تراجعت أسعار النفط أكثر من 7 بالمئة في إغلاق تداولات الأسبوع، يوم الجمعة 14 أكتوبر، وسط مخاوف من الركود العالمي وضعف الطلب على النفط، لا سيما في الصين، مما فاق الدعم من خفض كبير لإمدادات أوبك+ المستهدفة. وبرغم تخفيضات إنتاج تحالف أوبك+، ظلت أسعار براميل النفط في تراجع، ما يلفت لنجاح قرار الخفض وعدم استهدافه أي ارتفاعات ما يدحض الدعاوي الأميركية ضد منظمة أوبك وحلفائها في أوبك+. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.94 دولار، أو 3.1 ٪، لتبلغ عند التسوية 91.63 دولارا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.50 دولارات، أو 3.9 ٪، إلى 85.61 دولارا. وتأرجح كل من عقدي برنت وغرب تكساس الوسيط بين المنطقة الإيجابية والسلبية لمعظم يوم الجمعة، لكنهما انخفضا خلال الأسبوع بنسبة 6.4 ٪ و7.6 ٪ على التوالي، سجل التضخم الأساسي في الولاياتالمتحدة أكبر زيادة سنوية له منذ 40 عامًا، ما يعزز الآراء القائلة إن أسعار الفائدة ستبقى أعلى لفترة أطول مع خطر حدوث ركود عالمي، ومن المقرر صدور قرار سعر الفائدة الأميركي التالي في 1 - 2 نوفمبر. وأظهر استطلاع أن معنويات المستهلكين في الولاياتالمتحدة استمرت في التحسن بشكل مطرد في أكتوبر، لكن توقعات التضخم للأسر تراجعت قليلاً، وقال فيل فلين، المحلل في مجموعة العقود الآجلة للأسعار في شيكاغو: إن التحسن في معنويات المستهلك "يُنظر إليه على أنه سلبي لأنه يعني أن الاحتياطي الفيدرالي يحتاج إلى كسر معنويات المستهلكين وإبطاء الاقتصاد أكثر، وهذا تسبب في زيادة الدولار والضغط الهبوطي على سوق النفط". وارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنحو 0.8 بالمئة، يعمل الدولار الأقوى على تقليل الطلب على النفط من خلال جعل الوقود أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة إنه في الإمدادات الأميركية، أضافت شركات الطاقة هذا الأسبوع ثماني منصات نفطية ليرتفع الإجمالي إلى 610 حفارات، وهو أعلى مستوى لها منذ مارس 2020. في وقت، تكافح الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، تفجر كوفيد -19 بعد عطلة استمرت أسبوعًا. تعد حصيلة العدوى في البلاد صغيرة وفقًا للمعايير العالمية، لكنها تلتزم بسياسة عدم وجود كوفيد التي تلقي بثقلها على النشاط الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط. وخفضت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس توقعاتها للطلب على النفط لهذا العام والعام المقبل، محذرة من ركود عالمي محتمل، فيما لا تزال السوق تستوعب قرار أوبك+، عندما أعلنوا خفضًا بمقدار مليوني برميل يوميًا عن أهداف إنتاج النفط، وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن نقص الإنتاج بين المجموعة يعني أن هذا من المحتمل أن يترجم إلى خفض قدره مليون برميل في اليوم. في الوقت نفسه، رفع مديرو الأموال صافي عقودهم الآجلة للخام الأميركي وخياراتهم بمقدار 20،215 عقدًا إلى 194،780 في الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر، حسبما ذكرت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية. لقد كان أسبوعًا من الإشارات المتضاربة لأسواق النفط حيث تم تعويض مخزون النفط الخام الضخم جزئيًا عن طريق سحب الديزل، وضيق العرض الذي يكافح بيانات التضخم المقلقة وتوقعات تدمير الطلب. وكان هناك الكثير من الإشارات المتضاربة لسوق النفط على هضمها هذا الأسبوع، تضمنت الأخبار الهبوطية زيادة في مخزونات النفط الخام بما يقرب من 10 ملايين برميل، وهو تغيير ضخم على أساس أسبوعي. فيما كانت بيانات التضخم الأميركية مقلقة أيضًا بالنسبة للنفط، حيث وصل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي إلى أعلى مستوى له في 40 عامًا في سبتمبر، من ناحية أخرى، انخفضت مخزونات الديزل في الولاياتالمتحدة بمقدار 4.9 ملايين برميل، مما يشير إلى نقص مقلق قبل الشتاء. أما في أوروبا، تضيف الإضرابات في فرنسا إلى مخاوف إمدادات الوقود، مع انسحاب نقابة واحدة من المحادثات بعد رفض عرض بزيادة الأجور، فيما يعد خفض أوبك+ وسقف سعر الخام الروسي عاملين آخرين يلوحان في الأفق في أسواق النفط. بشكل عام، تراجعت أسعار النفط هذا الأسبوع، مع توقع تكبد كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط خسائر أسبوعية بعد أسبوعين من المكاسب. وبعد أقل من شهر من تعهد خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم، خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول، أوبك أرقام نمو الطلب لكل من 2022 و2023 إلى 2.64 و2.34 مليون برميل في اليوم على التوالي، مستشهدة بتباطؤ النمو الاقتصادي والتشديد النقدي وقضايا العرض المستمرة. من جهتها خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لإنتاج النفط الخام في الولاياتالمتحدة لعام 2023 إلى 12.4 مليون برميل في اليوم، ارتفاعا من 11.7 مليون برميل في اليوم هذا العام، حيث يؤثر الانضباط الرأسمالي وتوقعات انخفاض الطلب العالمي على الإنتاج. فيما يكشف البيت الأبيض النقاب عن إجراءات خفض أسعار الغاز، ومع استمرار المعدل الوطني لأسعار البنزين في الولاياتالمتحدة في التأرجح حول 3.9 دولارات للجالون، أعلن الرئيس بايدن أن الأسعار لا تزال مرتفعة للغاية وأن البيت الأبيض سيعلن الأسبوع المقبل عن إجراءات جديدة لخفض أسعار الوقود. وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم على الولاياتالمتحدة في "التخريب" لخط أنابيب نورد ستريم 1 و2، واقترح أن تعيد روسيا توجيه تدفقاتها في البلطيق إلى البحر الأسود وإنشاء مركز أوروبي جديد للغاز في تركيا. من جانبهما، اتفقت شركة تعدين اليورانيوم الكندية كاميكو، وبروكفيلد للمتجددة، على الاستحواذ على شركة وستنغهاوس إلكتريك لتصنيع المعدات النووية في صفقة بقيمة 7.9 مليارات دولار بما في ذلك الديون مع تحسن مستقبل الطاقة النووية في الأميركيتين بشكل ملحوظ. وأبرمت شركة النفط الأميركية الكبرى إكسون موبيل أول صفقة تجارية لتخزين الكربون مع أكبر شركة مصنعة للأمونيا في العالم، بهدف تخزين 2 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض سنويًا بدءًا من العام 2025. وارتفعت عمليات الاندماج والاستحواذ في قطاع النفط الأميركي إلى 16 مليارًا في الربع الثالث من العام 2023، وهو أعلى مستوى ربع سنوي هذا العام، على الرغم من أن التوقعات قصيرة الأجل لعمليات الاندماج والاستحواذ ضعيفة نسبيًا حيث تفضل شركات النفط سداد الديون وإعادة شراء الأسهم بدلاً من الاستثمار. بينما يشعر المشترون لأجل طويل بألم ارتفاع أسعار الفحم. ووفقًا لتقارير السوق، وقعت شركة جلينكور التجارية العالمية الكبرى عقد توريد الفحم لمدة محددة مع شركة الكهرباء اليابانية توهوكو إلكتريك في الفترة من أكتوبر 2022 إلى سبتمبر 2023 بسعر أعلى على الإطلاق قدره 395 دولارًا للطن المتري على أساس تخليص على ظهر سفينة، أي ثلاثة أضعاف على أساس سنوي. وحول النحاس الروسي، يقال إن كميات كبيرة من النحاس من أصل روسي تتراكم في المستودعات المعتمدة من بورصة لندن للمعادن في ألمانيا وهولندا وتايوان حيث تفكر البورصة في فرض حظر على الألومنيوم والنيكل والنحاس الروسي. وفي الهند يجري إطلاق مزاد نفط آخر، وبصفتها واحدة من أكثر مشتري النفط الذين يعتمدون على الاستيراد على مستوى العالم، أطلقت الهند جولة تراخيص جديدة، حيث قدمت 26 قطعة نفط وغاز (معظمها من المياه العميقة مع فقط 3 قطع برية) و16 كتلة ميثان ذات طبقة فحم حجري، بهدف جذب الشركات الغربية الكبرى ذات الخبرة في الحفر.