إن التحول الرقمي لأي منشأة هو تحول مذهل ومثير الذي يمكّن قادة الأعمال بواسطته من زيادة الكفاءة والسرعة في رضا العملاء الموجّه بالبيانات، وهي الطريقة التي يمكنهم أن يعيدوا هيكلة مؤسساتهم بها، ولكن يعتمد النجاح على الإلهام الاستراتيجي بشكل أقل بكثير من الاعتماد على طريقة تطبيق الموظفين الذين هم على تواصل مع العملاء، ويعود الأمر إلى حد كبير إلى مدى القدرة التي يتملكها المديرين في الإدارة العليا على التعامل مع البيانات الجديد كي لا تتحول تحولاتهم الرقمية الى إخفاقات رقمية. وكي نتجنب هذا الوضع، يجب على القادة فهم الكيفية التي ستُستخدَم بها الأدوات الرقمية بشكل واسع وفاعل حتى يتمكنوا من إنشاء بيئة توفر ظروفاً مثلى. وعلى سبيل المثال، لا يمكن تسليم هذا العمل إلى إدارة تكنولوجيا المعلومات (IT Department) لأن النتائج لن تكون مثلى أبداً. تطلق أغلبية جهود التحول الرقمي من خلال خطط تطبيق شاملة تحدد أنشطة مثل تمويل التحول، وإعادة تنظيم الشركة لجعلها أكثر رشاقة (Agile) بما يكفي للحصول على أقصى استفادة، ووضع توقعات موجَّهة بالبيانات تتيح للشركة تقديم منتجات أكثر تخصيصاً، وتقلِّل من وقت وصول المنتج إلى السوق وهذا أمر مهم جداً. علاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك خطة واضحة لعملية رقمنة العمل ( Work Digitization Process) وتتكون من مجموعة من المراحل المترابطة المبنية على بعضها بعضاً، لذلك تبشر المكاسب الأولى بالنجاحات اللاحقة، في حين تنذر الإخفاقات المبكرة بجعل كل مرحلة تالية أصعب. وهذه المراحل هي: مرحلة الترويج للتحول الرقمي، مرحلة القرار باستخدام التحول الرقمي، ومرحلة كيفية استخدام التقنية الجديدة ومرحلة استخدام البيانات الجديدة، ومرحلة مراقبة تحسن الأداء الداخلي للمنشأة، ومرحلة التوافق بين الأداء وبين أهداف المنشأة. المراحل أعلاه توضح طريقةَ تطور التغيير داخليّاً أثناء التحول الرقمي، أما الكيفية التي يجب بها أن يُشكِّل فهم هذه العملية هو التخطيط بشكل عكسي، حيث يتم البدء في تقييم أهداف (Goals) الشركة يمكن تحقيقها باستخدام أدوات رقمية جديدة، ثم البناء على ذلك لاحقاً. ويمكن البدء في هذه العملية بعد الإجابة على الأسئلة التالية: ما الأنشطة التي تمتلك أكبر قدرة على التحول؟ كيف يمكن الحفاظ على تدفق المعلومات وتغير السلوك داخل المنشأة؟ من هم اللاعبون الأساسيون لتبني التحول الرقمي؟ وهناك حقيقة مؤكدة مفادها أن «تطبيق التكنولوجيات الرقمية لإحداث تغيير مؤثر هو عمل شاقّ»، وللبدء في هذا التحول علينا أن نفهم أولاً تبعيات وآثار التحول الرقمي على الأحداث الداخلية للشركة لنتمكن من وضع أساس نجاح التحول الرقمي، والعمل على تحقيق الأهداف المتوقعة للشركة، فالنجاح لا ينشأ تلقائيّاً عن القرارات والخطابات والوعود بالتحسين. وبدلاً من ذلك، فإنه يعتمد على القرارات التي يتخذها المديرون على الموظفين الذين هم على اتصال دائم مع العملاء للوصول إلى أفضل نتائج التحول الرقمي.