في يوم الأربعاء السادس والعشرين من رمضان 1438ه الموافق 21 يونيو 2017م تم بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليّاً للعهد، لتبدأ صفحة جديدة من تاريخ المملكة العربية السعودية بروح شبابية مُلهمة في بيت الحكم السعودي العريق الممتد منذ عام 1727م، وليعيش السعوديون أجواء فرحة عيد الفطر قبل حلوله بثلاثة أيام. إن مرور ستة أعوام على هذه المناسبة السعيدة بمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليّاً للعهد في هذه الليالي المباركة مدعاة للفخر والاعتزاز، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. محاربة الفساد بعد أشهر قليلة من مبايعة الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وتحديداً في يوم السبت الخامس عشر من صفر 1439ه الموافق للرابع من نوفمبر 2017م صدر الأمر الكريم رقم أ/38 بتشكيل لجنة عُليا لحصر قضايا الفساد العام برئاسة سمو ولي العهد الأمين وعضوية أصحاب المعالي رؤساء أمن الدولة وهيئة الرقابة والتحقيق والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وديوان المراقبة العامة والنائب العام، وباشرت اللجنة أعمالها منطلقين من كلمة الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– التي خلّدها التاريخ: "لن ينجو أحد ثبت بالدليل القاطع تورطه بقضية فساد كائناً من كان"، فأمست تلكم الكلمة خطة عمل حازمة رافقت أكبر حملة لمكافحة الفساد في تاريخ الوطن العربي بمختلف أنظمة الحكم في أقطاره بل ربما على مستوى العالم بأسره، حيث قُدّرت المبالغ المستردة لخزينة الدولة بأكثر من 400 مليار ريال سعودي. عنان السماء وأكد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وهو الرجل المتيّم بوطنه وأبناء وطنه والمعتزّ بمقدرات أرضه وقدرات شعبه على أن استثمار كل مكامن القوة الطبيعية والتاريخية والبشرية في وطننا الغالي هو خيار المستقبل الذي لا مناص منه، فبات الطموح السعودي لا يطاوله سوى عنان السماء، فالتفت سموه إلى الصحاري الرملية الشاسعة والجبال الخضراء والقمم الثلجية، وقلّب ناظريه في خمسة مواقع مسجلة في اليونسكو، وإلى ورود الطائف وثلوج تبوك ومرتفعات السودة ومصافي النفط في المنطقة الشرقية التي انبثق منها –في وقت لاحق– أضخم اكتتاب في تاريخ البشرية "اكتتاب أرامكو"، والدرعية بتاريخها وشموخها، ثم أمعن النظر طويلاً في 1800 كيلومتر على طول ضفاف البحر الأحمر، وقرابة 1000 جزيرة طبيعية، فأدرك رعاه الله بأن ساحل البحر الأحمر ثروة وطنية آن الأوان لاستغلالها، فشرع في عقد ورش العمل مع وزرائه في قلب البحر الأحمر لبحث الطرق المُثلى لاستثمار هذه المنطقة المذهلة بالحياة البحرية المتنوعة، وما الإعلان عن "كورال بلو" وهي الجزيرة الرئيسة في مشروع البحر الأحمر إلاّ ثمرة يانعة لجهد مضنٍ وعمل دؤوب. مشروع نيوم وفي يوم الثلاثاء الرابع من صفر 1439ه الموافق 24 أكتوبر 2017م تم الإعلان عن مشروع مدينة نيوم، ثم توالت الإعلانات تباعاً لمدن أخرى تستشرف آفاق المستقبل بكل مفرداته كمدينة "ذا لاين" في مشروع نيوم، كما كان شعار المشروعات التطويرية الكبرى لمدن المملكة "السعودية اليوم لا تقبل التقليد"، فرأينا الهوية السعودية حاضرة في كل المخططات، والكل يعمل على قدم وساق وفق جدول زمني محدد، رأينا بعض ملامحه، والقادم مذهل دون أدنى شك. ثابتاً وشامخاً ولم تتعرض شخصية سياسية في التاريخ الحديث وربما القديم لهجوم إعلامي ممنهج من أنظمة ومؤسسات وحسابات مأجورة في منصات التواصل الاجتماعي وغيرها بمثل ما تعرض له سمو سيدي ولي العهد، حيث تجاوزت هذه الأدوات كل الأعراف والقيم والمبادئ والموضوعية لتهوي في قاعٍ سحيق من الأخلاق الوضيعة، ورغم ذلك بقي الأمير محمد -سلمه الله- ثابتاً شامخاً راسخاً كرسوخ جبل طويق، ولم تزد تلكم الحملات الوقحة سموه الكريم إلاّ إصراراً وتصميماً على المُضي قُدُماً في طريق محاربة الفساد من جهة والاستمرار في بناء وتشييد مشروعات المستقبل الضخمة من جهة أخرى. عوائد جذابة إن استشعار الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أهمية تماسك البيت الخليجي الكبير، وأنه كُلٌّ لا يتجزأ، ومبادراته بإنشاء مجالس التنسيق بين المملكة وكل دولة خليجية على حدة ليس إلاّ تطبيقاً عملياً لما صرّح به سموه في أكتوبر 2018م في منتدى الرياض الاقتصادي بأن جميع دول المجلس بلا استثناء تملك الكثير من الفرص الاستثمارية منطلقاً من حقائق راسخة أثبتت الأيام صحتها عندما أعلن صندوق الاستثمارات العامة في أكتوبر الماضي تأسيس ست شركات استثمارية إقليمية ستستهدف استثمارات تصل إلى 24 مليار دولار في قطاعات تشمل البنية التحتية والعقارات والتعدين والرعاية الصحية والأغذية والزراعة والتصنيع والتكنولوجيا من بينها شركة في مملكة البحرين وأخرى في سلطنة عمان، حيث ستعملان على تنمية وتعزيز الشراكات الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة وشركات محفظته والقطاع الخاص السعودي للعديد من الفرص الاستثمارية الأمر الذي سيُسهم في تحقيق عوائد جذابة على المدى الطويل، وتطوير أوجه تعاون الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية مع القطاع الخاص في كل من البحرينوعمان إلى جانب الدول المستفيدة الأخرى وهي: الأردن ومصر والعراق والسودان. الأمير محمد بن سلمان طاقة شابة أفادت الوطن والشعب إقامة فعاليات وبرامج لتوطين شباب المملكة مدينة ذا لاين حلم المستقبل