لم يكن ابتعاد الحكم السعودي عن الوجود في البطولات القارية والدولية خلال الاستحقاقات الفارطة إلا بسبب وجيه يتمثل في تراجع أدائه وكثرة أخطائه، والتي تتكرر بشكل غريب في أغلب المباريات على الرغم من وجود تقنية الفار وآخرها ما يحدث في دوري روشن من هفوات كارثية، وآخرها ما حدث في مواجهة الشباب والهلال والتي انتهت شبابية بثلاثية نظيفة، بعيداً عن نتيجة اللقاء كان هناك إجماع من المحللين التحكيمين بالأخطاء الفادحة من قبل الحكم ماجد الشمراني بدأت في عدم العودة لدعس متعمد للاعب الهلال مشيايل من جوانك أتى بعدها هدف الشباب الأول ورفضه العودة لتقنية الفار، وبعدها لمس للاعب الشباب حسن القحطاني داخل المنطقة تغاضى عنها، وطرد للاعب وسط الهلال كويلار وعدم اتخاذ ذات القرار للاعب الشباب آرون الذي بدأ الاحتكاك معه، وقبل ذلك دخول الشمراني بشكل متنرفز على لاعبي الهلال أدت لخسارة أثرت بشكل كبير على مسيرة الفريق الأزرق في البطولة. بالتأكيد أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة، إلا أنها أثارت جدلًا واسعًا في الشارع الرياضي، أثناء منافسات دوري "روشن" حتى مع وجود تقنية ال«VAR»، وفقاً للإحصائية التي نشرت بلغت الأخطاء التحكيمية 46 خطأ تحكيميًا، منها 24 خطأ تحكيميًا استفادت منها الأندية بنسبة 52.17 %، مقابل 22 خطأ تحكيميًا تضررت منها بنسبة 47.82 %، وتصدرت ركلات الجزاء المحتسبة بشكل غير صحيح، وغير المحتسبة على النصيب الأكبر من استفادة الأندية من الأخطاء التحكيمية، والتي بلغت 21 ضربة جزاء بنسبة 45.65 %، حملت معها تساؤلات عدة، من هو أكثر المستفيدين من الأخطاء التحكيمية بعد مرور 21 جولة؟ للأسف الشديد إن أغلبها جاءت بشكل كبير من الحكم المحلي. باتت الأخطاء التحكيمية أكثر تأثيرًا في نتائج المباريات، غيرت معها مسار ترتيب الأندية نحو المنافسة على الدوري، والتراجع في سلم الترتيب، وتسببت خمسة عوامل في زيادة التأثير على الحكام، ممثلة في الضغوطات الإعلامية، والضغوطات الجماهيرية، والتأثر باعتراضات الأطقم الفنية، واللاعبين، والتجمع حول الحكم للتأثير على قراراته أثناء العودة لتقنية الفيديو، والتردد في اتخاذ القرارات الصحيحة، وتصدرت احتساب وتجاهل ضربات جزاء أكثر الأخطاء التحكيمية بنسبة 45.65 %، وإشهار البطاقة الحمراء بشكل خاطئ، والتغاضي عن طرد لاعبين ب28.26 %، واحتساب أهداف غير صحيحة وإلغاء أهداف صحيحة ب10.86 %، إلى جانب احتساب مدة الوقت الضائع. لن ينصلح حال التحكيم السعودي بوجود أسماء مهزوزة تبحث عن التكاليف فقط للاستفادة من قيمة المكافآت التي ينالونها بدون محاولة تحسين أدائهم والذين أصبحوا بعيدين عن الوجود بتكاليف خارجية. يقدمها - صالح الحبيشي