تفتتح أسواق النفط الخام في العالم اليوم الاثنين 17 إبريل، بأمل تحقيق مكاسب أسبوعية خامسة على التوالي معززة بتحذيرات وكالة الطاقة الدولية من ضيق السوق العالمية في حين أن الطلب العالمي سيصل إلى مستوى قياسي هذا العام على خلفية انتعاش الاستهلاك الصيني، ما ينذر باستمرارية ارتفاع الأسعار في المستقبل مع تقلص إمدادات كبار المنتجين في تحالف أوبك+، ليحوم النفط الخام بالقرب من أعلى مستوياته في خمسة أشهر، في إغلاق الجمعة الماضية التي استقرت مرتفعة بأكثر من 86 دولارا للبرميل بالنسبة لخام برنت، وأكثر من 82 دولارا للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط، معززة أيضاً بتراجع المخزونات الأميركية وضعف التدفقات من روسيا وانقطاع إمدادات خطوط الأنابيب من كردستان العراق والتي أدت جميعها إلى زيادة المكاسب. وسجل كلا العقدين للأسبوع الرابع على التوالي من المكاسب وسط تراجع المخاوف بشأن الأزمة المصرفية التي ضربت الشهر الماضي والقرار المفاجئ الأسبوع الماضي من قبل أوبك + لمزيد من خفض الإنتاج. وسجل برنت مكاسب أسبوعية بنسبة 1.5 ٪، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 2.4 ٪ خلال الأسبوع، وكانت أربعة أسابيع من الزيادات بمثابة أطول سلسلة من هذا النوع منذ يونيو 2022. كانت أسعار النفط منخفضة الخميس الماضي برغم تخفيضات أوبك+ الطوعية، لكن تحذير وكالة الطاقة الدولية من عجز كبير في الإمدادات في وقت لاحق من هذا العام ساعد على تعزيز الأسعار في إغلاق الجمعة. في حين أن التفاؤل الذي دفع برنت إلى ما فوق 87 دولارًا للبرميل خلال تداولات الأسبوع الفائت، والذي ينبع في الغالب من أرقام مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي التي وصلت إلى 5.6 ٪، بدا وكأنه يتضاءل عندما خفضت منظمة اوبك توقعاتها للطلب للنصف الثاني من عام 2023. وفي الوقت نفسه، زادت أوبك أيضًا الطلب بأثر رجعي في الربع الأول، مع تركه بنفس معدل النمو السنوي السابق (2.3 مليون برميل في اليوم). لكن تقرير وكالة الطاقة الدولية عزز أسعار النفط يوم الجمعة حيث حذرت الوكالة من احتمال حدوث عجز كبير في الإمدادات في وقت لاحق من هذا العام. استوعبت الأسواق أسبوعًا من التوقعات المختلطة للعرض والطلب الخام. وقالت وكالة الطاقة الدولية في توقعاتها الشهرية يوم الجمعة إن التخفيضات الأخيرة لأوبك + تهدد بتعزيز أسعار النفط للمستهلكين الذين يواجهون بالفعل تضخمًا مرتفعًا. كان التحالف قد توقع في اليوم السابق أن الأسواق ستعاني من نقص شديد في المعروض. في المقابل، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تجاوز الإمدادات الطلب في عامي 2023 و2024. كما أن الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم يدعم الأسعار أيضًا. تظهر البيانات الأخيرة أن الصين استوردت الشهر الماضي أكبر قدر من النفط في ثلاث سنوات، مدعومة بالتدفقات الروسية القياسية. وفي يوم الجمعة، قال محافظ بنك الصين الشعبي يي جانج إن اقتصاد البلاد من المتوقع أن ينمو بنحو 5 ٪ هذا العام. في وقت دعمت تحذيرات وكالة الطاقة الدولية أسعار النفط، إذ حذرت من ضيق أسواق النفط المرتقب. وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن أسواق النفط قد تشهد تضييقًا في النصف الثاني من عام 2023 في حالة استمرار تخفيضات الإنتاج الطوعية لمنتجي أوبك + حتى نهاية عام 2023، مما يدفع الأسعار إلى أعلى مما هو عليه حاليًا. وفي تقرير سوق النفط، حذرت الوكالة بعد ذلك من أن عجز الإمدادات الناجم عن تفاقم تخفيضات أوبك + قد يعرقل النمو الاقتصادي العالمي. وفي الولاياتالمتحدة، يدفع البيت الأبيض باتجاه تعزيز السيارات الكهربائية، إذ اقترحت وكالة حماية البيئة الأميركية تخفيضات الانبعاثات الأكثر شدة حتى الآن لمبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2032، حيث فرضت خفضًا سنويًا للتلوث بنسبة 13 ٪ وخفضًا بنسبة 56 ٪ في انبعاثات الأسطول المتوقعة مقارنة بمتطلبات عام 2026 الحالية. وفي صفقات الغاز، تحصلت شركة صينية كبرى على حصة في مشروع قطري ضخم، حيث سوف تستحوذ شركة سينوبك الصينية العملاقة للنفط على 5 ٪ من حصتها في إحدى محطات حقل الشمال الشرقي للغاز الطبيعي المسال في قطر، بقدرة إنتاجية تبلغ 8 ملايين طن سنويًا، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها شركة آسيوية على حصة في المشروع مع شركة سينوبك التي تسعى إلى توسيع ذلك التعاون. وفي صفقات التعدين، تقوم شركة التعدين والتجارة العملاقة الكندية، جلينكور بتحسين عرض الاستحواذ على جميع الأسهم بقيمة 22.5 مليار دولار لشركة التعدين الكندية تيك ريسورسز، مضيفةً 8.2 مليارات دولار أخرى نقدًا لتيسير الصفقة للمساهمين، على الرغم من رفض مجلس إدارة تيك لها. وفي قطاع التنقيب والإنتاج في أميركا الجنوبية، اجلت غيانا الترخيص المتوقع ل 14 كتلة نفطية بحرية في البلاد إلى منتصف يوليو حيث يُزعم أن الحكومة بحاجة إلى مزيد من الوقت لتحديث إطارها التنظيمي لنموذج مزاد نفطي جديد. وفي النفط الصخري، تتطلع شركة دايموندباك للطاقة الأميركية المنتجة للنفط الصخري والمدرجة في بورصة نيويورك إلى بيع الأصول غير الأساسية في حوض برميان الغربي، وتسعى إلى كسب نحو مليار دولار من مساحتها في مقاطعة بيكوس، تكساس، مع احتدام نشاط الاندماج والاستحواذ في جميع أنحاء البلاد. من جهتهم، المضاربون يتجهون نحو الصعود مرة أخرى، إذ قفز صافي مراكز الشراء لخام برنت في بورصة لندن بأكثر من 73 ألف عقد (ما يعادل 73 مليون برميل) في الأسبوع المنتهي في 4 أبريل، أي بعد إعلان أوبك + للتخفيضات الطوعية، وهو ما يمثل أكبر مكسب أسبوعي للمضاربين على ارتفاع السوق منذ أواخر عام 2016. وفي الصين، لا تزال البلاد حذرة من انقطاع التيار الكهربائي في الصيف، حيث تتوقع الحكومة الصينية أن تتجاوز ذروة الطلب على الطاقة في الصيف 1.36 تيراواط، مما دفع بكين إلى الإسراع في الموافقة على مناجم الفحم الجديدة وتسريع بناء المناجم المعتمدة بالفعل لتأمين قدرة تحميل أساسية أعلى. وفي الاستكشاف والتنقيب، أفادت تقارير أن شركة النفط الفرنسية توتال إنرجي تجري محادثات مبكرة لشراء شركة الاستكشاف المدعومة بالأسهم الخاصة، نبتون للطاقة، في صفقة قد تصل قيمتها إلى أكثر من 5 مليارات دولار، قبل أن تطرح الشركة للاكتتاب العام. وفي النرويج، تقلق موجة الكهربة جمهور البلاد، ونظرًا لأن المشغل شركة إكوينور المدرجة في بورصة نيويورك، وشركائها تسعى إلى تزويد الكهرباء لأكبر مصنع للغاز الطبيعي المسال في أوروبا، في محطة هامرفست، سيناقش البرلمان النرويجي مقترحات هذا الأسبوع لتأجيل الخطة أو إيقافها حيث يخشى السكان المحليون من نقص الطاقة. على صعيد قرصنة ناقلات النفط العملاقة، انخفضت القرصنة الدولية إلى أدنى مستوى لها منذ 30 عامًا. ووفقًا للمكتب البحري الدولي، كان عدد حوادث القرصنة والسطو المسلح البحري المبلغ عنها في الربع الأول من عام 2023 هو الأدنى خلال الثلاثين عامًا الماضية، حيث انخفض إلى 27 "فقط" من هذه الحوادث مع عملية اختطاف واحدة ناجحة، على الرغم من اختفاء ناقلة نفط في خليج غينيا بعد تعرضها لهجوم من قبل قراصنة في وقت سابق من هذا الأسبوع. من جهتها، تهدد روسيا بإنهاء صفقة حبوب البحر الأسود، حيث تعهدت موسكو مرة أخرى بالانسحاب من صفقة الحبوب في البحر الأسود التي توسطت فيها الأممالمتحدة وتنتهي صلاحيتها في 18 مايو، بدعوى أن القوى الغربية لم تخفف القيود على المدفوعات والتأمين والخدمات اللوجستية للسلع غير الخاضعة للعقوبات القادمة من روسيا. أما شركة بريتش بتروليوم فقد أطلقت منصة جديدة في خليج المكسيك، إذ أعلنت الشركة المدرجة في بورصة نيويورك، وتتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أنها بدأت إنتاج النفط في منصة ارقوس، وهي أول منصة جديدة لها في خليج المكسيكبالولاياتالمتحدة منذ عام 2008 بطاقة 140.000 برميل في اليوم، سعياً لزيادة الإنتاج إلى 400.000 برميل في اليوم.