاء الجمعية العمومية وممثلي الأندية، وهي الطريقة التي لم تكن مطروحة خصوصاً عندما أعلن رئيس ياسر المسحل أن الاتحاد سيقوم بنفسه بتوثيق البطولات السعودية، وهو الإعلان الذي فُهم منه أن اتحاد الكرة باعتباره الجهة المسؤولة عن الملف سيضع المعايير التي يُبنى عليها توثيق البطولات، وهو ما لم يحدث، إذ ستكون المعايير محددة من قبل الجمعية العمومية وفق آلية تصويت تتأثر بأهواء أو تكتلات سيكون تأثيرها سلبياً على نتائج التوثيق حتى وإن تعاون الاتحاد مع الاتحاد الدولي (فيفا). أما ثالث الملفات التي ستكون تحت مجهر كل أطياف كرة القدم السعودية، هو ملف مدرب المنتخب الأول بعدما أعلن الفرنسي هيرفي رينارد عن فسخ عقده من طرف واحد في وقت حاسم قبل المشاركة في كأس آسيا 2023 والتي ستقام خلال أقل من شهرين، ما يمثل اختباراً حقيقياً ومفصلياً لإدارة أزمة الفراغ الفني الذي سيعاني منه «الأخضر» قبل استحقاق كان الشارع يؤمل أن يكون الفريق الوطني حاضراً ومنافساً على عرش القارة، بعد غياب ومشاركات ضعيفة لا تليق بمنتخب الوطن. ملفات عدة وتحديات صعبة أمام ياسر المسحل وفريقه في الفترة المقبلة، وهي كفيلة بأن تعطي الشارع الرياضي تصوراً وحكماً على عمل الرجل بالمجمل في الدورتين. سلطان السيف